في تطورات جيولوجية متلاحقة، تشهد شبه جزيرة ريكيانيس في أيسلندا نشاطاً زلزالياً متغيراً ومثيراً للاهتمام. وبعد مرحلة شهدت تواتراً كبيراً للزلازل وصل عددها إلى حوالي 17,000 زلزال في أسبوع واحد، وثوران بركاني لبركان كان خامداً لمدة 900 عام، تشير المعطيات الأخيرة إلى انخفاض ملحوظ في هذه الظواهر. هذه التقلبات الجيولوجية كانت محط إثارة واهتمام العلماء والجمهور على حد سواء.وفي هذا السياق، أفاد عالم الزلازل بيورن لوند، من جامعة أوبسالا Uppsala، بأن الهدوء النسبي في نشاط الزلازل الليلة الماضية في منطقة ريكيانيس Reykjanes قد يشير إلى انخفاض في النشاط الزلزالي. ومع ذلك، يحذر لوند من أن هذا الهدوء قد يكون مُضللاً، مشيراً إلى أنه قد يكون مقدمة لثوران بركاني وشيك.Foto: Pontus Lundahl/TTويلاحظ لوند أن هناك انخفاضاً في النشاط الزلزالي قبل الثورانات البركانية الثلاثة الأخيرة التي وقعت في الأعوام 2021 و2022 وفي الصيف الماضي. كما أشار إلى أن الاختلاف في هذه المرة يتمثل في أن كمية الماغما (المعادن المصهورة) التي اندفعت إلى الأعلى هذه المرة أكبر بكثير مما كانت عليه في الثورانات السابقة، وأنها امتدت على مسافة أطول بحسب ما ورد في موقع nyheter24 السويدي.بالإضافة إلى ذلك، ينبه لوند إلى أن موقع الثوران المحتمل يقع في منطقة أقل ملاءمة، وذلك بسبب قربه من مدينة جريندافيك ووجود محطات لتوليد الكهرباء والحرارة في المنطقة. ويحث على ضرورة مراقبة حالة الطقس واتجاهات الرياح لتحذير السكان من البقاء في منازلهم وإغلاق النوافذ وأنظمة التهوية تحسباً لارتفاع مستويات غاز ثاني أكسيد الكبريت.واختتم لوند تصريحاته بالإشارة إلى أن التحليلات الأخيرة لقياسات تشوه سطح الأرض تظهر انخفاضاً في النشاط، مما يعطي انطباعاً بالهدوء الحالي، ولكنه يحذر من أن هذا قد يكون "هدوءاً قبل العاصفة".