عندما نقرأ للمرة الأولى قصة السوري حسن القنطار، تستحضر مخيلتنا فيلم The Terminal للممثل الأمريكي الشهير "توم هانكس"، إلا أن بطل حكايتنا هو شخص من أرض الواقع عاش سبعة أشهر في مطار قبل أن تمنحه السلطات الكندية "طوق النجاة".في عام 2018، وجد اللاجئ السوري "حسن القنطار" نفسه وحيداً وعالقاً في مطار ماليزي لسبعة أشهر متواصلة دون أن يتمكن من المغادرة خوفاً على حياته. حيث ذهب إلى ماليزيا من الإمارات، حيث كان يعمل ويقيم حتى عام 2011، لكن تم تسريحه وطرده من البلاد بعد انتهاء مدة إقامته.نتيجةً لذلك، وجد القنطار نفسه غير قادر على العودة لبلاده، لذا اختار الذهاب إلى واحدة من الدول القليلة التي تسمح للسوريين بدخولها دون تأشيرة، لمدة 90 يوماً.وبعد مضي تلك المدة، حاول الذهاب إلى الإكوادور وكمبوديا، لكنه فشل، كما صادر المسؤولون في كمبوديا جواز سفره، وأعادوه إلى ماليزيا، ليبقى في المطار عالقاً، لأنه لم تكن لأي دولة أن تسمح له بالدخول دون جواز سفر.استمرت معاناة حسن أكثر من 7 شهور، وهو عالق في مطار كوالالمبور الدولي، كما وفقاً للـ بي بي سي، قضى القناطر شهرين في معتقل للاجئين في ماليزيا، حيث قال إنه قد خضع للاستجواب مئات المرات.قام حسن بتوثيق قصته ومعاناته، ليشرح حاله وحال الملايين ممن تأثروا بالأزمة واضطروا على إثرها للّجوء إلى دول أخرى. هذه المقاطع التي نشرها، جعلته شهيراً على المستوى العالمي، وجذبت انتباه الكثيرين ممن تقدموا لمساعدته.وبفضل المنصات على الفيس بوك ووسائل الإعلام المختلفة وصلت قصته الى المنظمات الانسانية داخل كندا. كما قدم مجموعة من المتطوعين الكنديين طلب رعاية لاجئ إلى كندا نيابةً عن القنطار في 25 أبريل/ نيسان 2018. والتي بدورها، قبلت طلبه ووصله الى كندا في عام 2018.كما وافقت جمعية "الرابطة الإسلامية" في كولومبيا البريطانية على كفالة القنطار.المهاجر السوري حسن القنطارفي عام 2023، حصل القنطار، البالغ من العمر 41 عاماً، أخيراً على الجنسية الكندية، بعد خمس سنوات من الانتظار. يقول القنطار للـ بي بي سي: «اليوم أصبحت كندياً أكثر، لكنني أعتبر نفسي كندياً منذ أول يوم. كان الأمر صعباً، في الكثير من الأوجه. إلا أنه انتهى بجائزة كبرى».وفي احتفاله بمنحه الجنسية الكندية، يوم الأربعاء، قال القنطار للـ بي بي سي: «لقد كلفني الأمر أبي، فلم أكن هناك لأودعه عندما كان محتاجاً لي، لذا اليوم يعني لي الكثير». وأضاف: «في اللحظة التي وضعت قدمي فيها على أرض مطار فانكوفر، شعرت بالفارق».المهاجر السوري حسن القنطار بعد حصوله على الجنسية الكنديةفي موازاة ذلك، ظل سفر القنطار رغم وصوله، من الناحية العملية، مستحيلاً. لكنه الآن قد أصبح قادراً على الحصول على جواز السفر. ويقول: «اللاجئون ليسوا مجرد أشخاص بلا قوة وعديمي الحيلة يبحثون عن المساعدة، لكننا بالفعل نسعى للحصول على فرصة لإثبات أنفسنا».