يعتبر الوشم من أقدم فنون التعبير عن الذات، حيث اعتاد القدماء ممارسته في العصور القديمة، إذ يعود إلى آلاف السنين، ويتماشى مع تطور الثقافات والتكنولوجيا. إلا أن بقاء الوشم على البشرة رغم تجدُّد خلايا الجلد باستمرار يثير تساؤلات كثيرة. وعليه، تم إجراء دراسة فرنسية لحل هذا اللغز الغامض واكتشاف السر وراء هذا الأمر.
خلصت الدراسة إلى أنه عندما يتم وشم جلد الإنسان، يتم حقن الحبر داخل الجلد بدقة، وبمرور الوقت تبدأ خلايا الجهاز المناعي، البلاعم، بالتوجه إلى مكان الوشم للتخلص من الحبر. والمفاجأة تكمن في أن هذه الخلايا تموت وتطلق الحبر مرة أخرى داخل الجلد، في عملية تستمر بلا نهاية.
يُذكر أن هذا الاكتشاف يمكن أن يفتح الباب أمام تقنيات جديدة لإزالة الوشم بعيداً عن الليزر، وذلك بتنشيط الخلايا المناعية لحمل الحبر بعيداً عن البشرة.
تجدر الإشارة إلى أن تاريخ الوشم يعود لآلاف السنين، حيث تم استخدامه في مصر والنوبة كطقوس دينية وتعبير عن الهويات. كما كان منتشراً في العصور الوسطى، حيث تم استخدامه في اليابان والصين للتعبير عن الانتماء والولاء. أما في العصر الحديث، شهد الوشم تطوراً، وأصبح جزءًا من ثقافة الشباب.