سبع مسارات للمشي لا تُفوّت.. اكتشف الخريف الساحر في السويد

تبدأ أوراق الأشجار بتغيير لونها مع بداية فصل الخريف في جنوب السويد، حيث تتحول الغابات الكثيفة من البلوط والزان إلى لوحة ساحرة بألوانها الذهبية والحمراء. إليكم بعض أجمل الطرق للتمتع بجمال الخريف الساحر في الجنوب السويدي.

حديقة سوديروسن الوطنية

تتألق حديقة سوديروسين الوطنية "Söderåsen National Park"، التي تبعد مرمى حجر عن مالمو بمسافة 45 دقيقة بالسيارة، أو ساعة باستخدام القطار والحافلة المناسبة، كواحدة من أكبر الغابات المتصلة بأشجار المتساقطة في شمال أوروبا. هذا يجعلها المكان الأمثل بلا شك في السويد لتجربة الخريف بكل رونقه، حيث تتميز هذه المنطقة بتضاريسها الجبلية الفريدة، التي تختلف عما هو معهود في الجنوب السويدي، بين منحدراتها الحادة، وأوديتها الرائعة، وجداولها المتدفقة، وتلالها المرتفعة التي توفر مناظر بانورامية ساحرة.

للمغامرين من بينكم، يمكنكم تنقل عبر مسار يمتد لـ 18 كيلومتراً بدءاً من روستونغا Röstånga مروراً بسكيراليد Skäralid، وصولاً إلى كلوفيرود Klåveröd. ستمرون خلال هذا المسار بنقاط مشاهدة مذهلة يورتسبرونغت Hjortsprånget، وكوبرهاتن Kopparhatten، فضلاً عن ممرات تعكس جمال "الوادي الكبير في سكونه Skåne's grand canyon".

وإذا كانت نيتكم الاستمرار والبقاء لفترة أطول، فهناك مأوى عام (vindskydd) في ليرنا Lierna، الذي يقع تقريباً في منتصف الطريق بين روستونغا وكلوفيرود.

بحيرة وقلعة هيكيبيريا

يُعتبر قصر هيكيبيريا "Häckebergasjön and Häckeberga Slott"، الذي شُيّد في القرن التاسع عشر على جزيرة خلابة وسط بحيرة هيكيبيريا Häckeberga، بوابة لاستكشاف الغابات الساحرة المحيطة به. ولمن يختار القدوم بالسيارة، تتوفر مواقف مريحة بالقرب من القصر. بينما يمكن للزوار اختيار الحافلة رقم 172 من محطة مالمو متجهة إلى جينارب Genarp، ثم السير مسافة 3.6 كيلومتر للوصول إلى القصر.

وفي حال وصولك، تتاح لك فرصة التمتع بنزهة هادئة حول بحيرة القصر. وللمغامرين الباحثين عن تجربة أعمق، يقدم درب هيكيبيريا رونت - المُعترف به كجزء من مسارات سكونليدن Skåneleden - مسافة 25 كيلومتراً من الطبيعة المتنوعة. يُفضل أن تبدأ هذه المغامرة من الأماكن المشتركة (allmänningen)، شرق جينارب.

ستأخذك الجولة عبر أراضي خلابة يغلب عليها الغزلان، وستمر بمحمية ديغيبرياهوس Degebergahus الطبيعية والممتلئة بأشجار الزان، بالإضافة إلى غابة هوساراهوغن Husarahagen، مُستكملة الرحلة بمحمية دورود فالاد Dörröds fälad الطبيعية التي تزخر بأحراج أشجار البندق.

لمن يخطط للبقاء خلال الليل، يُقدم كوخ "كولاتوربت Kullatorpet" المغطى بالقش تجربة فريدة، حيث يتسع لثمانية أشخاص بسعر 1,050 كرونة لليلة. عليك فقط أن تحضر أكياس النوم الخاصة بك. 

محمية روفاريكولان الطبيعية

تتميز محمية روفاريكولان Rövarekulan الطبيعية، الموجودة بالقرب من بلدة هور Höör، بوادٍ عميق يصل ارتفاعه إلى 20 متراً نتيجة التأثير المستمر لنهر بروون Bråån. تمتد الجولة في المحمية لتستعرض الغابات الأثرية المكونة من البلوط والزان، وتتواجد المروج المتناثرة التي توفر فرصة مثالية لمشاهدة نقار الخشب، ومالك الحزين والعندليب. ويشير اسم "روفاريكولان"، والذي يُترجم إلى "مخبأ اللصوص"، إلى تاريخها في القرن السادس عشر حين كان طريق الملك يمتد عبرها. كما يتوفر مسار مشي يجوب المحمية، حيث يُمكنك عبور النهر عبر جسر خشبي رقيق، قبل العودة مجدداً عبر جسر حجري قريب من مواقف السيارات.

وبالنسبة لمن يسعى وراء مغامرة أكبر، يُمكن الاستمتاع بمسافة تسعة كيلومترات على المقطع المعروف بـ "روفاريكولان-هوغهولت" ضمن مسار سكونليدن Skåneleden. أما مأوى روفاريكولان Rövarekulan الواقع وسط غابة الزان المتميزة، فهو من بين أجمل الأماكن للنوم تحت نجوم السماء ضمن هذا المسار. وتتاح الفرصة أيضاً لقضاء الليل في مأوى آخر بمنطقة هوغهولت.

غابة الزان في توروب

منطقة غابات الزان القريبة من مالمو "Bokskogen in Torup"، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة عبر الحافلة رقم 148 أو بالدراجة، تُعد وجهة مثالية لقضاء نصف يوم خلال عطلة نهاية الأسبوع، خاصةً في فصل الخريف. بالإضافة إلى ذلك، هناك مقاهي جذابة بالقرب من القلعة، حيث يُمكنك التوقف لتناول كوب من القهوة وتذوق قطعة من الكعك أو وجبة خفيفة.

وتقدم المنطقة خمسة مسارات محددة للمشي تتراوح مسافاتها بين 1.7 و3 كيلومترات، مما يجعلها مناسبة للعائلات ذات الأطفال الصغار، مع توافر منطقة ألعاب مغامرات ممتازة. بالإضافة إلى مسارات مخصصة للجري تتراوح مسافاتها بين 2 و10 كيلومترات، وبعضها مُضاء لممارسة الجري خلال الليل.

للمتحمسين للمشي، يُمكن استخدام توروب كنقطة انطلاق لأربعة مسارات متميزة ضمن مسارات سكونليدن - وخمسة إذا شملنا المسار الحضري المؤدي إلى مالمو - وهي تشمل: توروب إلى إيكهولمسيون، غلامبرغا، سفيدالا، وستوروب. وفيما يتعلق بالقلعة نفسها، فهي تُعتبر وجهة سياحية بارزة بفضل حديقتها المُعتنى بها والمُزينة بالتماثيل، بالإضافة إلى الغرف التي تُفتح للزوار.

حديقة ألنارب

حديقة ألنارب "Alnarp Park" خارج مالمو ليست مجرد مكان لزرع الأشجار، بل هي معرض حي لأنواع الأشجار المتنوعة المستوردة من جميع أنحاء العالم. تُعد هذه الحديقة وجهة مثالية للزوار خلال عطل نهاية الأسبوع في فصل الخريف، خاصة لمحبي الألوان المشرقة والحمراء الغامقة التي تُظهرها أشجار القيقب. المميز أيضاً في هذا المكان هو القلعة التي أصبحت الآن جزءاً من الحرم الجنوبي لجامعة الزراعة السويدية. وبالنسبة للوصول، فإن الحافلة رقم 133 تقطع المسافة من محطة مالمو المركزية إلى الحديقة في حوالي 24 دقيقة فقط.

مركز هوفدالا للمشي

تُعد القلعة الموجودة في هوفدالا Hövdala Hiking Centre، قريباً من هاسليهولم Hässleholm في شمال سكونه، نقطة انطلاق مثالية لرحلات المشي المميزة. ومن أبرز هذه الرحلات مسار "فينياسيوليدن Finjasjöleden" الذي يمتد لـ 20 كيلومتراً حول بحيرة فينياسيو Finjasjö . وتجوب أغلب المسارات ممرات خشبية ترتفع فوق المستنقعات الغنية بأشجار الحور، والتي تكتسي بلون ذهبي ساطع خلال موسم الخريف، ما يجعله موقعاً مثالياً لهواة مراقبة الطيور، حيث تعيش به مجموعة متنوعة من الطيور مثل الكروان الأوراسي والشناص الشائع والريدشانك والبيويت.

أما مسار مرتفعات Höjdarnas، فيتيح للزوار استكشاف 22 كيلومتراً، مبتدئاً من القلعة وصولاً إلى التلال المحاذية للبحيرة. وعندما تتسلق إلى القمة وتشهد المشهد البانورامي الساحر، يُمكنك الإقامة لليلة في المأوى المصمم على يد مهندسين معماريين والذي حمل أسماء "بيرك، بيركا ورونيا"، تكريماً لشخصيات الكاتبة أستريد ليندجرين. بالنسبة للوصول، تقطع القطارات المسافة بين مالمو وهاسليهولم في 45 دقيقة، ثم تأخذك رحلة حافلة قصيرة مدتها 15 دقيقة إلى القلعة.

محمية دراكامولان الطبيعية 

تعد تلال بروسارب Brösarp الواقعة في منطقة أوسترلين Österlen بمقاطعة سكونه السويدية، من أبرز المعالم السياحية خلال فصل الخريف، بفضل الخزامى الكثيفة التي تزين المستنقعات المحمية في دراكامولان Drakamöllan وتبلغ ذروتها بالازدهار في أوائل الموسم. توجد المحمية على مسافة كيلومتر واحد جنوباً من ماغليهم Maglehem، وقرب الطريق رقم 19 الذي يربط بين بلديتي يستاد Ystad، وكريستيانستاد Kristianstad.

وتكتنف المستنقعات مناطق غابية ومراعي خلابة، ومن على القمة، يمكنك الاستمتاع بمناظر بديعة لساحل بحر البلطيق. وأثناء تجولك داخل المستنقعات، قد تلمح الأرانب وهي تتدفق بسرعة نحو الأفق.

وإذا كنت تفضل المكوث لفترة أطول، يُعد فندق دراكامولانز غاردشوتيل Drakamöllans Gårdshotell خياراً مثالياً، حيث يضم 12 غرفة مُقدمة ضمن مزرعة تقليدية ساحرة بأسلوب منازل سكونه Skånelänga.