تشهد صناعة السيارات في السويد أزمة جديدة، مع إعلان شركة "غودتك سولوشنز" (Goodtech Solutions) ومقرها كارلستاد، إفلاسها رسميًا، وفقًا لما أكدته محكمة فارملاند الابتدائية. الشركة، التي تعمل كمورد فرعي في مجالات الأتمتة والتقنيات الروبوتية، ضمّت حتى وقت قريب 36 موظفًا. وتشير أحدث البيانات المالية المتاحة إلى أن الشركة سجّلت إيرادات سنوية بلغت قرابة 70 مليون كرونة سويدية، في حين بلغت أصولها المُسجّلة نحو 31 مليون كرونة. ويأتي هذا الإفلاس في وقت صعب تمر به شركات صناعة السيارات، سواء الكبرى منها أو الصغيرة، في ظل ضغوط اقتصادية متزايدة. فقد اضطرت العديد من الشركات خلال السنوات الأخيرة إلى خفض التكاليف وتأجيل الاستثمارات، بينما لم يتمكّن عدد كبير منها من الصمود، ما أدى إلى موجة من الإفلاسات في القطاع. استحواذ لم يدم طويلاً قبل نحو شهر فقط، كانت شركة الاستثمار "لازاروس" قد أعلنت عن استحواذها على "غودتك سولوشنز"، في خطوة وُصفت حينها بأنها تهدف إلى دمج القوة المالية مع الخبرة التشغيلية لتطوير الشركة على المدى الطويل. وقال حينها باسكال كيك، الشريك في "لازاروس": «نرغب في الجمع بين القوة المالية والخبرة التشغيلية لمواصلة تطوير الشركة بالشراكة مع موظفيها». وأضاف: «تتمتع الشركة بخبرة وكفاءة كبيرتين، ما يشكل أساساً لتحقيق النمو والربحية». لكن هذا الاستحواذ لم يدم طويلاً، إذ لم تمضِ سوى أسابيع معدودة حتى انهارت الشركة وأعلنت إفلاسها، ما يثير التساؤلات حول مصير الأصول والموظفين العاملين فيها، وهي مسائل لم تتضح بعد. أزمة أوروبية متواصلة ولا تقتصر الأزمة على السويد، إذ تواجه صناعة السيارات في عموم أوروبا ضغوطاً شديدة، لا سيما في ألمانيا حيث أعلنت عدة شركات توريد مؤخراً إفلاسها. ويُعزى هذا الوضع إلى ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم، فضلاً عن حالة عدم اليقين في الأسواق، ما أضعف القدرة الشرائية وقلل من حجم الاستثمارات. وفي السويد، لا تزال التوقعات الاقتصادية تشير إلى استمرار الضغوط، إذ أعلنت "ريكسبنك" – البنك المركزي السويدي – أنها لا تعتزم خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، نتيجة استمرار حالة عدم اليقين المتعلقة بمستوى التضخم والسياسات الجمركية.