تعرّض الطفل دلفان، البالغ من العمر 12 عاماً، لمحاولة سطو أثناء بيعه لزهور شهر مايو الخيرية في مدينة أوسكارشامن، جنوب السويد. وقد أثارت الحادثة ردود فعل واسعة، ووصلت إلى مكتب رئيس الوزراء الذي عبّر عن غضبه قائلاً: «هذا يجعلني غاضباً جداً». وقع الحادث عندما كان دلفان في طريقه إلى المنزل برفقة شقيقه الأصغر، بعد يوم من بيع الزهور، حين اقترب منه ثلاثة فتيان على متن دراجة كهربائية وطلبوا شراء زهرة. دلفان شعر بالريبة، لكن أحدهم ادعى أنه يود شراء الزهرة لشخص آخر، ففتح حقيبته. ثم طُلب منه فتح الجيب المخصص للنقود، لكنه رفض، ليُشهر أحد الفتيان سكيناً في وجهه. قال دلفان: «سألني إن كان عليه استخدام السكين، فأجبته: استخدمها. لم أكن خائفاً». وأضاف أنه مارس رياضة الملاكمة، وقد يكون ذلك السبب في قوته الجسدية. وبعد أن غادر الفتيان، عادوا مسرعين محاولين انتزاع حقيبة الزهور، لكن دلفان قاوم بقوة ونجح في الاحتفاظ بها. ورغم أن الشرطة أفادت في البداية بأن الفاعلين استولوا على نقود أو زهور، أكد دلفان أنه لم يفقد شيئاً. بلاغ ومطاردة عقب الحادث، توجه دلفان ووالده بسيارتهما إلى أحد الأماكن التي اشتبه دلفان بوجود الفاعلين فيها، وعند رصده لهم في الميناء، أبلغا الشرطة. حضرت دوريتان شرطيتان وتم توقيف المشتبه بهم، حيث عثرت الشرطة على سكين في جيب أحدهم، بينما وُجد سلاح الجريمة المفترض على الأرض. وبحسب الشرطة، فإن الفتيان المتورطين لا تتجاوز أعمارهم السن القانونية للمساءلة الجنائية، لذا تم تسليمهم إلى دائرة الشؤون الاجتماعية. رغم ما حدث، عاد دلفان في اليوم التالي إلى بيع الزهور، حيث قال: «باع الكثيرون مني اليوم». وعلّق قائلاً: «قرأت على وسائل التواصل أن طفلاً تعرض للسرقة الأسبوع الماضي أثناء بيعه، ولم أرد أن يُقال إن ذلك حدث لي أيضاً». أما والده، ميفان، فقد أكد أنه شعر بالخوف نتيجة التهديد بسلاح أبيض، مشيراً إلى أن دلفان بات يترك النقود في المنزل. قلق متزايد من الشرطة تعد هذه الحادثة الثانية خلال فترة قصيرة التي يُستهدف فيها أطفال يبيعون زهور مايو. وقد أعربت الشرطة عن قلقها إزاء هذه الحوادث، في ظل ما تشهده مدينة أوسكارشامن من مشاكل في الفترة الأخيرة. من جانبه، أعرب رئيس الوزراء أولف كريسترسون عن غضبه من الحادثة، وكتب عبر فيسبوك وإنستغرام أنها «تثير غضباً شديداً». زهرة «Majblomman زهرة مايو» هي حملة سنوية ينظمها أطفال المدارس في السويد لجمع التبرعات لدعم الأطفال من العائلات ذات الدخل المحدود. تصمم الزهرة سنوياً من قِبل الأطفال وتُباع كرمز للتضامن والمساواة. تأسست الحملة عام 1907 وتُعد الملكة سيلفيا راعيتها الرسمية.