منصّة «أكتر» أخبار السويدفي الساعة 10:30 صباحاً، مرّ قمر صناعي فوق مزرعة أولسون. بعد بضع ساعات رنّ هاتف أولسون الخلوي ليعلمه التطبيق عن كميات نمو النباتات المختلفة في أنحاء المزرعة وفق توزعها على الخريطة. بهذه الطريقة يمكن لأولسون أن يعرف الكميات الصحيحة التي يحتاجها من السماد، والأماكن الصحيحة التي يجب عليه نثرها فيها.يتم اليوم استخدام مصطلح «التكثيف المستدام Hållbar intensifiering» على نطاق واسع، للإشارة إلى الأساليب التي سنستخدمها لمعالجة مشاكل توريد الغذاء في المستقبل. يجب زيادة الإنتاج الزراعي ضمن المساحات القابلة للزراعة ذاتها التي نملكها اليوم. علاوة على ذلك، استخدام طرق زراعة تخفف من مشاكل المناخ. ويبدو أنّ الرقمنة يمكنها أن تساعد بشكل كبير هنا.نظام جديد من المشورةبدأت الجامعة السويدية للعلوم الزراعية بالفعل بتطوير عدد من وسائل المساعدة الرقمية التي يمكنها جمع كميات كبيرة من البيانات لإنتاج معلومات مفيدة يتم تقديمها للمزارعين. تقوم الجامعة بالشراكة مع السلطات المحلية والشركات الخاصة بإنشاء نوع جديد من التطبيقات الذكية التي تستخدم صور الأقمار الصناعية وصور الطائرات بدون طيار لتحليل التربة ومراقبة المزروعات.بات هناك اليوم موقع Precisionsodling Sverige الذي يوفر التطبيقات التي تساعد الفلاحين في العمليات الزراعية. يمكن من خلال هذه التطبيقات تحديد الكمية المناسبة من البذور، ومعرفة منتج وقاية النباتات الذي يجب استخدامه، ومعرفة الاحتياجات الغذائية لكلّ موقع في الأرض الزراعية، بمساعدة آليات الاستشعار والتحليل.الاستفادة من تجارب الآخرينتساعد أنظمة الدعم المختلفة المتوفرة في الحصول على أفضل النتائج عبر الاستفادة من خبرة المستخدمين ونتائج القياس الممكنة الخاصة بهم. يمكن إيجاد مثال على ذلك في Markdata.se.يعتمد التطبيق على خريطة للمحتوى المفصّل للتربة، والتي تمّ رسمها وتخصيص ملفات لكلّ جزء من الزراعة، كمثال لكمية البذور وحُفر البذور. يمكن لأيّ شخص لديه «تحليل طيني» للتربة خاص بأرضه، تحميله للنظام، ويتم بناء عليه تحويله إلى الخريطة بحيث يتم تكييفه مع العينات المحلية، والحاجات الدورية للتربة والبذار.ريادة السويدالسويد رائدة في «التكثيف المستدام» على الصعيد العالمي، وهي مميزة بهذه الأنظمة الزراعية المتوفرة بالمجان للجميع. يمكن استخدام تطبيقات دعم القرار والاستشارة هذه لتحسين شروط الزراعة في جميع أنحاء السويد.حتّى لو كانت التحسينات المبدئية صغيرة، فهي ستحمل على المدى المتوسط والبعيد نتائج مذهلة. مثال: تحسين استخدام المغذيات والأسمدة، وبالتالي منع تراكم وتسرب المغذيات بحيث تنهك التربة «تحرقها في المصطلح الزراعي».كما يمكن للسويد المساهمة في تعزيز الزراعة الأوروبية، والعالمية عبر منح خبراتها والمساهمة بتطوير تطبيقات واسعة النطاق توفّر بيانات أكثر دقّة.