تُستخدم مياه البحر في غرف العمليات، ويصل الأطفال إلى المستشفى بأطرافٍ مبتورة، ويعمل الأطباء على مدار الساعة. الطبيب السويدي المتخصص في الجراحة التجميلية، محب رشيد، يشهد على المعاناة الشديدة في المستشفى الأوروبي بخان يونس في غزة.يقول رشيد: «ما شهدته هناك صعب وصفه بالكلمات، الوضع كارثي من جميع الجهات». عاد محب رشيد عاد مؤخراً من غزة حيث عمل، بالاشتراك مع مجموعة دولية من الأطباء، في المستشفى الأوروبي في خان يونس جنوب غزة. وهو طبيب يعمل عادة في مستشفى نوردلاند، ويقيم في يوتوبوري عندما لا يكون في العمل.يؤكد رشيد: «الوضع كارثي من حيث عدد المرضى ومدى خطورة إصابات كل فرد».المستشفى الأوروبي في غزة هو أكبر مستشفى ما زال يعمل في القطاع. يصف محب أن غالبية المرضى هم من الأطفال الذين فقدوا غالباً أطرافهم في القصف. أما «الإصابة الأكثر شيوعاً هي البتر الناجم عن الصدمات، ولدينا دائماً إصابات أخرى شديدة».Foto: AP/TTويذكر أيضاً أن العديد من الإصابات ناتجة عن موجات الانفجار، مما يعني حروقاً شديدة أو أضراراً جسيمة للأعضاء.المستشفى يعالج المرضى المصابين جراء الحرب فقطيؤكد رشيد أن المرضى العاديون الذين يحتاجون إلى رعاية من أمراض مثل مشاكل القلب أو الفشل الكلوي لا يصلون إلى المستشفى أبداً، بل إن هؤلاء الأشخاص يموتون.Foto: AP/TTاستخدام مياه البحر في العملياتالأطباء في المستشفى لا يملكون صابوناً لغسل الأيدي، ويستخدمون ماء البحر مباشرة في غرف العمليات: «المستشفيات تفتقر إلى المياه، الأدوية، الأدوات، القفازات وكل شيء آخر. النظافة ليست سهلة لكننا نعمل رغم كل شيء».كما لم يتلق الطاقم الطبي الفلسطيني رواتبهم منذ شهر أكتوبر 2023. ووفقاً لرشيد فإنهم «يعملون مجاناً، على مدار الساعة، ويعيشون مع عائلاتهم في المستشفى. معظمهم فقد جزءاً من أو كل عائلته في الحرب لكنهم يواصلون العمل».Foto: AP/TTالخبرة في مواجهة الأزماتكجراح تجميل، اعتاد محب على العمليات المعقدة. لكن ما شهده في المستشفى بخان يونس يتجاوز كل تصور كان لديه: «أنا مطلع جيداً على جميع الكتب المدرسية في جراحة الصدمات، لم أر قط شيئاً مشابهاً، هذا النوع من الإصابات غير قابل للوصف بالكلمات.