شتاء سكونه يغيب منذ عامين وهو مهدد بالزوال image

سيبسة الحاج يوسف


null دقائق قراءة

أخر تحديث

شتاء سكونه يغيب منذ عامين وهو مهدد بالزوال

أخبار-السويد

Aa

شتاء سكونه

Foto: Ali Lorestani/TT

يواجه فصل الشتاء في مقاطعة سكونه Skåne السويدية مصيراً محتوماً بالزوال، حيث تشير التوقعات الأخيرة إلى إمكانية زوال موسم الشتاء بفعل الاحتباس الحراري، وهذا يعني اختفاء الثلوج والبرد القارس، ليحل محلها ظلام أطول وعواصف مطرية مكثفة وتزايد في درجات الحرارة، بالإضافة إلى تواجد الإوز بشكل كبير في المنطقة.

ووفقاً للإحصاءات التي قدمتها صحيفتا HD وSydsvenskan، يتضح بجلاء كيف يتلاشى الشتاء في سكونه. فالزيادة في درجات الحرارة، التي بلغت حوالي درجتين مئويتين خلال فصل الشتاء في مالمو Malmö، ولوند Lund، وسفيدالا Svedala، وفالستربو Falsterbo، وهلسنبوري Helsingborg، تقلل بشكل ملحوظ من فرص تساقط الثلوج ووصول الحرارة إلى ما دون الصفر.

فالشتاء يُعرف لدى المتنبئين الجويين في السويد بأنه الفترة التي تظل فيها درجة الحرارة المتوسطة صفر درجة مئوية أو أقل لمدة خمسة أيام متتالية. قبل ستين عاماً، خلال شتاء 1963/64، شهدت مدينة مالمو الشتاء لمدة 104 أيام. لكن خلال العامين الماضيين، لم تشهد مالمو أو هلسنبوري أي فصل شتاء على الإطلاق وفقاً لهذا المعيار، مما يشير إلى تجاوز الطبيعة لفصل كامل.

وهذا العام، وصل الشتاء إلى سكونه مبكراً في 25 نوفمبر/تشرين الثاني، مصحوباً بتساقط كثيف للثلوج، وأسبوع أبيض في ديسمبر/كانون الأول. ومع ذلك، قد يكون هذا هو آخر الشتاءات التي نشهدها في سكونه.

نهاية عصر التزلج في فالوسن

فعلى سبيل المثال، كانت "فالوسن Vallåsen"، وهي أشهر منحدرات التزلج جنوب السويد، تُعد ملاذاً شتوياً محبباً للعديد من العائلات والمدارس والمتزلجين على مدار ربع قرن، فكانت توفر التزلج في الشتاء وركوب الدراجات الجبلية في الصيف. لكن الآن أُغلق منتجع التزلج بشكل رسمي، وتحولت فالوسن إلى منتجع مخصص لركوب الدراجات الجبلية، مما فتح الباب أمام فرص جديدة للمالكين الجدد، الذين يمكنهم هذا العام فتح حديقة الدراجات لفترة قياسية.

يقول كريستيان جاكوبسون Kristian Jakobsson، أحد المالكين الجدد: "لا شك أن هناك رد فعل تجاه تحول فالوسن من وجهة التزلج التاريخية".

فالتغير المناخي يشهد تأثيرات متعددة الأبعاد في سكونه، تتمثل في:

  • ارتفاع درجات الحرارة على اليابسة أكثر من المناطق البحرية.
  • تسارع معدلات الاحتباس الحراري في السويد أكثر من المتوسط العالمي.
  • بلوغ ذروة الاحتباس في الشتاء.

يقول غوستاف ستراندبري Gustav Strandberg، خبير المناخ بهيئة الأرصاد الجوية السويدية (SMHI): "تُعد هذه الظاهرة أبرز دليل على التغيرات المناخية. نشهد تغيرات جوهرية في مناخ الشتاء، وهو تحول يحمل تأثيراً عاطفياً ملموساً".

الشتاء في سكونه سيكون أكثر دفئاً ورطوبة

ويؤكد ستراندبري أن الزيادة في الحرارة مستمرة ولا جدال في ذلك، مع التركيز الرئيسي على مدى الزيادة المتوقعة في درجات الحرارة، والتي تعتمد بشكل أساسي على حجم الانبعاثات الغازية في العالم.

في غرب منطقة سكونه، شهد متوسط درجات الحرارة خلال الشتاء ارتفاعاً بمقدار درجتين مئويتين. وتشير توقعات الأرصاد الجوية إلى أنه خلال الخمسين عاماً القادمة، قد ترتفع درجات الحرارة بمقدار إضافي يتراوح بين 2.5 إلى 3 درجات مئوية، شريطة أن تفي الدول بالتزاماتها في تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

نتيجة لذلك، ستشهد المنطقة انخفاضاً في عدد الأيام الباردة وتراجعاً في أيام تساقط الثلوج. وبحسب توقعات الأرصاد، من المتوقع أن يصبح تغطية الأرض بالثلوج أمراً نادراً في المستقبل.

شتاء سكونه بات قاتماً

أما ماركو روموكاينن Markku Rummukainen، أستاذ علوم المناخ في جامعة لوند والممثل السويدي في لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة (IPCC)، فيشير إلى أن تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري باتت أكثر وضوحاً وجلاءً في العقود الأخيرة. هذا التغير ليس ملحوظاً في الإحصائيات فحسب، بل أصبح ملموساً بالنسبة للأفراد أيضاً.

في الختام، يعبر روموكاينن عن تجربته الشخصية التي تتوافق مع تجارب الكثيرين، قائلاً: "لقد أصبح الشتاء أكثر قتامة. لا أتذكر إلا شتاءً واحداً مليئاً بالثلوج في سكونه خلال العشر أو الخمس عشرة سنة الماضية"، مضيفاً أن فصل الشتاء في السويد بشكل عام أصبح أكثر اعتدالاً.

شارك المقال

أخبار ذات صلة

لم يتم العثور على أي مقالات

المزيد

ستوكهولم
مالمو
يوتوبوري
اوبسالا
لوند
لم يتم العثور على أي مقالات