مجتمع

ريمان: نجحت رغم وقوف الجميع ضدي ويمكنكم ذلك

Aa

ريمان: نجحت رغم وقوف الجميع ضدي ويمكنكم ذلك

ريمان: العنصرية ليست شخصية ولا تنصتوا لمن يحبطكم

ريمان محمد سليمان ليست امرأة ساكنة ترضى بما يتوفر لها، بل هي دائمة الحركة. فمنذ حققت الشهرة بتدريس اللغة السويدية، وهي تطمح للمزيد من النجاحات. ومثل أيّ عربية محجبة في السويد، عانت ريمان من العنصريّة وتغلّبت عليها في بعض الأحيان، ولكنّها أيضاً تغلبت على الإحباط ومحاولة كسر إرادتها. لنبقى مع قصّة ريمان

ريمان الحالمة

ريمان سويدية من أصل فلسطيني. ولدت في العراق وبقيت فيه حتّى سنّ 11 عام، ثمّ انتقلت إلى سورية وبقيت فيها حتّى 2009 جاءت بعدها إلى السويد. وهي اليوم تعمل في تدريس اللغة السويدية، ولديها على قناتها على يوتيوب فقط: 34 ألف مشترك، وعلى غروب الفيسبوك 73 ألف عضو.

كان الأسباب الرئيسية التي دفعت ريمان إلى التحوّل إلى تدريس السويدية هو أنّ أغلبية المدرسين الموجودين في تلك المرحلة يتبعون نهجاً جامداً للتدريس، علاوة على أنّهم كانوا قلّة، وليس بينهم أيّ امرأة.

لهذا حاولت ريمان أن تقدّم اللغة بشكل مختلف، أو كما عبّرت عنه بنفسها: أسلوب الشارع البسيط. ترى ريمان بأنّ هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل الناس تميّزها وتحبّ ما تقدّمه.

كانت الحادثة المباشرة التي قدحت زناد فكرة التدريس في رأس ريمان حادثة وقعت أمامها في النقل العام، حيث وجدت شخصاً يريد قطع تذكرة ولكنّ اللغة لا تساعده، فما كان من إيمان إلّا أن ساعدته في قطع التذكرة وبدأت تتخيّل تقديم مساعدات أكبر.

خاص أكتر

عصر السرعة

بدأت ريمان بنشر دروسها بشكل مجاني عبر يوتيوب، ثمّ منذ فترة قصيرة بدأت باستخدام منصّة تيك-توك أيضاً. عند سؤالها عن السبب وإن كان تيك-توك سيستبدل يوتيوب بالنسبة لها، أجابت بالنفي وبأنّه تفضّل يوتيوب.

لكنّ ريمان تدرك بأنّ السبب الذي جعل تيك توك شهيراً هو سعي الناس للفيديوهات القصيرة، ولهذا تريد أن تجاري الوقت وأن تحجز لها مكاناً ضمن "عصر السرعة" المتزايد الذي نعيشه.

تقول ريمان: ملّت الناس الجلوس على الدراسة ساعة وساعتين، وهم يريدون المعلومة سريعة. وبالنسبة لريمان فمجاراة الجمهور هي الشيء الأهم.

إلى الأمام

تقول ريمان بأنّ خطوتها القادمة في مجال التدريس هو التركيز على تدريس المحادثة. فقد شرحت معظم القواعد ولم يعد هناك الكثير لتقوله. ولهذا فالمحادثة هي هدفها التالي.كما بدأت ريمان بالتفكير بعقد شراكات مع "يوتيوبورية" آخرين من فئة الشباب، الذكور والإناث.

أمّا فيما يجاوز اللغة، فترفض ريمان أن يتمّ وضع حدود لها باللغة فقط، وتريد التركيز أيضاً على العلامة التجارية التي تحمل اسمها، والتي توضع حتّى الآن على "أحمر الشفاه" ومستحضرات الكحل والظل والمسكرة.

تجد ريمان بأنّها تستمتع بتصميم الأشياء التي تحمل علامتها، فقد وضعت ألوان "أحمر الشفاه" والظل باللغة السويدية باستثناء لونين بالعربية، في محاولة لمزج الثقافات بشكل طريف.

تعتمد ريمان في تسويق منتجاتها بشكل رئيسي على المجموعات (غروبات) التي تديرها تحت اسم (فيد واستفيد)، والتي تضم كما تقول قرابة 32 ألف فتاة.

من قناة ريمان على يوتيوب

العنصرية ليست شخصيّة

 عانت ريمان بسبب حجابها من بعض العنصرية في السويد، ولكنّها تتذكّر أحد المواقف بنوع من الفخر لقدرتها على التعامل معه بشكل تراه ريمان الأفضل.

كان قد مضى على وجود ريمان في السويد ثلاثة أعوام، حيث كانت تعمل كممرضة مساعدة في مرحلة البراكتيك. في مكان عملها كان هناك مجموعة من النساء العجائز وكانت المديرة تعرّف ريمان عليهن. عندما ألقت ريمان التحيّة على إحدى العجائز ردّت عليها العجوز بالبصق عليها.

عندما هبّت المديرة لتصرخ بالعجوز على فعلها، أوقفتها ريمان وطلبت منها السماح لها بالتعامل مع الأمر. جاءت إلى العجوز وسألتها: لماذا فعلتِ ذلك؟ فردّت عليها العجوز بأنّها تكره المسلمين وبأنّها لا تريدها أن تأتي لمساعدتها. ما كان من ريمان إلّا أن سألتها: بسبب حجابي؟ حسناً ما رأيكِ أن أخلعه كلّ مرة أجيء فيها إلى منزلكِ.

بعد فترة من الزمن اعتادت العجوز على ريمان التي كانت قادرة بالتحدّث معها بلغتها، وبدأت ترى معدنها الحقيقي، وتحوّلت من كراهيتها إلى أن تطلب ألّا يرسلوا أحداً غيرها إليها، رغم أنّ ريمان بعد ذلك لم تكن مضطرة لخلع حجابها عندما تدخل منزل العجوز.

ترى ريمان أنّ المشكلة لدى العرب عند التعامل مع العنصريّة أنّهم يعتبرونها مسألة موجهة ضدّهم بشكل شخصي، بينما العنصريون كما تقول لا يعرفوننا وبالنسبة لهم نحن جميعاً متشابهون. ولهذا تقول ريمان بأنّ الطريقة الوحيدة كي لا نخسر عملنا ومواقعنا مقابل هؤلاء العنصريين أن نتحدّث لغتهم وأن نجعلهم يرون حقيقتنا.

تعمل اليوم ريمان كمدرّسة في معهد سويدي لتعليم اللغات، وهي الوحيدة المحجبة في عملها، ورغم ذلك تقول بأنّها لا تواجه مشاكل بل تشعر بالاحترام الدائم.

لا تسكتوا على حق

كانت ريمان تقول لنا بأنّ علينا ألّا نخاف ونسكت على حقوقنا، وأن نواجه العنصريين بلغتهم دون السماح لهم بتحقيرنا.

كانت ريمان متوقفة بسيارتها إلى جانب الطريق أثناء تحدثها معنا عن هذه الجزئية، فتصادف حديثها عن العنصرية مع مرور امرأة تقود سيارة إلى جانبها، وبدأت بالصراخ على ريمان.

رغم أن ريمان لم تكن تخرق قانون السير بوقوفها، يبدو أنّ المرأة السويدية اعتقدت أنّ من حقّها الصراخ على ريمان، ربّما لأنّها محجبة، أو ربّما لأنّ ملامحها عربية. لكن ريمان نزلت من سيارتها واتجهت ناحيتها وقالت لها بالمقابل وبشكل صارم: لماذا تصرخين؟! يبدو أنّ المرأة لم تكن تتوقّع من ريمان أن تتمكن من الردّ عليها بلغتها، فهدأ صراخها، لكنّ ريمان كانت شعرت بنوع من الانزعاج في حينه، ووجهت الأمر للمرأة السويدية: انطلقي في طريقك ليس لديك شيء هنا...

وبالعودة إلى ما كانت تقوله ريمان: لا يجب السكوت عن حقنا، ولكن يجب أن نتبع الطريقة الصحيحة للمطالبة به.

خاص أكتر

لا تدعوا أحداً يحبطكم

قد تكون تجربة ريمان لاذعة قليلاً، ولهذا خرجت منها بنصيحة حاولت أن تعطيها للقرّاء ببساطة، أو كما قالت بنفسها «بدون فلسفة». تقول ريمان إيّاكم ووضع ثقتكم في أيّ شخص، مهما كان قريباً، أكثر من اللازم.

عندما طلبنا منها شرح ذلك، قالت: قد يكون لديك حلم، وتذهب إلى شخص عزيز عليك فيخبرك بأنّك لن تحقق حلمك فالأفضل ألّا تحاول، فتخسر فرصتك وحماستك بينما قد تكون قادراً على تحقيق حلمك.

عندما سألنا ريمان فيما إن كانت عانت نفسها من مثل هذه "الثقة" المفرطة، أخبرتنا بأنّها حين بدأت لم يكن لا والدها ولا والدتها ولا حتّى أخوها داعمين لها أو واثقين من قدرتها على تحقيق النجاح. بل وكانوا في بعض الأحيان يحاولون إحباطها والتقليل من شأن كلّ ما تفعله.

لم تكن استجابة ريمان لحرمانها من الدعم حادة، بل بقيت صامتة وهي تعمل كي تحقق حلمها. اليوم وبعد أن حققت الشهرة بات أهلها يفخرون بها، ويستمتعون بالنجاح الذي تحققه عندما يتصل بهم صديق أو قريب ليثني على شهرتها.

لهذا تقول ريمان: لا تقولي بأنّك غير قادرة على فعل شيء، بل افعلي ما بوسعك وثقي بنفسك، فعندها لن تندمي مهما كانت النتيجة.

يتمنى فريق "أكتر" النجاح أكثر لريمان في خططها وبرنامجها الاجتماعي الذي تنوي أن تقوم به مع شريكتين لها ليبثّ على يوتيوب بعنوان «ثلاث دقات».

اقرأ أيضاَ في “أكتر”:

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مجتمع

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©