يواجه سائقو الحافلات في جنوب ستوكهولم ظروف عمل صعبة تتسم بأيام عمل مرهقة وفترات أطول بين الاستراحات اللازمة لقضاء الحاجة، بالإضافة إلى وقت السفر غير المدفوع. هذه التحديات أصبحت واقعًا مع تسلم شركة "نوبينا" إدارة شبكة الحافلات في المنطقة، ما أثار حالة من الغضب بين السائقين. "أيام عمل مرهقة للغاية" قال نيلس شيوبلوم، مسؤول السلامة الرئيسي في نقابة "كومونال" في مستودع "نيبودا"، إن السائقين يشعرون بحالة من التمرد نتيجة التغييرات الجديدة. وأضاف أن النقابة اكتشفت العديد من التدهورات في ظروف العمل بعد مراجعة جداول الرحلات التي أعدتها "نوبينا". من بين أبرز الشكاوى مسألة الاستراحات لقضاء الحاجة، وهي قضية كانت موضع جدل منذ سنوات طويلة. أشار شيوبلوم إلى "إضراب استراحات الحمام" الذي حدث عام 1999، والذي أدى إلى إدراج بند في اتفاقية العمل عام 2003 يحدد مدة القيادة القصوى بساعتين ونصف دون استراحة. وأوضح شيوبلوم أن الهدف الأساسي كان أن لا تتجاوز مدة القيادة ساعتين، مع استثناءات تصل إلى ساعتين ونصف في أسوأ الأحوال، إلا أن الشركات قامت بتطبيق الحد الأقصى كقاعدة عامة. اختلاف في تفسير مفهوم القيادة بحسب السائقين، فإن كلمة "القيادة" تُفسَّر بشكل مختلف من قبل الشركات، ما أدى إلى تدهور ظروف العمل. وقال شيوبلوم إن "مدة القيادة تُحسب فقط عند جلوس السائق خلف عجلة القيادة أثناء حركة الحافلة. أما فترات الانتظار التي تزيد عن ثلاث دقائق عند نهاية الخطوط فلا تُعتبر جزءًا من القيادة. قد تصل المدة الإجمالية أحيانًا إلى أكثر من ثلاث ساعات دون إتاحة فرصة لاستراحة حقيقية." اشتكى السائقون أيضًا من أن أولئك الذين ينهون عملهم بعيدًا عن المستودع يجب عليهم تحمل نفقات ووقت العودة بأنفسهم. في السابق، كانت شركة "كيوليس" تغطي تكاليف السفر وتخصم 11 دقيقة فقط من ساعات العمل. مخاوف بشأن زيادة الضغط الوظيفي أعرب شيوبلوم عن قلقه من أن أيام العمل المرهقة والضغوط الزمنية قد تؤدي إلى زيادة كبيرة في مستويات التوتر بين السائقين، مشيرًا إلى أن هذه الظروف تجعل مهنة قيادة الحافلات أقل جاذبية. وأضاف أن متوسط أعمار السائقين حاليًا يتراوح بين 50 و60 عامًا، مما يصعّب جذب فئات الشباب والنساء إلى المهنة. من جهتها، نفت شركة الحافلات "نوبينا" ارتكاب أي مخالفات. وقال المتحدث الإعلامي للشركة، ديفيد إريكسون: "لا يمكنني التعليق على الطريقة التي كانت تُحسب بها الأمور سابقًا، لكن الأهم بالنسبة لنا هو أننا نطبق الاتفاقيات الجماعية السويدية الخاصة بالقطاع ونلتزم بها بشكل كامل."