منوعات

سعاد... تحرشت المديرة بي فرفضتُ فأرادت طردي من العمل

سعاد... تحرشت المديرة بي فرفضتُ فأرادت طردي من العمل
 image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

سعاد... تحرشت المديرة بي فرفضتُ فأرادت طردي من العمل

سعاد فلسطينيّة الأصل، جاءت إلى السويد منذ عشرين عام، وأثناء عملها كطباخة في أحد المطاعم، عانت من الكثير من المشاكل كان أبرزها معاملتها بعنصرية لأنّها محجبة، وتحرّش مديرتها فيها بشكل جنسي، ومعاناتها بسبب ذلك. لنستمع لقصّة سعاد.

جاءت سعاد (اسم مستعار) إلى السويد بعد أن قام زوجها في ذلك الوقت بلمّ شملها. بدأت بتعلّم اللغة، ثمّ حملت وأنجبت طفلين، وخضعت بعدها لعدّة دورات تدريب وعملت كمربية أطفال barnskötare. بقيت في عملها كمربية حتّى عام 2020 حين قررت ترك عملها والبدء بدراسة مهنة الطهي.

بدأت سعاد – وهي التي تعيش في لينشوبينغ – بعد ذلك بالدراسة والتدريب للعمل كطاهية، وأنهت الدراسة، ووجدت عملاً في شهر يونيو الماضي في شركة تملك عدّة منشآت خدمية، ومنها مطعم.

مطبخ بلا عدّة طبخ!

وفقاً لسعاد، فقد كان المطبخ الذي عملت فيه يفتقر لأدنى متطلبات بيئة العمل الآمنة أو حتّى الأدوات اللازمة لإتمام العمل. تعطي سعاد أمثلة بأنّه كان يُطلب منها أن تحمل «حلّة» المعكرونة التي تزن 20 كيلوغرام لوحدها دون مساعدة لا من أدوات مخصصة، كالعربة أو الحامل المعلق في السقف، أو حتّى مساعدة بشرية.

تقول سعاد بأنّ هذا عرف قانوني ألّا يحمل الطاهي ولا حتّى البائع على الكاونتر أيّ شيء يتجاوز وزنه 5 كيلوغرام. علاوة على ذلك كان هناك نقص حاد في أدوات المطبخ مثل الخلّاط الآلي (البلوندر)، أو أنّ الفرن كان يتعطّل بشكل مستمر ويصبح عمله بطيئاً.

أخبرتني سعاد بأنّها تحدثت إلى مديرة المطعم وأخبرتها بأنّه من المطلوب منها أن تطهو لما بين 55 و100 شخص، بينما ليس هناك أيّ شيء يسهّل عملها. تقول: «أخبرتها بأنّني أدرك أنّ عمل الطهي مرهق، ولكن هذا يفوق الحدّ الطبيعي ولا يمكن العمل ضمنه»، فأجابتها مديرة المطعم بأنّها طلبت جميع المواد ولكنّ الشركة صاحبة العمل امتنعت عن إحضارها، وهو الذي اكتشفت سعاد فيما بعد بأنّه كذب.

وساخة مفرطة

تضيف سعاد بأنّ معايير النظافة في المكان كانت سيئة لدرجة لا توصف. أخبرتني بمثالين: «المناشف وعدد التنشيف المخصصة للاستخدام الشخصي وللاستخدامات البسيطة، يتمّ غسلها بشكل سيء بالماء فقط، وتعليقها على منشر موجود في التواليت لتجف».

تقول بأنّها حاولت أن تغيّر هذه العادات بالتنسيق مع مديرة المطعم، ولكنّ الأخيرة لم تكن متعاونة وكانت تصرخ بها بصوتٍ مرتفع أمام زملائها والزبائن أحياناً.

 المثال الآخر الذي أخبرتني إياه سعاد حدث عندما تحينت فرصة عدم وجود زبائن في المطعم، واتجهت لتنظيف جزء من المخزن بشكل طوعي مع أنّه ليس من واجباتها، بهدف الحصول على بعض المعدات القذرة المتروكة، من أجل تنظيفها وتأهيلها لاستخدامها في الطهي.

تفاجأت سعاد عندما واجهت مشكلة مع مديرة المطعم لأنّها فعلت ذلك، حيث اتهمتها بمغادرة العمل دون إذن والتهرّب من الدوام. حتّى أنّها أجبرتها على توقيع ورقة تتعهد فيها بعدم مغادرة مكانها قبل ساعة محددة، وعدم القيام بمهام غير الموكلة فيها.

ما السبب؟

قامت سعاد في بداية شهر أكتوبر بالاتصال بمديرة الموارد البشرية في الشركة وأخبرتها بما حدث، وبأنّها تتعرّض للإهانة وتعمل في ظروف عمل غير مريحة، وطلبت إمّا نقلها أو أنّها ستترك العمل. فوافقت المديرة الأعلى على نقل سعاد من المطعم إلى وظيفة في منشأة أخرى مملوكة للشركة، واستغربت تعامل مديرة المطعم مع سعاد بعد قيامها بالتنظيف الطوعي لجزء من المخزن، وأنكرت تسلم الشركة أيّ طلبات لشراء معدات جديدة.

بعد أن انتهت سعاد من التحدّث مطولاً عن مشاكل العمل التي واجهتها، كان لا بدّ لي أن أوجّه لها بعضاً من الأسئلة الكثيرة التي خطرت ببالي:

«لماذا لم تقدمي شكوى على المطعم لقسم البيئة والغذاء في البلدية من أجل متابعة أمور النظافة بعد رفضهم الاستجابة لكِ؟»

لم تكن سعاد تعلم بأنّها قادرة على فعل ذلك دون الكشف عن هويتها، فقد كانت تخشى أن تخسر عملها، خاصة أنّها لا تزال تعمل حتّى اليوم في الشركة المالكة للمطعم، ولكن في منشأة أخرى. ولكنني حفزتها كي تقوم بذلك من أجل سلامة الزبائن وصحتهم إن لم يكن من أجلها هي.

«لماذا برأيكِ رفضت مديرة المطعم التعاون معكِ. هل يعقل أنّ السبب أن عملك أو طعامك لم يكن جيداً؟»

تقول سعاد بأنّ عملها كان ممتاز، وبأنّ مديرة المطعم ذاتها شهدت بذلك عندما حققت مديرة الموارد البشرية في الشكوى. لكنّ سعاد ترجع سبب المشكلة إلى أحد أمرين:

الأول: أنّها محجبة، وهو ما جعل مديرة المطعم تتعامل معها بعنصرية تعتبرها سعاد واضحة عندما كانت تصرخ في وجهها أو في محاولة تحميلها أعباء إضافية. كما تضيف سعاد بأنّها منزعجة من زملائها الذين أنكروا قيام مديرة المطعم بالصراخ على سعاد أمام الزبائن، وقالت بأنّ سبب ذلك أنّهم وقفوا إلى جانب المديرة السويدية مثلهم، ورجحت أن يكونوا فعلوا ذلك بسبب عنصريتهم كونها الموظفة المهاجرة الوحيدة في المطعم.

الثاني: تقول سعاد بأنّ المديرة حاولت في أكثر من مرّة أن تتحرّش بها «جنسياً»، وأنّ سعاد رفضت الموافقة. وكما تقول: «أخبرتها بأنّ عاداتي وديني لا يسمحان لي ورجوتها أن تتوقف عن ذلك لأنني غير مهتمة، وفي النهاية أخبرت مديرة الموارد البشرية عن الأمر».

«ما الذي فعلته مديرة الموارد البشرية بهذا الخصوص، ولماذا لم تقدمي بلاغاً رسمياً بالأمر؟»

تقول سعاد بأنّها أخبرت مديرة الموارد البشرية بالأمر، ولكنّها لم تصدقها وردّت عليها: «إنّها امرأة مثلك ولا يمكن أن تتحرّش بكِ... وعندما ناقشتُها بأنّها قد تكون ذات ميول مثليّة استهانت بما قلت وطلبت مني نسيان الأمر وعدم تقديم بلاغ رسمي... ولأنني لا أزال موظفة في الشركة وتمّ نقلي إلى مكان آخر غير المطعم، فلم أرد أن أخسر عملي والدخول في جدل قد أخسر فيه، خاصة أنّ زملاء العمل السويديين قد وقفوا إلى جانب مديرة المطعم وشهدوا ضدي».

ماذا الآن؟

رفضت مديرة الموارد البشرية في الشركة مقترح مديرة المطعم بطرد سعاد، ونقلتها إلى مكان آخر. تقول سعاد: «أعتقد بأنّها تصدقني وتعتبرني مظلومة ولهذا رفضت طردي... في العمل الجديد البداية أفضل، فالمديرة أكثر تفهماً وقامت بالأشياء بشكل احترافي كما هو معتاد، حيث قامت على الأقل بتعريفي على مكان العمل وأرشدتني إلى المعدات ولم تطلب مني أن أقوم بشيء فوق المعتاد... أتمنى أن يستمرّ الوضع على هذه الحال وأن يكون أفضل».

عندما قلتُ لسعاد بأنّ الكثيرين بعد قراءة المقال قد لا يصدقونها وقد تتعرّض للانتقادات، خاصة أنّها رغبت بوضوح بعدم نشر اسمها وحجب صورتها وعدم ذكر مكان عملها في المقال، قالت لي بأنّها تتوقع ذلك، ولكنّها تريد أن تروي قصتها ليعرف الجميع بتفاصيل ما يحدث أحياناً في أماكن العمل، وكيف يمكن أن يتمّ ظلم الشخص فقط لأنّه لم يوافق على نزوات مديره.

أتمنى لسعاد بداية أفضل، وألّا تضطرّ لمواجهة مساوئ أماكن العمل مرّة أخرى، وألّا يعاملها أحد بسوء لأنّها محجبة، أو لأنّها رفضت الخضوع لنزواته.

تنويه: المواد المنشورة في هذا القسم تنشرها هيئة تحرير منصة أكتر الإخبارية كما وردت إليها، دون تدخل منها - سوى بعض التصليحات اللغوية الضرورية- وهي لا تعبّر بالضرورة عن رأي المنصة أو سياستها التحريرية، ومسؤولية ما ورد فيها تعود على كاتبها.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - منوعات

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©