أعلنت مصلحة السجون السويدية عن موافقتها على إسكان سجينين في أصغر الزنازين المتاحة داخل السجون، والتي تبلغ مساحتها ستة أمتار مربعة فقط، في ظل أزمة الاكتظاظ المتزايدة. ويؤكد القرار أن السويد لا تنتهك المادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تحظر التعذيب والمعاملة غير الإنسانية، حيث تشير المصلحة في تحليلها القانوني إلى أن المساحة المحددة تتماشى مع "المعايير الدولية الدنيا" في حال الإشغال المزدوج. وجاء في التحليل: «عند توفير أقل من ثلاثة أمتار مربعة لكل نزيل، يُفترض أن هناك انتهاكًا للمادة 3». ازدحام متزايد داخل السجون يأتي هذا القرار بعد أن استُخدمت بالفعل جميع الزنازين الأكبر حجمًا لهذا الغرض، وفقًا لما ذكره توربيورن نيبيرغ، رئيس وحدة القدرات في مصلحة السجون. وأضاف: «بدأنا بالأماكن التي كانت الأفضل، حيث كانت المساحة أكبر وتوفرت بيئة مشتركة أكثر ملاءمة. لكن الآن، لم يتبقَّ سوى الأماكن ذات الظروف الأسوأ». اقرأ أيضاً: رئيس الوزراء السويدي: ندرس استئجار سجون خارج البلاد لاستيعاب المجرمين الخطرين النقابات تحذر: الوضع قد يتحول إلى "قنبلة موقوتة" حذرت نقابة العاملين في مصلحة السجون من التداعيات الخطيرة لهذا القرار، حيث وصف كريستر هالكوفيست، رئيس نقابة Seko Kriminalvård، الوضع بأنه مقلق للغاية. وقال: «هذه الزنازين التي تبلغ مساحتها ستة أمتار مربعة تقع في أقسام تفتقر إلى مساحات مشتركة كافية، وهي بالكاد تستوعب نزيلاً واحدًا. الآن، بإضافة شخص آخر، نحن أمام وضع قد يتحول إلى قنبلة موقوتة». وأشار هالكوفيست إلى أن الوضع قد يتدهور إلى حد إجبار السجون على إسكان ثلاثة نزلاء في زنزانة واحدة في بعض الحالات. اقرأ أيضاً: اقتراح جديد الإقامة الجبرية بالمنزل تحت الرقابة الإلكترونية كبديل للحبس الاكتظاظ يزيد من مخاطر العنف يؤكد كل من هالكوفيست ونيبيرغ أن المشكلة الحقيقية ليست فقط في ضيق الزنازين، بل في نقص المساحات المشتركة والأنشطة داخل السجون، مما يؤدي إلى توترات بين النزلاء. وأوضح نيبيرغ: «المشكلة الأكبر هي الازدحام خارج الزنازين. هناك نقص في أماكن تناول الطعام، الازدحام في الحمامات، وضيق المساحات في المرافق المشتركة. هذا ما يؤدي فعليًا إلى تصاعد التوترات». وتُعد هذه الأوضاع أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع معدلات العنف بين النزلاء بنسبة 25% خلال العام الماضي، وفقًا لتقرير مصلحة السجون. كما أشار هالكوفيست إلى أن ظروف العمل داخل السجون باتت أكثر صعوبة على الموظفين. وقال: «الوضع يزداد صعوبة يومًا بعد يوم. ربما تتحسن الأمور قليلًا مع افتتاح وحدات جديدة، لكن أصبح من الواضح أن الاكتظاظ والإشغال المزدوج هو الواقع الجديد الذي سيستمر لفترة طويلة». حقائق: الازدحام يزيد العنف أظهر تقرير مصلحة السجون لعام 2024 أن ارتفاع معدلات العنف بين النزلاء يرتبط بشكل مباشر بزيادة الكثافة السكانية داخل السجون. وجاء في التقرير: «عند تطبيق نظام الإشغال المزدوج، تزايدت التقارير عن أعمال العنف، ثم انخفضت تدريجيًا مرة أخرى». ويشير التقرير أيضًا إلى أن نقص الأنشطة الهادفة داخل السجون المكتظة يؤدي إلى شعور متزايد بالملل بين النزلاء، مما يسبب إحباطًا وغضبًا مستمرًا.