فقدت أسرة كبيرة ومجتمع تعليمي بأكمله واحدة من أبرز الشخصيات الملهمة في حياتهم، بعد مقتل عزيزة، المعلمة البالغة من العمر 68 عامًا، في حادث إطلاق النار داخل مدرسة ريسبرسكا بمدينة أوربرو. كانت عزيزة ركيزة أساسية في عائلتها، ومصدر دعم للطلاب الذين ساعدتهم في بناء مستقبلهم، وملهمةً لأكثر من 120 ألف متابع على يوتيوب من خلال دروسها المجانية في الرياضيات. رحلة علم وعطاء امتدت لعقود بدأت عزيزة مسيرتها كمهندسة في كردستان، حيث عملت لسنوات طويلة، قبل أن تضطر إلى الفرار مع عائلتها إلى السويد خلال التسعينيات، هربًا من الحرب. لم تستسلم لصعوبات اللجوء، بل استكملت دراستها في السويد، وحصلت على شهادتي الهندسة المدنية وتعليم الرياضيات. خلال أكثر من 20 عامًا، كرّست وقتها لتعليم الأجيال، وكان آخرها في مدرسة ريسبرسكا بمدينة أوربرو، حيث عملت على مدى 7 سنوات كمعلمة رياضيات محبوبة من الطلاب والمعلمين على حد سواء. رسميًا: تأكيد هوية منفذ مجزرة أوربرو مربية أجيال.. ومرجعية لعائلتها لم تكن عزيزة مجرد معلمة، بل كانت نموذجًا للعطاء والدعم. فقد كرّست حياتها لمساعدة طلابها، خاصة أولئك الذين احتاجوا إلى دعم إضافي في دراستهم، سواء في المرحلة الثانوية أو الجامعية. أسرتها تصفها بأنها كانت الحلقة التي تربط الجميع، ومصدر الدعم في الأوقات الصعبة. وجاء في بيان لعائلتها: "كانت عزيزة شخصًا استثنائيًا، محبة، متفانية، ورمزًا للترابط العائلي. كانت دائمًا هناك من أجل الجميع، توفر الدعم، تحل المشكلات، وتتخذ القرارات الحاسمة في أصعب الأوقات. لم يطرق أحد بابها دون أن يجد العون والمساعدة." اقرأ أيضاً: الخباز الذي نشر الفرح .. حين ودّع بسام الحياة بابتسامة لم يكن أحد يعلم أنها الأخيرة شغف بالرياضيات ورسالة تعليمية مستمرة إلى جانب عملها في التدريس، كانت عزيزة نشطة في نشر المعرفة. أسست قناة تعليمية على يوتيوب، حيث قدمت دروسًا مجانية في الرياضيات باللغة الكردية، لمساعدة الطلاب في وطنها الأم ومختلف أنحاء العالم. تجاوز عدد مشتركي قناتها 120 ألف متابع، ما جعلها مصدر إلهام وتعليم لآلاف الطلبة. قلب ينبض بالعطاء حتى النهاية قبل أشهر من الحادث، كانت عزيزة تستعد للتقاعد في يوليو 2025، لكنها لم تكن تخطط للتوقف عن العطاء. أرادت الاستمرار في مساعدة الطلاب والعائلة، وكان عملها في التدريس جزءًا أساسيًا من حياتها، وليس مجرد وظيفة. "الجميع في المدرسة يعرف من هي عزيزة، والجميع يحبها. كانت شخصية استثنائية، تضع الآخرين قبل نفسها، وتمد يد العون لكل من يحتاج إليها، سواء من العائلة، الأصدقاء، الزملاء أو الطلاب. تركت أثرًا لا يُمحى في قلوب من عرفوها." خسارة لا تعوّض رحيل عزيزة شكّل صدمةً عميقة لعائلتها وطلابها وكل من عرفها. فمن كانوا يطلبون دعمها ويستمدون القوة من حكمتها، يجدون أنفسهم اليوم في مواجهة فراغ لا يمكن ملؤه. "فقدناها فجأة، لكن إرثها سيبقى خالدًا في نفوس من تعلموا منها واستلهموا منها العطاء والمحبة."