الانتخابات السويدية 2022

روكو: كانوا يتذكرون المافيا كلّما قرأوا اسمي لكن حالفني الحظ

Aa

روكو: كانوا يتذكرون المافيا كلّما قرأوا اسمي لكن حالفني الحظ

روكو: كانوا يتذكرون المافيا كلّما قرأوا اسمي لكن حالفني الحظ

روكو كورسار، زعيم ليبراليي مالمو، ولد وترعرع في مالمو، وكان هناك الكثير من المنغصات في نشأته التي أشعرته كما قال: «بعجز عميق تجاه حياته». عندما كبر روكو، شعر بأنّ عليه المساهمة أكثر في المجتمع الذي منحه فرصة حياة أفضل. ولهذا بدأ العمل السياسي في وقت فراغه، قبل أن يصبح سياسياً محترفاً ويتسلّم رئاسة الحزب الليبرالي في مالمو.

من هو روكو؟

يبلغ روكو من العمر 35 عام (سيبلغ الـ36 في 29 يوليو)، وهو متزوج ويعيش في فارنهام Värnhem في مالمو. يشغل اليوم منصب نائب رئيس البلديّة، والمسؤول عن الدعم الوظيفي في بلديّة مالمو.

يصف روكو نفسه بأنّه "رجل بوطنين": مالمو حيث تربى ويعيش، وكرواتيا حيث تنحدر أصوله. وقد زار كرواتيا عدّة مرّات في شبابه بشكل رئيسي من أجل الدراسة.

شهد روكو في طفولته وشبابه ما يعنيه العزل وإغواء العصابات والجريمة بالنسبة لمراهق. كان الوضع خطيراً بالنسبة له لحدّ موت بعض أصدقاءه في حوادث إطلاق النار، أو تحوّل البعض إلى مجرمين.

يقول روكو بأنّه اختبر العنصرية والأحكام المسبقة، فعلى الرغم من تحدثه السويدية بطلاقة، فبمجرّد قراءتهم لاسمه يستحضرون في أذهانهم المافيا وغيرها من الأحكام المسبقة المرتبطة بيوغسلافيا. 

يشغل روكو أيضاً منصب رئيس حزب الليبراليين في مالمو، وهو يحبّ قضاء الوقت مع الناس، ويرى في جولات العمل حول المدينة والتحدّث مع الناس دافعاً يمنحه الكثير من الطاقة، وكذلك قضاء الوقت مع الناس التي تقوم بعملها وتتحرّك. كان هذا أحد الأسباب التي جعلت إجراءات كورونا ثقيلة.

خاص أكتر

روكو والليبرالية

يقول روكو بأنّه يصنّف نفسه "ليبرالياً" بسبب إيمانه بالحرية والمساواة في الفرص. ولهذا فهو يسعى لردم العقبات التي تقف أمام ممارسة الأفراد لحرياتهم. فالحرية بالنسبة لروكو هي حقّ الناس بأن يفعلوا ما يختارونه في حياتهم، وأن يتمكنوا من العمل لتحقيق أحلامهم، فلا يقف عائقاً أمامهم لا جنسهم ولا خلفياتهم ولا اختلافاتهم البدنية ولا أيّ عامل آخر.

يرى روكو بأنّك عندما تكون ليبرالياً، فهذا يعني ضمناً أنّك ضدّ جميع أنواع التمييز ضدّ البشر والتي تقف في وجه حريات الأفراد. فكونك ليبرالي يعني أنّك لا ترى البشر بوصفهم مجموعات، بل بوصفهم أفراد متمايزين يجب أن يتمّ الحكم عليهم بناء على مزاياهم. يقول روكو بأنّ مسؤوليته تحقيق هذا بوصفه سياسي يجب أن يعطي سكان مالمو صوتاً.

يرى روكو بأنّه كي يتمكّن المجتمع من مساعدة الناس، هناك حاجة لوجود مجتمع أعمال قوي قادر على سحب عائدات الضرائب إلى أنظمة الأمان المجتمعي. هذه إحدى القيم الأساسية لليبرالية التي يجب أن تعزز التعليم والعمل. مع مناخ الأعمال الجيد، يمكن لمجتمع الأعمال أن يتمتع بالظروف المناسبة للنمو والمساهمة بمزيد من أموال الضرائب في الرفاهية.

الليبراليون وسطيون!

لطالما رأى روكو بأنّ الوسط في مالمو يجب أن يلعب دور الموازن، خاصة بين الاشتراكيين الديمقراطيين وبين الـSD، حيث كان مؤيداً لإغلاق الباب أمام تعاون حزب الليبراليين مع حزب ديمقراطيو السويد في مالمو أواخر العام الماضي.

يبدو أنّ روكو يرى في الحزب الليبرالي قوّة يجب أن تسعى لتطبيق سياساتها الخاصة، فقد رأى في إغلاق الباب أمام التعاون مع "ديمقراطيو السويد" ومع "حزب اليسار" في مالمو فرصة أثارته للتركيز في الانتخابات القادمة على السياسات الليبرالية الخاصة، وذلك في مقابل الأصوات التي دعت للتفاوض معهم حتّى لو لم يكن هناك أرضية إيديولوجية مشتركة.

خاص أكتر

مالمو مركز للتعددية

يرى روكو بأنّ مالمو يجب أن تكون مركزاً للتعددية والتنوّع الذي يعيش ويتناغم مع بعضه البعض بسلام. كمثال: انضمّ إلى حزب الاشتراكيين الديمقراطيين في حكومة مالمو في الدعوة إلى تشييد متحف لذكرى ضحايا الهولوكوست للكثير من الاعتبارات.

كما أنّه يفخر بأنّ مالمو كانت أوّل مدينة سويدية تنشأ مركز معلومات لشعب الروما «الغجر»، وباهتمامها بحقوق جميع الأقليات والأفراد.

السياسة والنساء

يرى روكو بأنّ السياسة يجب أن تدعم النساء اللواتي يعانين من علاقة يتعرضن خلالها للإساءة في علاقة حميمة. لهذا أرسلت حكومة مالمو عبر روكو عام ٢٠٢٠مقترحاً للحكومة المركزية بأن يتمّ فرض حظر على دخول الرجال الذين يسيئون إلى النساء بشكل متكرر إلى كامل المقاطعة، وأن يتمّ ضمان أمان المرأة بوضع سوار الكتروني للرجل الذي يشكّل مصدراً للتهديد ضمن شروط.

هذا المقترح هو اليوم من مقترحات حزب الليبراليين في مالمو، ولم يتمّ تقريره على مستوى الحكومة المحليّة.

يرى روكو أنّ بعض الحالات تستحق أن يتمّ تقييد حرية الأفراد فيها، فحريّة المرأة في رأيه عندما أيّد المشروع أهمّ من حرية الرجل الذي هددها بالبقاء في مقاطعة محددة.

خاص أكتر

الوحدة والتنوّع غير متناقضين

بالنسبة لروكو يمكننا أن نتوحّد في مالمو دون أن تعيقنا انتماءاتنا المتنوعة ولغاتنا المختلفة. يرى روكو بأنّ مالمو يجب أن تعبّد طريق الابتكار للاندماج في كامل السويد، وبأنّها قادرة على ذلك مع الـ 186 قومية للساكنين فيها.

يقول روكو بأنّ مالمو هي محرّك النمو في جنوبي السويد، ولهذا هي قادرة على لعب الدور الحاسم في مستقبل السويد من ناحية تعزيز مهارات الأفراد وحرياتهم وإفادة المجتمع منها. ويؤكد روكو أنّ هذا النوع من النجاح سيثير غيظ المتطرفين اليمينيين والشعبويين الذين يتمنون أن تنقسم مالمو بدل وضع سياسة اندماج وشمول قوية.

دخل روكو في صيف عام ٢٠٢٠ في سجال مع سياسيين يمينيين، على رأسهم تيغنهامر من المحافظين، حيث اقترح روكو أن يتمّ تطوير عملية التوظيف في مدينة مالمو بحيث يتم منح المقيمين من أصول أجنبية فرصاً أكبر على المستوى الإداري، وتمّ اتهامه بأنّه يريد وضع نظام حصص للمهاجرين.

وفي حينه كان روكو واضحاً في الرد بأنّه لا يريد وضع نظام حصص (كوتا) بل إعادة النظر في عملية التوظيف التي تستبعد المقيمين من أصول مهاجرة من المناصب الإدارية بحيث يصبح النظام أكثر انفتاحاً، ويتم الاستفادة من خبرات ومهارات السكان.

وربّما هذه النقطة تجعل من روكو "تقدمياً" بحيث أنّه يقرّ بأنّ الجميع يعلم بالبنى العنصرية في عالم الأعمال، وبأنّ هذا يستدعي من حكومة مالمو القيام بأمر ما للتصدي للتمثيل المتدني للمهاجرين في مناصب الإدارة.

البوابة إلى أوروبا

لطالما رأى روكو بأنّ مالمو هي بوابة السويد إلى أوروبا، ولهذا لطالما دعم زيادة موارد الشرطة والجمارك من أجل منع تهريب الأسلحة والمخدرات وتجفيف مصادر اقتصاد الجريمة كما يقول.

كما أنّ روكو يؤيّد زيادة قدرة ورخص الشرطة التحقيقية للوصول إلى حال أمني أفضل، ولكن أيضاً تعزيز العمل من أجل خلق فرص وقائية، وبدائل لشباب ومراهقي مالمو عن الجريمة.

اقرأ أيضاً في “أكتر”

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - الانتخابات السويدية 2022

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©