أعاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إحياء الجدل حول جزيرة غرينلاند خلال خطابه أمام الكونغرس، حيث أكد أن الولايات المتحدة "ستحصل عليها بطريقة أو بأخرى"، مشيراً إلى الأهمية الاستراتيجية للجزيرة في الأمن القومي الأمريكي والدولي. وفي كلمته، وجّه ترامب رسالة مباشرة إلى سكان غرينلاند قائلاً: "ندعم حقكم في تقرير مصيركم، وإذا قررتم ذلك، فإننا نرحب بكم في الولايات المتحدة". وأضاف أن بلاده تعمل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف، معبّراً عن ثقته بأن الولايات المتحدة ستتمكن في النهاية من السيطرة على الجزيرة. رد دنماركي حاسم: "لن يحدث أبداً" لم يتأخر الرد من الجانب الدنماركي، حيث شدد وزير الدفاع الدنماركي، ترويلس لوند بولسن، على أن غرينلاند ستظل جزءاً من مملكة الدنمارك، قائلاً: "الولايات المتحدة لا يمكنها فرض إرادتها على الدنمارك أو الاستحواذ على أي جزء من أراضينا". أما وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوكي راسموسن، فقد رأى أن تصريح ترامب حول حق سكان غرينلاند في تقرير مصيرهم يحمل أهمية، إذ قال: "قد يبدو الأمر بديهياً وفقاً للقانون الدولي، لكن سماعه من ترامب له دلالة خاصة". وأضاف أن الشعب الغرينلاندي ليس لديه رغبة في أن يصبح جزءاً من الولايات المتحدة. اقرأ أيضاً: طبيب نفسي سويدي: ترامب يعاني من اضطرابات نرجسية خطيرة تهديدات سابقة بفرض رسوم جمركية وتدخل عسكري ليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها ترامب مسألة غرينلاند. ففي يناير الماضي، أطلق تصريحات مثيرة للجدل حول "جعل غرينلاند عظيمة مجدداً"، واصفاً الاستحواذ عليها بأنه "ضرورة مطلقة" للولايات المتحدة. كما هدد الدنمارك بفرض رسوم جمركية ولم يستبعد احتمال التدخل العسكري لتحقيق هدفه. وفي الوقت نفسه، زار نجله، دونالد ترامب جونيور، غرينلاند في رحلة خاصة، ما أثار المزيد من التكهنات حول نوايا العائلة تجاه الجزيرة. اقرأ أيضاً: حملة ساخرة تدعو الدنمارك لشراء كاليفورنيا من ترامب غرينلاند والاستقلال.. ملف ساخن قبيل الانتخابات تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، إذ يستعد سكان غرينلاند للتوجه إلى صناديق الاقتراع الأسبوع المقبل، حيث يُتوقع أن تكون قضية الاستقلال عن الدنمارك في صلب النقاشات الانتخابية. وفي هذا السياق، شدد رئيس وزراء غرينلاند، موتي بوروب إيغيدي، على موقف الحكومة المحلية الرافض لبيع الجزيرة، قائلاً: "نحن لسنا للبيع، ولن نكون كذلك أبداً". لمحة عن غرينلاند تُعدّ غرينلاند أكبر جزيرة في العالم، حيث تغطيها الثلوج بنسبة 80%، مع سماكة جليدية تصل إلى أكثر من ثلاثة كيلومترات في بعض المناطق. يبلغ عدد سكانها نحو 57 ألف نسمة، وتعد مدينة نوك (Godthåb سابقاً) عاصمتها وأكبر مدنها. كانت مستعمرة دنماركية منذ القرن الثامن عشر، وحصلت على حكم ذاتي موسّع عام 1979. يسود تأييد واسع بين السكان لفكرة الاستقلال عن الدنمارك، وفقاً لعدة استطلاعات رأي حديثة. تتمتع الولايات المتحدة بوجود عسكري كبير على الجزيرة بموجب اتفاق دفاعي مع الدنمارك، حيث توجد محطات رادار لمراقبة المجال الجوي في القطب الشمالي.