أخبار السويد

طلبات الجنسية تغرق مصلحة الهجرة السويدية والخوف من تشديد الشروط بارز..

طلبات الجنسية تغرق مصلحة الهجرة السويدية والخوف من تشديد الشروط بارز.. image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

 مصلحة الهجرة السويدية

مصلحة الهجرة السويدية مضغوطة والناس غاضبون

طلبات الحصول على الجنسية تغرق مصلحة الهجرة السويدية، وذلك رغم أنّ مصلحة الهجرة السويدية قد منحت أكثر من ربع مليون جنسية على مدى ثلاثة أعوام. الناس غاضبة، ومهما ضاعفت المصلحة من جهودها وعدد موظفيها لا يبدو أنّ الأمور تصبح أسهل، فالطلبات قد ازدادت عن المتوقع، والسبب لا يزال غير مؤكد.

إحصاءات مصلحة الهجرة السويدية

تقول الإحصاءات الرسمية لمصلحة الهجرة أنّهم تلقوا في عام 2022 بين يناير وديسمبر العام الماضي 87,890 طلب للحصول على الجنسية، وفي ديسمبر وحده تلقوا 6,850 طلب. ومن هذه الطلبات تمّ منح 77,293 شخص الجنسية السويدية، وفي ديسمبر كان الرقم 5,746 موافقة.

لكن بالرغم من إجابة معظم الطلبات والعمل على حلّ أكثر من 100 ألف طلب، لا يزال هناك 95,278 طلب مفتوحين دون إصدار قرار.

كانت الحصّة الأكبر من طلبات الهجرة في شهر واحد هو نوفمبر 2022 مقدمة من أشخاص ذوي أصل سوري، بواقع 1615 طلب، لتحتلّ طلبات القادمين من إريتريا المرتبة الثانية بواقع 755 طلب، يليهم الأفغان بـ 482 طلب.

أكبر من توقعات مصلحة الهجرة السويدية

وفقاً لما قاله مدير قسم مصلحة الهجرة في نورشوبينغ لصحيفة DN الناطقة بالسويدية، فرغم قيام 200 موظف بالعمل لتولي دراسة طلبات الجنسية، فالطوابير تتزايد ومعها يصبح وقت الانتظار أطول. يقول المدير بأنّهم ضاعفوا عدد الطاقم العامل أربع مرات، لكن رغم ذلك فالأمور لا تصبح أسهل، ويبقى الناس غاضبين، ويتفهم المدير ذلك.

في الحقيقة وعند الرجوع إلى توقعات مصلحة الهجرة السويدية السنوية، فقد تلقت عدد طلبات جنسية أكبر من المتوقع بـ 15 ألف طلب. الأمر الذي بدأت التكهنات لفهمه.

ما السبب؟

لديه طفلان ولدا في السويد واحد بجنسية والآخر لا

رغم أنّ أيّ نتيجة سنخرج بها لفهم سبب ازدياد الطلبات ستكون تخمينيّة، إلّا أنّ الغالبية العظمى ممّن تحدثت معهم عن الأمر خائفون من وصول الحكومة اليمينية وفرض شروط أشدّ للحصول على الجنسية.

سليمان الشاعر (اسم مستعار) سوري الأصل جاء إلى السويد في 2015 مع زوجته ومرّ بمراحل اللجوء مثل أيّ لاجئ آخر. حصل سليمان على عمل ولديه عقد (فاست)، وتقدّم لتغيير إقامته إلى دائمة ولكن دون نجاح، ناهيك عن أنّ إقامته المؤقتة لم يتمّ تجديدها ومنتهية منذ أكثر من 11 شهر.

ربّما الأمر الذي يدعو للسخرية أنّ سليمان قد أنجب طفلين في السويد، صبيّ وفتاة. حصلت الفتاة على الجنسية السويدية، بينما لم يحصل الصبي إلّا على إقامة مؤقتة. كان السبب كما يقول سليمان طلب المحققة في مصلحة الهجرة «إثبات هوية الطفل بوثيقة رسمية سورية»، الأمر الذي استهجنه بشكل شديد. يقول: «ولد الطفلان في السويد فكيف يتم فرض طلبات مختلفة عليهما؟ أنا لم أسجّل الطفلين لا في سورية ولا في السفارة وليس لهم علاقة بسورية فكيف يطلبون منّي إثبات شخصيّة سوري؟».

سألت سليمان إن كان يخشى تشديد شروط الجنسية، وأن يؤثر ذلك على قدرته على التقدّم، أو حتّى حصول ابنه عليها، فأجاب: «واضح أنّهم كانوا يماطلون في دراسة الطلبات بانتظار هذا التشديد، لهذا نعم أخاف، وأكثر ما أخافه أن اضطرّ للابتعاد عن عائلتي إذا ما خرجت قوانين غير محسوبة.. لو عرفتُ أنّ هذا سيحصل لما جئنا إلى السويد فالذين يعيشون في دول أخرى لم يعانوا مثلنا».

أذكر لقائي مع رائد الذي كان لديه وجهة النظر ذاتها، ولكن قصته جرت بالعكس، حيث درسوا طلبه بسرعة قياسية غير معهودة من مصلحة الهجرة السويدية له دراسة الطلب فانتهى به المطاف برفض الإقامة الدائمة. كان رائد منزعجاً لأنّه يخشى أن تتغيّر الشروط وتتشدد، ويصبح بعد عامين غير قادر على الحصول على الجنسية السويدية.

أثناء قراءة تصريح صحفي لمسؤولة في مصلحة الهجرة، كانت نفسها مهاجرة ثمّ أصبحت مواطنة كما ذكرت الصحيفة التي نقلت التصريح، شعرتُ بأنّ هناك هوّة بين فهم المهاجرين للتشديد الحكومي، وفهم بعض الآخرين. فوفقاً للمسؤولة فإنّ التشديد الحكومي جيّد ويعطي أهمية للجنسية تجاوز كونها «وثيقة سفر»، حيث قالت: «هذا رأي شخصي، ولكن نعم أعتقد بأنّ ذلك جيّد للاندماج».

لا أعرف مدى تأثير هذا الرأي الشخصي على دراسة القرارات، ولكن بالتأكيد أغلب المهاجرين الذين التقيتهم لا ينظرون إلى تشديد الحكومة لشروط الجنسية بالنظرة ذاتها التي تراها المسؤولة في مصلحة الهجرة السويدية.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©