روسيا تسعى لتكون ملاذاً للأجانب الذين يتبنون "القيم التقليدية"
أخبار-العالم
Aa
Foto: AP/TT
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي بجعل روسيا "ملاذاً" للأجانب الذين يسعون للهرب من ما وصفه بـ"الأيديولوجية النيوليبرالية المدمرة". وفقًا للمرسوم، سيتم منح الإقامة للأشخاص الذين يواجهون سياسات تتعارض مع القيم الروسية.
تفاصيل المرسوم وردود الفعل:
في المرسوم الموقع من قبل بوتين، يتم التأكيد على تقديم "دعم إنساني" للأفراد الذين يتبنون القيم الروحية والأخلاقية التقليدية التي تتماشى مع المبادئ الروسية. ويشير المرسوم إلى أن الأجانب، حتى لو لم يكونوا يتحدثون اللغة الروسية أو لديهم معرفة بتاريخ روسيا، يمكنهم التقدم للحصول على إقامة مؤقتة. الحكومة الروسية، بموجب المرسوم، ستقوم بإعداد قائمة بالدول التي "تفرض" على مواطنيها "أيديولوجية نيوليبرالية مدمرة".
تعلق توفا هويدستراند، أستاذة علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية في جامعة لوند، على هذه الخطوة بأنها تأتي في سياق بناء سردية مفادها أن الأشخاص ذوي القيم التقليدية يتعرضون للقمع والاضطهاد. وترى هويدستراند أن مصطلح "النيوليبرالية" كما تستخدمه الكرملين هو مجرد كلمة فارغة تستهدف قضايا محددة تتعلق بالجنس والأسرة، مشيرة إلى أن "تعريفهم لا يتعلق بالقضايا المجتمعية الأوسع مثل الاقتصاد أو القطاع العام، بل يتعلق فقط بالسياسات الجنسية وهذا جزء من الدعاية البحتة".
سعي روسيا لتعزيز صورتها كحامية للقيم التقليدية:
على الرغم من أن المرسوم جديد، إلا أن هويدستراند تشير إلى أن العائلات ذات القيم التقليدية سعت في السابق إلى الانتقال إلى روسيا، ولكن كانت تلك العائلات غالباً ما تضم أحد الوالدين من أصل روسي. وتضيف أن روسيا نجحت في بناء صورة لنفسها كدولة تدافع عن القيم التقليدية، وأن هذه الصورة أصبحت راسخة لدى البعض.
في سياق متصل، أفادت وزارة الداخلية الروسية مؤخراً أن عائلة أمريكية من نيويورك انتقلت للعيش في روسيا وحصلت على اللجوء. العائلة ظهرت في فيديو تشكر فيه الشعب الروسي والرئيس بوتين على الترحيب بهم، مشيرة إلى أنهم كانوا قلقين على تعليم أطفالهم في الولايات المتحدة ونقص القيم الأسرية التقليدية هناك.