عانى طارق دراوي Tarek Dirawi من اضطراب ثنائي القطب لفترة طويلة، لكنه لم يكتشف إصابته به إلا بعد خسارته وظيفته في البنك، والكثير من أمواله، إضافة لعائلته وأصدقائه. ويعزو طارق جزءًا من تدهور حياته الشخصية إلى خلفيته العربية، حيث كان من الصعب دائماً على الرجال في عائلته التحدث عن مشاعرهم أو مشاكلهم. وذكر طارق أنه حتى في بداية حياته، كان يشعر بعدم الارتياح أحياناً، لكنه اعتقد أنه أمر طبيعيي وأنه لا يمكن للرجال إظهار ضعفهم. ولهذا كان يفكر بسرعة ويخرج بالحلول لجميع المشاكل التي تواجهه.في تلك الفترة، بدأت الأموال بالتدفق لحياته، وكانت حياة طارق جيدة. ولكن كان يصعب على الأشخاص من حوله التعامل معه بسبب عدوانيته. ففي العمل، كان يذهب ويعود كما شاء، ولم يكن هناك من يملي عليه ما يجب القيام به. لم يشعر طارق بأعراض اضطراب ثنائي القطب الحقيقية حتى بداية عام 2019 عندما تفاقمت حالته ودخل في حالة من الهوس، فقد خلالها القدرة على التفكير في المخاطر والعواقب، إلى جانب فقدانه أمواله، وعدم تحمل أصدقائه وزوجته وأطفاله لوضعه. شعر حينها بانعدام جدوى الأشياء حوله، لكن تفكيره في أبنائه منعه من اتخاذ خطوات متهورة، إلى أن قرر في النهاية أن يبحث عن المساعدة. وبالرغم من شعوره بالخجل من زيارة الطبيب النفسي، إلا أنه اتخذ هذه الخطوة المهمة نحو التعافي واستعادة تقدير الذات. في نفس الوقت، استمر طارق في الكتابة ومعالجة مشكلته، وتحولت كتاباته إلى كتاب قرأه أفراد عائلته. ويشير طارق إلى أن الأشخاص الذين تسببوا في معاناته أصبحوا متفهمين جداً وقدموا له يد المساعدة، بدلاً من لومه. الأمر الذي خفف عنه عبئاً كبيراً نتيجة شعوره بالعار. تجدر الإشارة إلى أن طارق يسعى اليوم لاستعادة حياته. ويعتقد أن الطعام من مختلف أنحاء العالم يمكن أن يساعد الآخرين على التحسن. ومن الجدير بالذكر أن مكتب التدريب المهني قدم له مؤخراً مساعدة لبدء شركته لتوصيل الطعام ،Excellent delivery، التي يراها طارق طريقة لمكافحة الأمراض النفسية أكثر منها فكرة تجارية. فهو يعتقد أن تناول الطعام مع الأشخاص يساهم في مكافحة الوحدة. ومن الجدير بالذكر أن الشركة تربط بين مطاعم مالمو التي تقدم أطعمة من مناطق مختلفة. وبالنسبة لحياته العائلية، يشعر طارق دراوي بمزيد من الانفتاح هذه الأيام. ويذكر أنه أصبح من الأسهل على أفراد عائلته التحدث عن مشاعرهم. مشيراً بأنّ والده حتى بدأ القيام بذلك أيضاً.