شهدت السويد حالة من الفوضى المرورية يوم الاثنين بعد عطل في أنظمة تكنولوجيا المعلومات لدى شركة الحافلات Nobina، ما أدى إلى اضطرابات واسعة في حركة النقل العام في مختلف أنحاء البلاد، وفقًا لما أوردته قناة TV4 Nyheterna. انتقادات حادة بعد استحواذ Nobina على تشغيل الحافلات قبل أسابيع قليلة، تولت Nobina مسؤولية تشغيل خطوط الحافلات جنوب ستوكهولم، وتحديدًا في مناطق سودرأورت، هودينغه، وبوتشيركا، لكن اليوم الأول من التشغيل شهد 190 رحلة ملغاة وتأخيرات واسعة، مما تسبب في استياء كبير بين السائقين والركاب على حد سواء. وفقًا لشهادات سائقين نقلتها TV4 Nyheterna، فإن العديد من زملائهم يشعرون بالإحباط وبدأوا بالفعل في البحث عن وظائف بديلة بسبب المشاكل التشغيلية الكبيرة. أحد السائقين كتب للقناة قائلاً: "منذ اليوم الأول أصبح الأمر كالجحيم بالنسبة لنا. Nobina اشترت حافلات كهربائية رديئة تتعطل باستمرار، والزملاء مستاؤون للغاية." عطل تقني يؤدي إلى اضطرابات في دول الشمال الأوروبي لم تقتصر تداعيات العطل التقني الذي أصاب أنظمة Nobina على السويد فقط، بل امتدت إلى النرويج وفنلندا والدنمارك، مما أدى إلى تأخيرات كبيرة في حركة الحافلات في مختلف المناطق، بما في ذلك فارملاند، سكونه، ستوكهولم وفاسترنورلاند. الشرطة أعلنت عن فتح تحقيق لمعرفة أسباب هذا العطل الكبير، وسط مطالبات من السائقين والركاب بتحسين الخدمات وتوفير حلول سريعة للأزمة. شكاوى من ضعف الاستجابة وتأخير المساعدات وفقًا لما قاله أحد السائقين، فإن الشركة السابقة Keolis، التي كانت تدير الحافلات قبل Nobina، كانت توفر دعمًا سريعًا للسائقين في حال تعطل الحافلات، حيث كان بالإمكان التواصل مع إدارة الحركة خلال دقائق والحصول على حافلة بديلة فورًا. أما الآن، وبعد تولي Nobina التشغيل، يقول السائق: "إذا واجهنا مشكلة، علينا الانتظار ما بين 20 إلى 40 دقيقة للحصول على رد، وأحيانًا يُطلب منا مواصلة القيادة رغم أن الحافلة معطلة وخطيرة على السلامة العامة." Nobina ترد على الاتهامات من جانبه، رفض المتحدث باسم الشركة ديفيد إريكسون هذه المزاعم، مؤكدًا أن إدارة الحركة تعمل على مدار الساعة، لكن ازدحام المرور في ستوكهولم قد يؤخر عمليات الدعم الفني في بعض الحالات. وأضاف إريكسون: "الحافلات الكهربائية الحديثة أنظمة معقدة، وعندما تكون جديدة تمامًا، فمن الطبيعي أن تواجه بعض المشاكل الأولية. هذا الأمر يحدث مع جميع أنواع الحافلات سواء كانت كهربائية أو تعمل بالديزل الحيوي." ضغط العمل والمطالب بتحسين ظروف السائقين إلى جانب المشكلات التقنية، يعاني سائقو الحافلات من ضغط العمل الشديد، حيث يقول العديد منهم إنهم يحصلون على فترات استراحة قصيرة جدًا، تتراوح بين دقيقتين إلى خمس دقائق خلال خمس ساعات من القيادة، وهو ما لا يسمح لهم حتى بالذهاب إلى الحمام أو أخذ قسط من الراحة. قبل استحواذ Nobina على التشغيل، كان اتحاد العمال السويدي (Kommunal) قد حذر من أن شروط العمل الجديدة غير عادلة، مشيرًا إلى أن أوقات الراحة أصبحت أقل، والسائقون يشعرون بالإجهاد والضغط الشديدين. سائق آخر أضاف: "منذ انتقال التشغيل إلى Nobina، أصبح السائقون الذين يبدأون عملهم في محطة معينة وينتهون في محطة أخرى لا يحصلون على تعويض لرحلة العودة، بينما كان هذا التعويض متاحًا سابقًا مع Keolis." الشركة تدافع عن موقفها في المقابل، أكد ديفيد إريكسون أن الشركة تلتزم تمامًا بالقوانين السويدية وقواعد العمل الجماعية المطبقة في قطاع النقل، لكنه أشار إلى أن بعض السائقين قد يكونون غير راضين عن هذه القوانين بشكل عام. وأضاف: "نحن نطبق الاتفاقيات الجماعية بالكامل ونتبعها بدقة. لكننا بالطبع نأخذ جميع الشكاوى على محمل الجد ونستمع لملاحظات السائقين." مع تصاعد الشكاوى ورغبة العديد من السائقين في مغادرة وظائفهم، يواجه قطاع النقل في السويد تحديات كبيرة تتطلب حلولًا عاجلة، سواء من حيث تحسين ظروف العمل أو ضمان استقرار خدمات النقل العام التي يعتمد عليها مئات الآلاف من الركاب يوميًا.