تشير أحدث التوقعات من معهد الأرصاد الجوية السويدي (SMHI) إلى أن ظاهرة "عيد الميلاد الأبيض" أصبحت أقل شيوعًا في جنوب السويد، بينما يشهد الشمال زيادة في تساقط الثلوج رغم ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يثير تساؤلات حول تأثيرات التغير المناخي. على مدار العقود الأخيرة، شهدت مناطق جنوب السويد تراجعًا ملحوظًا في عدد الأعياد البيضاء. ففي الفترة من 1961 إلى 1990، كانت 45% من الأعياد بيضاء، بينما انخفضت النسبة إلى 30% في الفترة من 1991 إلى 2020. ويعزي الخبراء هذا التراجع إلى ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن التغير المناخي، مما يؤدي إلى هطول الأمطار بدلًا من الثلوج، وبالتالي تصبح فرص تساقط الثلوج أقل. الشمال يتحدى المنطق المناخي وفي المقابل، يشهد شمال السويد تطورًا عكسيًا، حيث تزداد فرص تساقط الثلوج في عيد الميلاد. وفقًا للتوقعات، كانت فرص الحصول على "عيد ميلاد أبيض" في أقصى شمال السويد تصل إلى 98% في السنوات الأخيرة، وهي نسبة ثابتة مقارنة بالفترات السابقة. ورغم ارتفاع درجات الحرارة في هذه المنطقة أيضًا، فإن الحد الأقصى للثلوج ارتفع من 83 إلى 85 سم. ويشرح خبير المناخ في SMHI، سفركر هيلستروم، هذه الظاهرة قائلاً: "قد يبدو الأمر غريبًا، لكن عندما تكون درجات الحرارة منخفضة للغاية، يتشكل الجليد بشكل دقيق وتقل كميات الثلوج. أما عندما تقترب الحرارة من الصفر، يمكن للهواء أن يحمل مزيدًا من الرطوبة، مما يؤدي إلى زيادة كمية الثلوج." المستقبل: هل سيختفي عيد الميلاد الأبيض في الجنوب؟ يُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل، ويعتقد هيلستروم أن الأعياد البيضاء ستصبح أكثر ندرة في جنوب السويد. ويضيف: "مع استمرار تغير المناخ، من المرجح أن تصبح الأعياد البيضاء أكثر ندرة في جنوب السويد. لكن إذا كنت ترغب في ضمان عيد ميلاد أبيض، عليك التوجه نحو الشمال." ويُستنتج من هذه التوقعات أن المناطق الداخلية في شمال السويد، وكذلك بعض أجزاء شمال دالارنا، ستظل تحتفظ بفرص عالية جدًا لوجود ثلوج وتغطية بيضاء في عيد الميلاد، بنسبة تصل إلى 100%. إذا كنت ترغب في الاستمتاع بعيد ميلاد أبيض حقيقي هذا العام، فمن الأفضل أن تتجه إلى الشمال، حيث يظل تساقط الثلوج في هذه المناطق أمرًا شبه مؤكد.