منوعات

سعد عبد العزيز… الشاب العراقي الذي أصبح رائد أعمال نتيجة كره عائلته للعلكة!

Aa

سعد عبد العزيز… الشاب العراقي الذي أصبح رائد أعمال نتيجة كره عائلته للعلكة!

Foto Malin Grönborg

كان حلم الشاب العراقي سعد عبد العزيز أن يصبح طبيب جراحة، إلا أن الظروف والصعوبات وقفت حائطاً في وجه حلمه، ولكنّها لم تتمكن من الصمود أمام إصراره على النجاح في الوصول إلى منتج قادر على حل واحدة من المشاكل الخفيّة في العالم. في لقائه مع منصّة "أكتر"، يحدثنا صاحب الـ29 عاماً عن تجاربه وفكرته التي ستجعل العالم مكاناً أكثر استدامة.

إخفاقات وحلم لم يتحقق

وصل سعد رفقة عائلته إلى السويد عام 2009 هرباً من نيران الحرب في العراق، ليبدأ تعلّم اللغة السويدية، وبدأ بعدها في الدراسة ضمن مجال الرعاية الصحيّة هادفاً إلى تحقيق حلمه في أن يصبح طبيب جراحة. استطاع الانتهاء من المرحلة الدراسية الأولى والتخرّج، إلا أنه لم يتمكّن من البدء في مرحلة التخصص بسبب مشاكل ماديّة، ليقرر التوقف مؤقتاً والبحث عن عمل وادّخار المال الكافي لمتابعة الطريق إلى حلمه.

تنقّل الشاب بين عدّة وظائف في العديد من القطّاعات، حيث عمل كمدرّس في مدرستين وفي مجال النقل ضمن القطارات . بعد حصوله على ما يكفي من المال، قرر سعد افتتاح مشروع في سلطنة عمان، حيث سافر إلى هناك ليراقب المشروع عن كثب بالإضافة إلى عمله مندوباً في شركة بيع سيارات. 

لم يلاقي المشروع نجاحاً واضطر لإغلاقه والعودة إلى السويد، ليبدأ العمل كقائد فريق مندوبي مبيعات وفي مجال الإعلان في إحدى الصحف ضمن مدينة يوتوبوري Göteborg. في عام 2019، كان سعد يمتلك المال الكافي للعودة إلى الدراسة واستكمال حلمه في أن يصبح طبيباً، إلا أنه تلقّى خبراً مفجعاً عن إصابة والدته بمرض السرطان، ليضطر إلى ترك عمله والسفر إلى شمال السويد ليكون بجوارها في هذا الوقت العصيب. تمكّن من سعد من إيجاد عمل في الشمال بالقرب من والدته، ولكن لم يطول الأمر بدأت جائحة كورونا التي تسببت في تسريحه من وظيفته. 

مشكلة عالميّة

لم يتمكّن الشاب من إيجاد وظيفة بسبب الجائحة التي عصفت في العالم بأسره، وكان يقضي كامل وقته في المنزل. يروي سعد لـ"أكتر" عن كره عائلته الشديد للعلكة وعن معاناة والدته مع هذا المنتج، الذي تسبب في إحدى المرات في تشويه ورق حائط منزلهم في السويد، ناهيك عن الملابس التي فسدت بسببه. الأمر الذي جعله يتساءل عمّا إذا كانت هذه المعاناة مقتصرة على عائلته.

كان الوقت مناسباً لسعد للتفكير في هذه المشكلة والبحث عن حل لها، الأمر الذي فعله، ليتوصّل إلى فكرة تصميم عبوة العلوك بحيث تكون مؤلّفة من قسمين منفصلين تماماً، قسم يحتوي على العلوك الجديدة والقسم الآخر مخصص للتخلّص من العلكة بعد الاستهلاك. 

قرر سعد تنفيذ نموذج ثلاثي الأبعاد للتصميم، واتجه إلى شركة آلمي Almi الداعمة للمشاريع لطرح الفكرة عليها. أبدت الشركة إعجابها الكبير، واقترحت إجراء دراسة سوق بدايةً لفهم مدى حاجة السوق لهكذا تصميم. 

كانت نتائج الدراسات صادمة، حيث تبيّن أن المشكلة التي تعالجها الفكرة منتشرة بشكل كبير في أنحاء العالم كافة. أظهرت النتائج أن قيمة الملابس التي يفسدها العلك تقدّر بملايين الكرونات. في لندن، تكلفة تنظيف العلوك من الشوارع تبلغ ما يعادل 2 مليار كرونة. بالإضافة إلى التأثير السلبي للعلكة المستهلكة على الطيور التي تراها على أنها طعام.

مستدام وصديق للبيئة

ساعدت آلمي الشاب في الحصول على قرض بقيمة نصف مليون كرونة، وحصل على العديد من المساعدات والدعم المادي ليتمكّن في النهاية من افتتاح شركته الخاصة التي أسماها تيمّناً بوالدته ليظهر حبّه ودعمه لها. توجه سعد أيضاً إلى حاضنة الأعمال إكسبرشن eXpression التي أبدت إعجابها بالفكرة أيضاً، وساعدته في الوصول إلى المنتج النهائي.

دخل سعد في مرحلة الإنتاج التسويق حالياً وعرض المنتج على العديد من سلاسل المتاجر المشهورة في السويد، ولاقى المنتج ترحيباً كبيراً في السوق كونه صديق مستدام وصديق للبيئة بشكل كبير، لا سيما أن المواد المستخدمة عضوية بالكامل وسهلة التحلل.

حصد المنتج جوائز عديدة، مثل جائزة سكوبا على مستوى الولاية وينافس الآن على مستوى السويد، بالإضافة إلى الجائزة الملكيّة التي ينافس عليها هذا العام.

لامكان لليأس

يحدّثنا سعد عن الأوقات التي كاد أن يسيطر عليه شبح اليأس، والذي كان سيقضي على مشروعه، إلا أن إصراره وعزيمته كانا مفاتيح باب النجاح. ويؤكد أن هذا المنتج ليس سوى خطوة أولى في السوق السويدي وأنه هنالك الكثير من الأفكار التي يعمل عليها.

ينصح روّاد الأعمال بإجراء الأبحاث ودراسة احتياجات السوق، مشيراً إلى أنه كان يعتقد أن فكرته ومشروعه القائم عليها ليسا بهذه الأهميّة، ولكنه أدرك أهمية ما توصّل إليه عندما تعرّف على طبيعة السوق وحاجته لهذا المنتج.

يؤكد الشاب على أن السويد دولةّ مشجّعة وداعمة لروّاد الأعمال، إلا أن العمل والجهد الحقيقي يقع على عاتق صاحب المشروع، وينصح بإجراء دراسة السوق قبل التوجّه إلى منظّمات دعم الأعمال كي تؤكدّ لهم أنك جاد في مشروعك الذي تسعى للبدء فيه أو تطويره.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - منوعات

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©