تتزايد الضغوط الاقتصادية على قطاع المطاعم في السويد، إذ شهد شهر مارس/آذار أعلى عدد من الإفلاسات على الإطلاق، مع إعلان إفلاس 122 مطعماً، وفق ما أوردته الإحصاءات الرسمية. ويُلاحظ في الوقت ذاته أن الناس ما زالوا يرتادون المطاعم، لكن أنماط استهلاكهم تغيّرت بشكل ملحوظ. يقول أحد الزبائن، فلوريان سيبيكه، إنّه أصبح أكثر حرصاً على ما يطلبه: «أفكر فيما آكله، وربما أتناول مقبّلاً أقل». وتضيف الطالبة نجات روستون: «أول ما أتحقق منه هو السعر»، فيما توضح المتقاعدة مارجريتا تولونن شومارك: «إذا أردنا شرب النبيذ، نأخذ كأساً واحداً أو نتشارك عدة كؤوس». انخفاض متوسط الفاتورة في مطعم بيسترون في مدينة لوليو، يلاحظ القائمون عليه تراجعاً في مستوى الإنفاق. يقول مدير المطعم أندرياس إبنهاردت: «الزبائن الذين لا يملكون الكثير من المال أصبحوا أكثر حذراً». وتؤكد منظمة «فيزيتا» السياحية التي تمثل قطاع الضيافة في السويد، أن هذا الاتجاه ينسحب على عموم البلاد، حيث يزداد استبدال زجاجات النبيذ بكؤوس فردية، ويتم التخلي عن المقبلات بشكل متزايد، ما يؤدي إلى انخفاض متوسط الفاتورة. تسارع وتيرة الإفلاسات شهد القطاع ارتفاعاً مطرداً في عدد الإفلاسات، حيث أغلقت 943 مطعماً أبوابها خلال عام 2023. أما في مارس/آذار من هذا العام وحده، فأُعلنت إفلاسات 122 مطعماً، وهو أعلى رقم شهري مسجّل حتى الآن، بحسب هيئة تحليل النمو الاقتصادي. لتعزيز الربحية، يوصي مدير مطعم بيسترون بإجراءات مثل تعديل قوائم الطعام وأحجام الحصص، بالإضافة إلى التخطيط الجيد لاستغلال ساعات العمل الهادئة لجذب مزيد من الزبائن. ويضيف: «ربما ينبغي شراء منتجات أفضل بسعر أقل والتفاوض مع المورّدين». وفي المدن الكبرى ذات الإيجارات المرتفعة، تنصح منظمة «فيزيتا» بالتفاوض مع الملاك لتخفيض تكاليف الإيجار. يقول كبير الاقتصاديين في المنظمة، توماس ياكوبسون: «ساعدنا العديد من أعضائنا في التفاوض على خفض الإيجارات، وهو أمر بالغ الأهمية لأنه يشكل تكلفة ثابتة بالكامل».