مجتمع

سلوى: قرروا أنّ علاقتنا غير جدية وحرموا الطفلتين من والدهما

Aa

سلوى: قرروا أنّ علاقتنا غير جدية وحرموا الطفلتين من والدهما

سلوى: قرروا أنّ علاقتنا غير جدية وحرموا الطفلتين من والدهما

عندما تأتي إلى السويد تحمل معك حقيبتك وأمل بأن تعيش حياة مستقرة، فتتعلم اللغة وتحصل على عمل وتتزوج وتنجب أطفال. لكن ماذا لو تمّ حرمانك من العيش مع زوجك وإجبار أطفالك على أن يتربوا بعيداً عنه؟ ماذا لو كان عليك الانتظار سنوات وطلبك للحصول على الجنسية غائب تحت كلمة "هناك الكثير من الطلبات"؟ هذه هي قصّة سلوى التي نريد أن تسمعوها.

إعلان / Annons

جاءت سلوى (اسم مستعار) إلى السويد من سورية في نهاية 2014 بصحبة عائلتها، ولهذا حصلت على الإقامة الدائمة على الفور. أنهت اللغة وبعد عامين بدأت تعمل في البلدية بعقود نصف سنوية وسنوية. 

تقدمت سلوى من أجل الحصول على الجنسية السويدية منذ 3 أعوام، ولكن يبدو أنّ مصلحة الهجرة بات لديها عادة جعل الأشخاص ينتظرون وينتظرون. وكلّما سألت سلوى عن الأمر، جاءتها الردود المعتادة بأنّ طلبها لا يزال قيد الدراسة، وأنّ هناك طوابير طويلة قبلها.

لكنّ مشكلة سلوى مع الجنسية ليست مشكلتها الوحيدة، فمشكلة استقدام زوجها دانييل (اسم مستعار) إلى السويد هي أيضاً مشكلة عويصة تعاني منها.

تقول سلوى: أين حقوق الطفل التي كنّا نسمع عنها قبل المجيء إلى السويد؟!

كلّ مرة حجة!

منذ عام 2015، عندما كان دانييل لا يزال خطيبها، وهي تحاول استقدامه إلى السويد دون نجاح، علماً أنّ زوجها موجود في ألمانيا.

تقول سلوى بأنّ مصلحة الهجرة يتحججون كلّ مرة بشيء كي لا يوافقوا على استقدام زوجها. سألناها: ما هي الحجج التي تذرعوا بها؟

تحدثت لنا عن الرفض الأول: في المقابلة التي تمّ إجراؤها سأل المحقق سلوى عن يوم ميلاد دانييل، فأجابته محددة اليوم الذي يحتفلون فيه بيوم مولده. لكنّ هذا اليوم لم يكن هو اليوم المسجل في وثائق دانييل الرسمية.

كان المحقق يتحدث مع سلوى ضمن منطق (وجدتها)، وأخبرها بأنّ عدم معرفة تاريخ ميلاد دانييل يعني بأنّ علاقتهما ليست جدية. رغم صدمة سلوى ودانييل، فقد حاولا أن يشرحا للمحقق أنّ تسجيل الأطفال في سورية لا يطابق عموماً يوم ميلادهم الحقيقي، وبأنّ هذا شائع ومعروف وليس أمراً نادر الحدوث. لكنّ المحقق الذي (كشفهما) لم يقتنع ورفض الطلب بناء على أنّ علاقتهما ليست جديّة، وبأنّهما ليسا صادقين في العلاقة وليس فيها ثبات.

العلاقة “غير الجديّة”! جاء منها طفلان بانتظار والدهما

الطريق إلى رفض آخر

تقول سلوى بأنّها أجبرت مع دانييل ضمن مسار الإثبات أن يتزوجا بشكل سريع كي يثبتا أنّ علاقتهما جديّة. ولأنّهما من مجموعة عرقية تستوجب أعرافها تقاليد معينة في العرس من بينها وجود جمع كبير، فقد أجروا عرس دعوا إليه 700 شخص.

أرسلوا بعدها صور العرس وعقد الزواج إلى مصلحة الهجرة لإعادة تقييم الطلب، ولكن هذه المرّة كان لدى مصلحة الهجرة أسباب أخرى لرفض الطلب! ليس لدى سلوى عمل ومنزل يوافي الشروط.

حاولت سلوى أن تلبي الشروط، فكان الطلب الأول أن تنتقل (لكونها حامل) من استوديو إلى منزل يتسع لثلاثة أشخاص. قامت سلوى بتلبية المطلوب. لكن بقي مسألة الدخل الذي اعتبروه غير مناسب.

تقول سلوى: "أعمل 100٪ في البلدية، وأنا أعمل حيث يعينونني منذ 4 أعوام دون انقطاع، ولكن هذا هو الراتب الذي يعطوني إياه، فكيف يطلبون مني راتب لا يمكنني أن أحصل عليه في عملي... هل يعقل أن أتمكن من إيجاد عمل براتب أعلى وأرفض؟ المشكلة ليست مني بل من الأجور التي حددوها، فأنا لا أخذ مساعدات منهم بل أعمل بدوام كامل...".

تقول سلوى بأنّها ترغب براتب أعلى وبعقد دائم، ولكنّ البلدية لا تتعاقد معها في مكان واحد، فتارة في الروضة، وتارة في المدرسة، ما يجعل الاستمرارية التي قد تعني تحويل عقدها إلى دائم مفقودة.

 

انتظار وبعد انتظار وبعده انتظار والسنوات تمر…

أين حقوق الأطفال؟

تشعر سلوى بالحزن على ابنتيها اللتان تضطرتا للتربي بعيداً عن والدهما. تقول: "الصغيرة لم تكبر كفاية بعد لتشعر بالحنين لوالدها، ولكنّ الصغيرة عمرها قرابة الـ 4 أعوام عندما يأتي زيارة لمدّة 4 أو 5 أيام تبكي وتشعر بالضيق عندما يسافر، الأمر الذي يؤثر سلباً على نفسيتها وعلى العائلة، وهو ما لا تتمنى أن تعاني منه طفلتها الثانية.

تقول سلوى: "قبل المجيء إلى السويد كنّا نسمع عن أنّهم يهتمون بحقوق الطفل وحقوق الناس، لكنّ أسرتي لم تشعر بشيء من هذا. كيف يقومون بتشريد عائلة بهذه الطريقة ولهذه الأسباب؟"

الغريب أنّ موقع مصلحة الهجرة السويدية واضح في أنّ متطلبات "الدعم المالي والسكن بمعايير محددة" يمكن عدم التقيّد فيها ويمكن استبعادها وعدم تطبيقها على جميع الحالات، فلماذا حالة سلوى لا تصلح لتكون استثناء؟ أين "صراخ" تمكين النساء المهاجرات؟ وأين حقوق الأطفال في أن يتربوا في عائلة مكتملة ترعاهم بشكل دائم؟

تقول سلوى أنّ زوجها يعمل في ألمانيا في مجال تجهيز الملاعب، وهو قادر على إيجاد عمل في السويد، لكن يبدو أنّ علاقتهما التي لم تقنع "جديتها" المحققين غير مجدية كي يأتي ويكون بجانب عائلته وابنتيه. 

لكن إن أغفلنا مسألة إشكالية قدوم زوجها إلى السويد، لماذا على امرأة موجودة في السويد منذ 2014 ولديها إقامة دائمة وعمل 100٪ وتدفع ضرائبها وسجلها العدلي نظيف أن تنتظر 3 أعوام قبل أن يتمّ النظر في طلبها الجنسية؟ ما الذي عليها أن تفعله في السويد أكثر حتّى تنظر الحكومة في مشكلة "الطوابير" الطويلة أمام طلبات الجنسية فتجد لها حلّاً وتسرّعها؟

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مجتمع

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©