"أكتر" السويد بالعربي... وصل الطبيب السويدي المسلم من أصل سوداني إلى المستشفى في ٢٠١٧ وهو بحالة إغماء. تمّ حمله إلى غرفة الإسعاف، وكُان ممرّض الإسعاف قد كتب في التقرير: «يدّعي الإغماء» وربّما يعاني من «إغماء ثقافي». من هنا بدأت رحلة التمييز ضده وضدّ زوجته، التي انتهت اليوم بحصولهم على التعويض.وجدت محكمة المقاطعة بأنّ التدهور في حالة الرجل كان مرتبطاً بعرقه ودينه – حيث كان هو وزوجته داكني البشرة ومسلمين. وقد توفي الرجل – الذي كان هو نفسه طبيباً وزوجته تعمل في مجال الرعاية الصحية – متأثراً بجراحه.على الرغم من حكم محكمة المقاطعة بإدانة المستشفى، فقد قرر أمين المظالم لشكاوى التمييز DO استئناف القرار أمام محكمة المقاطعة مطالباً بزيادة مبلغ التعويض لعائلة الطبيب المتوفى. كانت محكمة المقاطعة قد حكمت بمبلغ ٨٠ ألف كرون عن الرجل، و٣٠ ألف كرون لأرملته، وهو الأمر الذي اعتبره أمين المظالم: «استخفافاً بخطورة التمييز الذي حدث»، وطالب بتعويض قدره ٣٠٠ ألف كرون.تسويةاختارت مقاطعة فاسترا غوتلاند دفع كامل المبلغ المطلوب، وبالتالي سيقوم أمين المظالم بسحب الاستئناف. أمّا بخصوص بقيّة ما ورد في حكم محكمة المقاطعة، فقد نصّت اتفاقية التسوية على الإبقاء عليه دون تغيير.يقول لارس أرينيوس، أمين المظالم لشكاوى التمييز، بأنّ لهذه القضية أهمية كبيرة للغاية لأنّ الحكم يثبت وجود مسألة تمييز، ويُظهر الخطر الذي ينطوي عليه التمييز في الرعاية الصحية للفرد. وأنّ مبلغ التعويض المرتفع إشارة واضحة على مدى خطورة هذا الحادث.بينما ترى رئيسة محامي المقاطعة لينا كولسمير بأنّ جميع الأطراف راضية عن عدم الاضطرار لتكرار عملية مكلفة للغاية في محكمة الاستئناف. وبأنّ حكم المقاطعة يقول بأنّ هناك تمييز بالتأكيد، لكنّ التمييز لم يقد إلى ضرر كان بالإمكان تجنبه لولا وجود التمييز.كما توافق كولسمير على أنّ سبب دفع المبلغ الكبير هو لضمان عدم حدوث تمييز ضدّ أحد في المستقبل.