رولفس: قوائم الشرطة تصعّب الاندماج في «المناطق الضعيفة»
أخبار-السويد
Aa
رولفس: قوائم الشرطة تصعّب الاندماج في «المناطق الضعيفة»
عندما يتمّ استخدام المصطلحات التي تستخدمها الشرطة للإشارة إلى المناطق "المعرضة للخطر Utsatta områden" أو "ذات خطر خاص Särskilt utsatta områden"، يؤدي هذا إلى مشاكل وتحديات أكبر لسكان هذه المناطق، وأغلبهم من المهاجرين، في الاندماج والتعامل دون الوصمة السيئة التي تلحقهم دون ذنب لهم. لهذا تواصلتُ مع الباحثة: الدكتورة كيم رولفس Kim Roelofs لأفهم منها بشكل أعمق كيفية تأثير استخدام قوائم الشرطة من غير الشرطة على هذه المناطق وسكانها.
الوصم الاجتماعي
تحدثت الدكتورة كيم عن أثر قوائم الشرطة على الاندماج، مؤكدة أن موضوع الوصم الاجتماعي Stigmatisering كان جزءاً مهماً من دراستها عن منطقة غوردشتن. قالت رولفس: «إن السكان كانوا مدركين جداً لحقيقة أن منطقتهم وصمها المجتمع من خارجها. لكن في بعض الحالات، كانوا يلومون جيرانهم على ظروف مثل القمامة المنتشرة، وهذا يمكن أن يعزز الصورة السلبية لغوردشتن».
وأشارت رولفس إلى أبحاث دولية تظهر أن «وصم المناطق يمكن أن يؤثر سلباً على التماسك الاجتماعي في المناطق السكنية». وأوضحت أنّ القوائم التي تعدها الشرطة ويستخدمها الإعلام وغيرهم قد تساهم في زيادة هذا الوصم، وبالتالي تؤدي إلى تراجع في مستوى التماسك الاجتماعي. ومع ذلك، أشارت أيضاً إلى أهمية البحث المستقبلي لتحديد هذه العلاقة بشكل أوضح.
كما انتقدت الفكرة الشائعة بأن المناطق المعرضة للخطر تفتقر إلى التماسك الاجتماعي Social sammanhållning، قائلة: «الفكرة المتكررة بأن المناطق المسماة 'المناطق المعرضة للخطر' لا تملك تماسكاً اجتماعياً جيداً، وأنّ هناك حاجة لجذب سكان ذوي موارد أكبر، هي فكرة ذات طابع وصمي مسيء. تظهر الأبحاث الدولية أنّ هذه المسألة معقّدة جداً، وأنّ التماسك الاجتماعي موجود بالفعل في المناطق المعرضة للخطر، وأنّ دخول الأسر ذات الموارد العالية لا يعني بالضرورة تحسناً في التماسك الاجتماعي».
توفير الخدمات العامة
فيما يتعلق بالخدمات العامة، خاصةً مع التركيز على الرعاية الصحية، تطرقت رولفس إلى بعض العوائق التي تواجهها المناطق المصنفة كمعرضة للخطر. عندما طُرحت عليها مسألة تردد فرق الإسعاف في العمل في هذه المناطق، أشارت إلى أن هذا الأمر قد يتسبب في تعميق الفجوة في الوصول إلى الرعاية الصحية، مما يضع عبئاً إضافياً على جهود الاندماج.
وأشارت رولفس إلى بحث أجرته زميلتها الباحثة سارة بيوركلوند، المتخصصة في هذا المجال، والذي أظهر تردد فرق الإسعاف في الذهاب إلى المناطق المصنفة كمعرضة للخطر.
أهمية الشفافية
حول موضوع الشفافية في تصنيف الشرطة للمناطق، أوضحت رولفس موقفها قائلة: «من المهم جداً أن تكون القائمة أكثر شفافية. فالشرطة كهيئة حكومية يجب أن تقدّم رؤية واضحة حول كيفية الوصول إلى معاييرها ونتائجها، خاصةً وأنهم يرغبون بأن تكون هذه القائمة علنية، على الرغم من أن هذا العلنية قد تعرضت أيضاً لانتقادات».
وأضافت: «يظهر البحث أنّ القوائم والخرائط وما شابهها تُعدّ بحد ذاتها وصماً مسيئاً. في النهاية، تكون القائمة هي العنصر الذي يلفت الانتباه الأكبر، ولا يمكن لهذه القوائم أن تقدم فهماً شاملًا للتحديات التي تواجه المناطق المعرضة للخطر».
الوعي بالعوامل الثقافية والاجتماعية
تطرقت الدكتورة كيم أيضاً إلى أهمية فهم العوامل الثقافية والاجتماعية للسكان في المناطق ذات الأغلبية المهاجرة، ولكنها حذرت من أن التعامل بشكل مختلف مع هذه المجموعات لمجرّد أنّهم من أصول مهاجرة يمكن أن يكون وصمياً مسيئاً بحد ذاته. قالت رولفس: «حتى لو كانت العوامل الثقافية والاجتماعية تلعب دوراً، فقد يكون من الوصمي أن نفترض أنه يجب التعامل مع السكان بطريقة مختلفة فقط لأنهم من أصول مهاجرة».
وأوصت رولفس بالتعاون مع الجمعيات المحلية كوسيلة للوصول إلى مجموعات جديدة، ولكنها أشارت أيضًا إلى تحديات تحقيق مشاركة فعلية للسكان في اتخاذ القرارات المتعلقة بمناطقهم، حيث قالت: «من الصعب جداً إعطاء السكان حقاً في التأثير الحقيقي، فغالباً ما يحصلون فقط على معلومات حول المبادرات، أو يتمكنون من التأثير على قرارات هامشية فقط».
الوصم الاجتماعي الخفي
في رسالتها للدكتوراه بعنوان "الوصم الاجتماعي الخفي: تجارب السكان وممارساتهم في التنمية المبنية على المناطق في غوردشتن"، درست كيم رولفس منطقة غوردشتن في يوتوبوري كحالة دراسية للتطوير المجتمعي، حيث أجرت مقابلات مع 21 من سكان المنطقة، وقامت بجولات ميدانية معهم. كما اعتمدت على بيانات ثانوية تشمل وثائق تصف عمل شركة الإسكان العامة "Gårdstensbostäders" وغيرها من المصادر الإعلامية التي تناولت المنطقة والشركة.
خلصت الدراسة إلى أن هناك قصتين مختلفتين حول غوردشتن: الأولى تروي قصة منطقة نموذجية، بينما الأخرى تبرز كمنطقة تعاني من الوصم المسيء. ورغم التحسينات التي شهدتها المنطقة، ما زال السكان يشعرون بأن هناك وصماً اجتماعياً مسيئاً يلاحقها، مما يخلق صورة معقدة للوضع في المنطقة.
يمكنكم الاطلاع على كامل رسالة الدكتورة كيم، وتفاصيلها، ونتائجها من هنا
في الختام…
تقدّم الدكتورة كيم رولفس رؤى مهمة حول كيفية تأثير قوائم الشرطة على المناطق المهاجرة، مشيرة إلى أن الوصم الاجتماعي المسيء المتزايد يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الاندماج والتماسك الاجتماعي. كما أكدت على أهميّة تبني نهج شامل وشفاف لتحسين الوضع في هذه المناطق بعيداً عن التصنيفات العامة التي قد تكون ذات طابع وصمي مسيء، ودعت إلى التعاون مع المجتمعات المحلية وإعطاء السكان فرصة حقيقية للتعبير عن آرائهم والمشاركة الفعالة في القرارات التي تؤثر على حياتهم.