بينما كانت الطلقات النارية تدوي في ممرات مدرسة ريسبيرسكا في أوربرو، كان الطلاب والمعلمون يحاولون الاختباء بأي وسيلة متاحة. لجأ بعضهم إلى تكديس الطاولات والمقاعد خلف الأبواب، بينما تجمد آخرون من الخوف بحسب ما أفاد بعض الطلاب لصحيفة أكسبريسن. "كان حمام دم هناك" ماريا لاهدو، 20 عامًا، لا تزال تحاول استيعاب ما حدث. وقفت مساء الخميس بالقرب من موقع الجريمة، تراقب بحرًا من الشموع المضيئة خلف الحواجز الأمنية، مستذكرة اللحظات القاتلة داخل المدرسة. تقول ماريا، التي بدأت دراستها في المدرسة قبل بضعة أسابيع فقط: "لم أكن أتصور أن أعيش هذا المشهد. كان حمام دم حقيقي داخل المبنى". استعرضت ماريا مقطع فيديو على هاتفها، يظهر لحظات الرعب داخل الفصل الدراسي، حيث كان الطلاب يختبئون بينما كانت طلقات الرصاص تتوالى خارج الباب. وتتابع قائلة: "عدم اليقين كان الجزء الأصعب.. كنا نحاول طمأنة بعضنا البعض، ونتحدث عبر الهاتف مع عائلاتنا القلقة". "تجمد من الصدمة.. سحبته إلى الداخل وأغلقت الباب" بينما كانت أصوات الرصاص تتزايد، أدرك الطلاب داخل الفصل أنهم في خطر. أحد زملائها أصيب بشلل من الصدمة عند باب الفصل، لكنها سارعت إلى سحبه إلى الداخل وأغلقت الباب بسرعة. "كان علينا التحرك بسرعة.. كنا جميعًا في حالة من الذعر". وبينما حاولوا إغلاق النوافذ والستائر، استخدمت ماريا معطفها لحجب الرؤية من نافذة الباب. جلس الجميع على الأرض، في انتظار المجهول. وتتابع: "سمعنا أحدهم يحاول فتح باب الفصل، كان يحاول الدخول. كان هناك طلاب يعانون من نوبات هلع.. الوضع كان مرعبًا". الخروج إلى المجهول بعد ساعات من الخوف، اقتحمت وحدة التدخل السريع الفصل، وحذرتهم من المشهد الذي ينتظرهم بالخارج. "قالوا لنا: لا تلمسوا أي شيء، ولا تنظروا حولكم كثيرًا". لكن التحذيرات لم تكن كافية. مع خروجها إلى الممر، أدركت ماريا مدى الدمار الذي خلفه الهجوم. "كان هناك دماء في كل مكان.. لم أستوعب الأمر حتى رأيت ذلك بعيني. كانت هناك آثار سحب جثث على الأرض، وكنا نطأ على بقع الدم ونحن نركض للخارج". "كانوا سيبدأون حياة جديدة.. لكنها انتهت برصاصة" بالنسبة لماريا، لم يكن هذا مجرد هجوم عشوائي. كان لها ارتباط شخصي بأحد الضحايا، وهو سليم اسكيف، 28 عامًا، الذي كان خطيب ابنة عمتها. "كانا يخططان للزواج، اشتريا منزلًا جديدًا.. والآن كل شيء انتهى". "عليّ مواجهة الأمر" ميراسي سانشيز، 44 عامًا، كانت داخل أحد الفصول الدراسية عندما بدأ إطلاق النار. مساء الخميس، عادت إلى موقع الحادث لأول مرة، محاولة مواجهة الذكريات الأليمة. تقول: "أحتاج إلى مواجهة هذا الواقع". كانت ميراسي في فصلها عندما سمعت الطلقات الأولى، وظنت في البداية أنها انفجار كمبيوتر أو ماس كهربائي. لكن عندما فتحت الباب، سحبها معلمها بسرعة إلى الداخل، وأغلق الباب خلفها. "قمنا بتكديس الطاولات الخفيفة فوق بعضها البعض.. لم تكن فعالة، لكنها كانت الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله". "كان يصرخ بشيء ما.. لم أستطع تمييزه" مع استمرار الفوضى، استلقت ميراسي على الأرض، تحاول استيعاب ما يحدث. سمعت أصوات خطوات تتحرك في الممر، لكنها لم تستطع رؤية أي شيء. تقول: "الشيء الأكثر رعبًا كان صوته.. كان يصرخ بشيء، لكن مع الضوضاء لم أستطع سماعه بوضوح. أعتقد أنه كان يقول 'اخرجوا، اخرجوا'". لم يصب أحد من طلاب فصلها بأذى، لكنها اليوم تتساءل: "كيف سأشعر بالأمان مرة أخرى؟". "ركضنا دون أن ننظر للخلف" سعيدة حسن، 21 عامًا، كانت تجلس في قاعة الطعام عندما سمعت أولى الطلقات. لم تدرك ما كان يحدث، لكنها لاحظت أن الأصوات غريبة، كما لو أن أحدهم يضرب الطاولات بقوة. لكن عندما بدأ الناس يركضون ويصرخون، أدركت أن عليها الفرار. تتذكر كيف اقتربت منها امرأة، وأشارت بصمت نحو مخرج الطوارئ. "لم تقل شيئًا، لكنها كانت تحاول ألا يسمعنا المسلح". خرجت مع مجموعة من الطلاب، وركضت دون أن تنظر إلى الخلف. "لن أشعر بالأمان مرة أخرى" بعد الهجوم، لم تتمكن سعيدة من مغادرة منزلها طوال اليوم الأول. عندما عادت إلى مكان الحادث مساء الخميس، غمرتها الدموع وهي تحكي تجربتها. تقول بصوت متردد: "لا أعرف كيف سأشعر بالأمان مرة أخرى. أريد إنهاء دراستي، لكن لا أعلم إن كنت أستطيع العودة إلى تلك المدرسة مجددًا". ثم تختتم حديثها برسالة إلى السلطات: "أماننا الآن بين أيدي السياسيين. إذا لم يتم فعل شيء، فسيتكرر هذا المشهد مرة أخرى".