كشفت صور التقطتها شركة "ماكسار"، واطلعت عليها قناة SVT السويدية، عن نشاط متزايد في إحدى القواعد العسكرية الروسية في سوريا، حيث تبدو الطائرات جاهزة للتحميل والإقلاع. وبحسب صحيفة "فاينانشال تايمز"، تشير الصور إلى احتمال بدء روسيا سحب قواتها من سوريا. نشاط غير معتاد في قاعدة حميميم تُظهر الصور التي التُقطت يوم الجمعة من قاعدة حميميم الجوية شمال غرب سوريا، وجود طائرتين للنقل العسكري متوقفتين على مدرج الإقلاع، مع استعدادات واضحة لتحميل المعدات. كما تظهر طائرة هليكوبتر هجومية مفككة، يُرجح أنها معدّة للنقل. تشير التقارير إلى أنه قبل بضعة أيام فقط، لم يكن هناك أي نشاط ملحوظ في القاعدة. بالإضافة إلى ذلك، أفادت "ماكسار" بأن بعض وحدات الدفاع الجوي الروسية تبدو في طريقها للمغادرة. انسحاب محتمل بعد سقوط النظام تعتبر قاعدة حميميم، التي استخدمتها روسيا منذ عام 2015، جزءاً من دعمها العسكري للنظام السوري، حيث عملت مع إيران لدعم نظام الأسد الذي سقط مؤخراً عقب هجوم خاطف شنّته قوات معارضة مدعومة من جماعات جهادية. ووفقاً لـ"فاينانشال تايمز"، فإن هذه الصور قد تكون مؤشراً على أن روسيا بدأت في سحب جزء من قواتها من سوريا، وذلك بعد أيام فقط من سقوط النظام. نقل جوي بدل النقل البحري يُعتقد أن لجوء روسيا إلى النقل الجوي بدلاً من النقل البحري يعود إلى إغلاق مضيق البوسفور أمام السفن العسكرية، مما يجعل من المستحيل استخدام الطرق البحرية لنقل المعدات إلى قواعدها البحرية قرب أوكرانيا. مئات الرحلات الجوية مطلوبة بحسب الخبيرة العسكرية دارا ماسيكوت، فإن عملية الإجلاء قد تتطلب مئات الرحلات الجوية. وأوضحت عبر منصة "إكس" أنه عندما نشرت روسيا قواتها في سوريا عام 2015، نفذت نحو 300 رحلة جوية خلال أسبوعين. وأشارت يوم الجمعة إلى أن "عملية الانسحاب تتسارع"، لكنها أكدت أنه من غير الواضح ما إذا كان الانسحاب سيشمل جميع القوات الروسية أو جزءاً منها فقط. نشاط في قاعدة طرطوس البحرية وفي سياق متصل، أفادت قناة SVT قبل أيام عن مغادرة غواصة وسفينتين دعم روسيتين قاعدة طرطوس البحرية في سوريا. وتُعد قاعدتا حميميم وطرطوس الوجود العسكري الوحيد لروسيا في الشرق الأوسط، إلا أن مستقبلهما بات غامضاً بعد سقوط نظام الأسد.