سياسة

زعيمة حزب الوسط آني لوف لمنصة أكتر: نرفض العنصرية ونرحب بالجميع

Aa

زعيمة حزب الوسط آني لوف لمنصة أكتر: نرفض العنصرية ونرحب بالجميع

أجرت منصة "أكتر" مقابلة مع زعيمة حزب الوسط، آني لوف، ووجهت لها أسئلة حول رؤيتها السياسية وأهدافها للمرحلة المقبلة، وحول دور حزب الوسط في تمرير ميزانية المعارضة، وكذلك موقفه من سياسة الهجرة في السويد، وغيرها من الأسئلة. وفيما يلي نص المقابلة كاملاً: 

 Amal Aziz أجرى الحوار: أمل عزيز
Deema Ktaileh الكاتبة: ديمة كتيلة

مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في السويد هذا العام، هل تعتقدين أن هناك قضايا معينة أصبحت أكثر أهمية من ذي قبل؟

نعم، أنا قلقة بشأن الاستقطاب (الفصل) الذي يحدث في المجتمع بين الناس وبين الأحزاب، كما أنني قلقة بشأن انخفاض الثقة بين الناس في المجتمع، وأريد أن أمثل قيادة سياسية تنهض بالأشخاص الذين يخلقون الأمن والإيمان بالمستقبل في جميع أنحاء البلاد، سواء أكانوا يعيشون في الضواحي أم في الريف. وأتمنى أن يصبح هناك مجال للحديث عن جميع الأمور الإيجابية الموجودة، لأن النقاش السياسي الآن يركز على المشاكل. ورغم أنه من المهم تسليط الضوء على المشاكل من أجل إيجاد حلول لها، لكن يجب أيضاً التركيز على قضايا أخرى مثل تحسين المدارس وإدخال المزيد من الأشخاص إلى سوق العمل، وإيجاد الحلول لمشاكل المناخ، وخلق المساواة في الرعاية الصحية. 

ما هي رؤيتك السياسية للسويد؟

رؤيتي هي بناء مجتمع متساوٍ وآمن، يحظى كل فرد فيه بفرصة لتحقيق أحلامه، بالإضافة إلى تحسين المدارس لكي يتمكن الجميع، بغض النظر عن أصولهم أو مقدار دخلهم، من الحصول على تعليم جيد. الأمر الآخر المهم هو أن يحظى كل فرد بإمكانية العمل بحسب مقدرته، وذلك من خلال جعل عملية التوظيف أقل تكلفة، لأنه من خلال العمل يشعر الفرد بالأمان ويحظى بفرصة لتطوير نفسه، حيث يصبح على سبيل المثال قادراً على شراء منزل. يعني المجتمع الآمن بالنسبة لي سهولة العثور على عمل أو سكن، وأن يشعر سكان الأحياء بالأمان سواء من خلال زيادة تواجد الشرطة أو من خلال جعل العيش فيها آمناً. لا يوجد حل سريع لبناء مجتمع آمن لكن يجب علينا التعاون والعمل بطرق مختلفة لتحقيق ذلك.

 

إذا كنت ستقودين السويد خلال السنوات الأربع المقبلة، ما هي القضايا الثلاث التي ستعطينها أولوية؟

القضايا الثلاث هي المساواة في الرعاية الصحية، والمساواة في نظام الرفاه الاجتماعي من خلال خلق المزيد من فرص العمل وتقديم الدعم للشركات الصغيرة مثل المطاعم وصالونات تصفيف الشعر وتلك التي تعمل في مجال الصناعة لأن هذه الشركات تساهم في توفير فرص عمل، والقضية الأخيرة هي المناخ والبيئة من أجل الحفاظ على الكوكب وضمان أننا نصنع منتجات صديقة للبيئة تساهم في تخفيض الانبعاثات الضارة. يوجد في العديد من مناطق السويد مثل Kista في ستوكهولم شركات ناشئة تعمل بشكل صديق للبيئة وتوفر فرص عمل.

جرى في الآونة الأخيرة تداول معلومات عن قيام دائرة الخدمات الاجتماعية السويدية باختطاف الأطفال من عائلات المسلمين، ما الذي كان على السلطات أن تفعله للرد على هذه المعلومات؟

هذه المعلومات كاذبة وليست صحيحة على الإطلاق، هناك حملة منسقة من المعلومات المضللة. وأعتقد أن هناك مشكلة في عدم التعامل مع هذه المعلومات من قبل الجهات الرسمية في وقت مبكر، لأن هذه الإشاعات موجودة منذ سنوات عديدة لكنها تفاقمت مؤخراً وهذا أمر خطير للغاية، لأن السويد وقبل كل شئ تتبع سياسية مصلحة الطفل الفضلى، وفي السويد لا يُسمح بإيذاء الطفل نفسياً أو جسدياً، على سبيل المثال لا يُسمح للمرء بضرب طفله، لذلك هنالك تشريع يسمح بمنح الأطفال بيئة آمنة في مكان آخر، وموظفو السوسيال يتخذون قراراتهم بناءً على ذلك بهدف توفير الرعاية والأمن للأطفال.

لقد تأثرت سلباً بشكل كبير عندما رأيت هذه الاتهامات الكاذبة والكراهية ضد دائرة الخدمات الاجتماعية وموظفيها، وأعتقد أننا يجب أن نعمل بشكل مشترك لإيضاح القرارات التي تتخذها دائرة الخدمات الاجتماعية في هذا السياق وأنها مبنية على أسس صحيحة بهدف توفير حياة أكثر أمناً للأطفال.

ما هي سياسة حزب الوسط للهجرة في السويد؟

إن حزب الوسط يدعم سياسة هجرة إنسانية، فنحن ندافع عن حق اللجوء، وعن حق الأطفال في لم شملهم مع أمهاتهم وآبائهم هنا في السويد. نرى أن الكثير من الأشخاص يهاجرون بأشكال مختلفة إما هرباً من الحرب والقمع أو للبحث عن دراسة أو عمل. ونحن بحاجة إلى تشريعات للهجرة تتعامل مع هؤلاء الأشخاص باعتبارهم موارد لأن نمو السويد يعتمد كلياً على الخبرات الأجنبية. نعتقد أننا بحاجة إلى تشريعات تنظم عملية الهجرة لكنها تدعم أيضاً لم شمل العائلات والحماية الإنسانية التي هي إحدى أولوياتنا.

بالإضافة إلى ذلك نحن نعتقد أن الإندماج أمر مهم للغاية لكي يتمكن الناس من تعلم اللغة بسرعة وفهم آلية تنظيم المجتمع ودخول سوق العمل بحيث يشعرون مجدداً أنهم أشخاص فاعلين في المجتمع. جزء آخر من سياستنا للهجرة يتمثل في ضرورة التركيز بشكل أكبر على "لاجئي الحصص" فأولئك عادةً ما يكونون أكثر ضعفاً، والعديد من الأشخاص وخاصة النساء والأطفال ما زالوا يعيشون في مخيمات للاجئين وقد لا يكون لديهم موارد مالية كافية، لذا نريد زيادة عدد "لاجئي الحصص" في السويد، وأن يتحمل الاتحاد الأوروبي مسؤولية مشتركة بحيث يكون هنالك توزيع أكثر عدالة لأنه عندئذٍ سيكون هنالك أيضاً فرصة لتحقيق اندماج أفضل.

 

لاحظنا أن حزب الوسط رشح العديد من الأشخاص من أصول عربية للانتخابات المقبلة في السويد، ما سبب ذلك؟

إنني أرأس حزب الوسط منذ عشر سنوات، وخلال تلك السنوات كان من المهم بالنسبة لي زيادة التنوع في الحزب لأنني أرغب في ترأس حزب يمثل المجتمع، وذلك يتطلب أن يكون لدينا مجموعة متنوعة من النساء والرجال، وأشخاص من أعمار ومناطق مختلفة، وأيضاً أشخاص لديهم ثقافات وتجارب مختلفة. من المهم للغاية أن يكون في حزب الوسط أماكن للجميع وأنا فخورة بأنه أصبح لدينا تنوع أكبر، لكن ما زال يتعين علينا فعل المزيد. نريد أيضاً أن نتيح للأشخاص الذين انضموا إلينا، ومن بينهم الناطقين باللغة العربية، فرصة الوصول إلى أماكن مهمة والتأثير بشكل فاعل وحقيقي، وآمل أن يصبح لدينا تنوع أكبر في البرلمان ومجالس البلديات. إن استراتيجية حزب الوسط قائمة على  الانفتاح والترحيب بالجميع.

 

لقد صوتم على ميزانية المعارضة التي شارك بها حزب ديمقراطيو السويد وفي الوقت نفسه أعربتم عن رفضكم للتعاون مع حزب اليسار؟ ما سبب ذلك؟

ليس صحيحاً أننا صوتنا لميزانية حزب ديمقراطيو السويد، نحن أول الرافضين للتعاون مع حزب ديمقراطيو السويد، فنحن لا نتعاون ولا نتفاوض معهم. لقد صوتنا على ميزانيتنا الخاصة، والسبب الذي جعل ميزانيتهم تمر هو أن أحزاب المحافظين والمسيحي الديمقراطي وديمقراطيو السويد أصبحوا أكبر من أحزاب الحكومة. هنالك فرق كبير بين حزبي اليسار وديمقراطيو السويد. نحن لا نتفاوض أبداً مع حزب ديمقراطيو السويد فهو حزب يميني شعبوي معادٍ للأجانب، ونحن من أشد خصومه. لكن فيما يتعلق بحزب اليسار فلدينا مواقف مختلفة في العديد من القضايا وخصوصاً في الاقتصاد والميزانية وهذا ما يجعل من التوافق بيننا صعباً، ولذلك لا نرى وجود إمكانية للتفاوض أو التعاون معهم بشأن الميزانية. لقد كان لدينا تعاون في الميزانية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمدة ثلاثة أعوام، لكن هذا التعاون انهار عندما سحب حزبي اليسار وديمقراطيو السويد الثقة من ستيفان لوفين كرئيس للوزراء في الصيف الماضي، وبعد أن انهار تعاوننا مع الحكومة فيما يتعلق بالميزانية بسبب ذلك، قدمنا ميزانيتنا الخاصة وصوتنا عليها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. الآن قبيل الانتخابات نحن منفتحون على التعاون مع جميع الأطراف من اليمين و اليسار لتحقيق الاستقرار في السياسة السويدية، باستثناء حزب ديمقراطيو السويد.

يواجه الشباب في السويد اليوم صعوبات تتعلق بدخول سوق العمل وصعوبات في المدارس ثم يتفاجأ السياسيون من أن الشباب يطلقون النار ويقتلون بعضهم البعض. ماذا يجب أن يفعل الشباب عندما يفقدون إيمانهم بالمجتمع؟

إنه سؤال كبير، لكنني أعتقد أنه يجب أن نبدأ من المدرسة، من المهم للغاية أن يكون لدينا مدارس تتيح تعليم جيد للجميع، لكل فرد احتياجاته الخاصة فنحن مختلفون، لذا من المهم أن تحصل المدارس على الموارد اللازمة، وأن يتلقى المعلمون التدريب الكافي، بهدف تقديم الدعم اللازم لكل طالب. عندما أزور المناطق الضعيفة في لينشوبينغ أو يارفا أو غيرها وألتقي الطلاب والمعلمين، أرى الكثير ممن يؤكدون على أهمية وجود تعليم جيد وأيضاً أنشطة ترفيهية هادفة للشباب، وعلى ضرورة الحصول على فرصة للعمل في عمر مبكر مثل الوظائف الصيفية. هذا بدوره يساهم في الحد من تجنيد الشباب في العصابات الإجرامية بهدف كسب المال. من المهم أيضاً التنسيق بين المدارس ودائرة الخدمات الاجتماعية ومراكز الأنشطة الترفيهية وتعزيز صحة الأطفال والشباب النفسية وحمايتهم من الانحراف نحو العصابات عبر تقديم أنشطة صحية مثل كرة القدم وتزويدهم بتعليم جيد.

 

هل تعتقدين أن هناك أغلبية في السويد تؤيد تغيير الحكومة وتولي حكومة برجوازية قيادة البلاد؟

هذا يعتمد على الحزب الذي يصوت له المرء، لكنني أعتقد أن هناك حاجة إلى حكومة تحظى بدعم 50 في المئة على الأقل من الناخبين لكي تتمكن من العمل مع القضايا الملحة، نحن بحاجة إلى التعاون لتحقيق المزيد من الأمن في المجتمع وخلق الوظائف وحل مشاكل الطاقة، فالناس يتوقون إلى ذلك. أعتقد أنه هنالك قلق في السويد من أن حزب معادٍ للأجانب مثل حزب ديمقراطيو السويد أصبح للمرة الأولى في تاريخ السويد جزءاً من التعاون الحكومي (الميزانية)، واحتمال أن يكون جزءاً من الحكومة هو أمر نريد تجنبه، فهو سيعزز الانقسام والعنصرية في المجتمع التي أصبحت اليوم منتشرة على نطاق واسع ويعاني منها العديد من الأشخاص. نحن بلد متسامح ومنفتح ويجب أن يشعر جميع الأشخاص الذين يعيشون هنا بالترحيب بغض النظر عن أصولهم.

 

هل لديك ما تودين قوله للأشخاص الذين لا يريدون المشاركة في الانتخابات لأنهم يعتقدون أن صوتهم لن يحدث فرقاً؟

في السويد كل صوت يحدث فرقاً، كل صوت مهم لتحديد أي حزب سيصل إلى السلطة، ومن سيحكم السويد. كل أربع سنوات لديك فرصة للتأثير على سياسة السويد عبر المشاركة في الانتخابات. لن تستغرق عملية التصويت أكثر من بضع ثوانٍ، لكنها مهمة جداً لتمارس حقك في التأثير والتغيير في ظل الديمقراطية التي نعيش فيها. لكل شخص آراؤه، وبعض الأشخاص لديهم اعتراضات وشكاوى، لكنني عادةً ما أقول أن المرء إن لم يصوت يفقد حقه في الشكوى والاعتراض، لذا استخدم حقك في التصويت وحاول أن تصنع فرقاً وتساهم في صنع مستقبل السويد، وبعد ذلك يمكنك الاستمرار في التعبير عن آرائك.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - سياسة

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©