مقالات الرأي

عاملونا في السويد كما تعاملون الساميين- مقال رأي

Aa

عاملونا في السويد كما تعاملون الساميين- مقال رأي

Foto Stefan Jerrevång/TT

سلام طبّاع لصالح منصّة "أكتر"... نحن المسلمون في السويد لا نريد معاملة خاصة، ولا نريد لأحد أن يعطّل حريّة التعبير لأجلنا، لكننا نريد فقط التوقّف عن التمييز ضدنا، ومعاملتنا في القانون كما يعاملون الساميين. هل طلبنا بعدم إحراق المصحف يختلف كثيراً عن عدم إنكار المحرقة؟ هل طلبنا بعد التشهير بشكل فاحش بنبينا يختلف عن منع التشهير بالساميين؟

لسنا ضدّ النقد

قد يرى بعض المسلمين بأنّهم والإسلام أعلى وأرفع من النقد، وهو ما لا أراه ولا أؤيده. فبرأيي من يرغب ببحث الأديان والمعتقدات بشكل علمي وأكاديمي، فهذا شأنه. من يريد الدعوة لدين يخالف ديننا، فهذا شأنه أيضاً. من لا يريد التقيد بتعاليم ديننا، فهذا شأنه أيضاً، فأنا هنا لا أدعو لتقييد حريّة أحد. كلّ ما أدعو له، هو حمايتنا من التشهير والاستفزاز.

ليس ما أقوله هنا رأياً من المريخ، فحتّى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية تؤيده. في ٢٠١١ أيّدت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية إدانة المحكمة المحلية النمساوية لامرأة نمساوية أرادت عقد ندوة بعنوان «معلومات أساسية عن الإسلام» ناقشت فيه زواج النبي من عائشة وهي بسنّ ستّ أو تسع سنوات، واتهمت النبي بأنّه «مصاب بالبيدوفيليا».

كانت المرأة التي عقدت الندوة تتذرّع – مثلها مثل سيء الذكر بالودان – بحرية التعبير. لكن المحكمتين: النمساوية وحقوق الإنسان الأوروبية، اعتبرت بأنّ «التصريحات التي أدلت بها تتعدّى الحدود المسموح بها للنقاش الموضوعي، وتصنيفها على أنّها هجوم مسيء على نبي الإسلام بشكل مجحف، ويهدد السلم الديني».

هل يعقل أنّ يتمكّن سيء الذكر بالودان من الادعاء بحريّة التعبير، وهو إذا ما اقتبسنا كلمات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان: يشنّ «هجوم مسيء على نبي الإسلام بشكل مجحف، ويهدد السلم الديني»؟

مكيالان

في أواخر العام الماضي، وبعد عقد مالمو لمؤتمر مكافحة معاداة السامية، تمّ الحديث عن تعزيز وعي الشرطة لمنع «جرائم الكراهية». بربكم، أليس ما يفعله سيء الذكر بالودان كراهية وحقد وقذارة استفزازية؟ 

كانت خطة العمل الحكومية في حينه تعزيز إطار حماية المجتمع الديمقراطي السويدي من جرائم الكراهية... أليس لدى الشرطة، والمشرعون خلفهم عيون؟

كيف يمكن لعاقل في هذا العالم أن يسمح لسيء الذكر بالودان بالخروج للعلن واستفزاز وسبّ مجموعة أقليّة ويدّعي بأنّ ذلك لحماية المجتمع الديمقراطي وحريّة التعبير، ثمّ إن قام هذا البالودان نفسه بمحاولة سبّ وشتم أقلية أخرى هم اليهود نمنعه ونقول بأنّ ذلك لحماية المجتمع الديمقراطي؟!

ألا يبدو هذا المجتمع الديمقراطي أعرج؟ 

لديّ فكرة قد تفيد:

إن قامت الشرطة أو الحكومة أو البرلمان، بوضع لوحين يشبهان ألواح تعليم الأطفال أمامهما، وأمسكوا أقلام تلوين مختلفة كي لا يتوهوا أثناء النظر، وكتبوا على رأس اللوحين: حماية المجتمع الديمقراطي، ووضعوا تحتها: «نسمح بسبّ المسلمين لحماية المجتمع الديمقراطي»، وعلى اللوح الآخر كتبوا" «لا نسمح بسبّ اليهود لحماية المجتمع الديمقراطي» أيعقل ألّا يشعروا بمدى خطأهم ولا منطقيتهم؟

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مقالات الرأي

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©