عندما تقترن الشائعات بالحقائق، يمكن أن تولد فوضى تطال كل شيء حولها. مطعم يقع بجانب محطة شرطة، يقدم وجبات يتناولها المئات يومياً، فجأة يجد نفسه في دوامة من الشبهات والتحقيقات. هذا ما حدث لمطعم "كباب بيتزا سيتي Kebab Pizza City" الواقع في بلدية سودرهامن Söderhamn السويدية، حيث قررت الشرطة السويدية إغلاقه مؤقتاً، بعد أن أُشيعت أنباء حول تسمم عائلة بعد تناولها لوجبة من هناك.وبالرغم من أن التحقيقات الرسمية التي قامت بها السلطات لم تكشف عن أي تقصير بالمطعم، ومع تأكيد الكادر الطبي على أن الحالة ليست نتيجة تسمم غذائي، إلا أن الشائعات استطاعت أن تلقي بظلالها على سمعة المطعم، مما أدى إلى تراجع مبيعاته بشكل كبير.ما الذي حدث بالضبط؟تعود أحداث الواقعة إلى يوم الأحد الماضي 15 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما نُقلت عائلة تضم أباً وأماً وطفلين إلى مستشفى هوديكسفال في مقاطعة يافلبوري Gävleborg السويدية، بعد إصابتهم بأعراض غريبة. وخلال الأربع والعشرون ساعة التالية، أُعلن عن وفاة أحد الأطفال، في حين يستمر مراقبة الأم والطفل الثاني طبياً، بينما تمكن الأب من مغادرة المستشفى.وعلى الفور، ترددت أنباء عن أن الأسرة اقتنت ثلاث فطائر بيتزا من مطعم "كباب بيتزا سيتي" قبل إصابتهم بيومين، مما أثار موجة من الشائعات التي ترجح فرضية أن البيتزا كانت سبباً في تدهور حالتهم.في أعقاب تلك الأنباء، اتخذت السلطات قراراً بإغلاق المطعم بصورة مؤقتة. ومن ثم، تواصلت السلطات مع مالك المطعم مؤكدة أن نتائج التحقيقات الأولية لم تكشف عن أي إهمال أو مشكلة في الطعام، مبينة أنه يحق للمطعم مواصلة عمله كالمعتاد."لم نعد نبيع أي شيء"وفي حديثه للتلفزيون السويدي (SVT): قال حمزة حسين Hamza Hussein، مالك المطعم: "لم نعد نبيع أي شيء"، موضحاً أن المطعم كان يستقبل حوالي 250 زبوناً في اليوم خلال عطلات نهاية الأسبوع. ولكن، منذ الحادثة، لم يزر المطعم سوى عشرين زبوناً.كما وعبّر حسين عن استيائه من طريقة تعامل الشرطة مع الأمور، خصوصاً وأن المطعم يقع مقابل محطة الشرطة في المدينة، مشيراً إلى أن رجال الشرطة كانوا من أفضل زبائنه. يذكر أن الشرطة قررت، عقب استبعاد فرضية التسمم الغذائي، تعزيز جهودها ومواصلة التحقيقات للتوصل إلى الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تعرض الأسرة لهذه الحالة الغريبة.