"أشعر بالاشمئزاز والعار" هكذا وصفت ضحية الاغتصاب الجماعي "آنا" نفسها بعد تلك الحادثة الأليمة التي غيرت لها مجرى حياتها بالكامل، وفقاً لتقرير صحيفة افتونبلاديت السويدية.فهذه الشابة التي تبلغ من العمر 20 عاماً وتنحدر من مقاطعة سكونه Skåne السويدية، كانت تحب التسوق والرياضة والتسكع مع الأصدقاء والدراسة ومقبلة على الحياة كأي فتاة أخرى من عمرها. لكن ما حدث يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 2022 قلب حياتها رأساً على عقب.اثنان من المشتبه بهم قبل الاعتداء مباشرة. FOTO: POLISENفي إحدى الأمسيات، قررت آنا (اسم مستعار) الذهاب في نزهة مسائية في مدينة مالمو Malmö كعادتها، في المكان الذي لطالما شعرت فيه بالأمان، لكن عندما كانت تسير من محطة Triangeln في مالمو باتجاه ساحة Gustav Adolfs torg، اقترب منها شابان يسألونها عن اسمها وعمرها. في تلك اللحظة، شعرت آنا بالخوف قليلاً وأرادت المضي قدماً، لينضم إليهم فجأة ثلاثة شبان آخرين وهنا شعرت آنا بأنها محاصرة تماماً.قام اثنان من المراهقين المتهمين بالاغتصاب بشراء وجبات سريعة قبل مقابلة الضحية. FOTO: POLISENوتقول آنا إن المراهقين الخمسة، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 عاماً، كانوا يتحدثون باللغة السويدية معها لكن فيما بينهم كانوا يتحدثون بالعربية. لذلك لم تفهم آنا ما يريدون أو ما يقولونه لبعضهم البعض.وفي حوالي الساعة 11 مساء، وصل الشبان ومعهم آنا إلى حديقة Kungsparken في مالمو، لكن آنا لم تكن تعرف ما الذي ينتظرها في ذلك الحين، حيث بدأ الشبان بضربها واغتصابها واحد تلو الآخر.وبمحض الصدفة، لاحظت إحدى دوريات الشرطة الروتينية حركة غريبة في الحديقة، ليتجه رجال الدورية إلى هناك ويتم إنقاذ آنا من بين أيدي خمسة ذئاب بشرية لا تعرف الرحمة.ثلاثة من المراهقين المدانين قبل أن يقابلوا آنا FOTO: POLISENفي المحاكمة، قالت آنا إنها لم تجرؤ على طلب المساعدة من المارة، لأنها كانت خائفة. لكنها بعد ذلك شعرت بالكثير من الذنب لأنها لم تتصرف بطريقة مختلفة، مضيفة أنها في تلك اللحظات توقفت عن التفكير تماماً.فور إلقاء القبض على الشبان الخمسة، تم تأمين أيديهم باستخدام أكياس ورقية حتى لا تتلف أي آثار للحمض النووي. FOTO: POLISENووصفت شعورها قائلة: "أحياناً اشعر أنني أريد أن أموت. ربما لا يجب أن أقول ذلك، لكن هذا ما يحدث. إنني أفضل الموت على تحمل هذا الألم. فأسوأ ما شعرت به في تلك الليلة المشؤومة هو الذل النفسي والعجز والاشمئزاز، كما أنني لا أعرف كيف سيبدو مستقبلي".تعيش آنا الآن في مكان منعزل بعيداً عن الجميع، لكنها لا تزال تعاني من ذكريات الماضي، لأنها بين الحين والآخر كان عليها أن تكرر تفاصيل ما مرت به في جلستين في المحكمة والعديد من المقابلات مع الشرطة.ساحة اللعب في حديقة Kungsparken في مالمو حيث أوقفت الشرطة عملية الاغتصاب. FOTO: TTومع ذلك، لا تريد آنا التفكير في الأمر بعد الآن، حيث قالت: "ليس لدي أي شيء أريد أن أقوله لأولئك المجرمين. إنهم لا يستحقون وقتي ولا طاقتي. لكن إذا كان هناك شيء أريد أن أقوله هو أنني تحملت العملية القانونية برمتها لأنني لا أريد أن يحدث ذلك للفتيات الأخريات. ومع ذلك كنت محظوظة لأن لديّ محامٍ رائع ولديّ أحباء دعموني وساعدوني للمضي قدماً. أشعر بالاستسلام الآن. لكن آمل أن أتمكن في يوماً من الأيام أن أحول كل هذه السلبية إلى شيء إيجابي".أما بالنسبة للجناة، فحُكم على الشاب البالغ من العمر 18 عاماً بالسجن لمدة خمس سنوات، فيما سيتم إرسال الشاب الذي يبلغ من العمر 16 عاماً واثنان يبلغان من العمر 17 عاماً إلى دور رعاية الشباب لمدة عام وعشرة أشهر، أما الشاب البالغ من 15 عاماً فسيكون تحت الإشراف لمدة عام واحد، مع دفع تعويض يتراوح قدره 300 ألف كرونة سويدية.