تعيش بلدة هارلوسا الصغيرة، الواقعة في بلدية إيسلوف جنوب السويد، على وقع معركة يومية بين سكانها وأسراب من الغربان والطيور السوداء، التي اجتاحت المكان بأعداد ضخمة، مسببة الإزعاج، التلوث، وحتى سرقة الطعام من الزوار. رغم شكاوى متكررة من السكان، تؤكد البلدية أنها لا ترى أن الوضع يشكل «مشكلة صحية خطيرة»، ما دفع سكان البلدة إلى اتخاذ إجراءاتهم الخاصة، من بينها شراء جهاز يبث أصوات صراخ طيور في حالة ذعر، بهدف إخافة الطيور ودفعها للرحيل. يقول كاج ليندبلوم، رئيس جمعية البلدة والسابق في مهنة صيد الطيور البلدية:– سنواصل الحرب، حتى لو لم نحصل على أي دعم. طيور في كل مكان بحسب السكان، يبلغ عدد البيوت المتضررة من وجود الغربان حوالي 20 إلى 30 منزلاً، إذ لم يعد بإمكان أصحابها الاستمتاع بحدائقهم أو نشر الغسيل في الخارج، خوفاً من فضلات الطيور الكثيفة. – في المساء، تحلّق الآلاف من الطيور في السماء كأنها سحابة سوداء، ويصبح من الضروري الخروج وإزعاجها كي لا تستقر فوق الأشجار. ويقول كاج إن الضوضاء تصبح أكثر حدّة في شهر أيار/مايو، عندما تفقس صغار الغربان في الأعشاش وتبدأ بالصراخ طلباً للطعام، ما يجعل الليالي الصيفية «كابوساً صاخباً»، على حد تعبيره. وسائل مقاومة مبتكرة من الوسائل التي يستخدمها كاج، إصدار أصوات مرتفعة عبر ضرب قطعتين من الخشب لتقليد صوت الطلقات، أو تشغيل جهاز خاص يبث صرخات ذعر للغربان، اشتراه سكان البلدة من بلدة مجاورة واجهت نفس المشكلة سابقاً. – يجب ألا يُستخدم الجهاز بشكل متكرر، حتى لا تعتاد الطيور على الصوت وتفقد الخوف منه. الأزمة تؤثر أيضاً على المطاعم والمقاهي في البلدة، إذ يشكو أصحابها من أن فضلات الطيور تسقط على الطاولات، وتسرق الطيور طعام الزبائن في بعض الأحيان، بحسب ما أكده صاحب أحد المطاعم لراديو P4 مالموهوس. لا استجابة من السلطات على الرغم من الاتصالات المتكررة مع البلدية، لم يتلقَّ السكان أي دعم رسمي. وترى وحدة الرقابة في بلدية إيسلوف أن الوضع لا يُعتبر خطراً صحياً، مستندة إلى حكم صادر عن محكمة البيئة العليا، ينص على أن الطيور لا تشكل بحد ذاتها «مشكلة صحية»، حتى وإن كانت بأعداد كبيرة. – إنهم دائمًا يشيرون إلى ذلك الحكم، لقد سئمت منه، يقول كاج. ورغم غياب الدعم الرسمي، يعتزم سكان البلدة استئجار شاحنة مزودة بسلم طويل لإزالة أعشاش الغربان بعد انتهاء موسم التزاوج في وقت لاحق من العام. ويصر كاج على أنه لا يعارض الطيور، حتى وإن كانت من فصيلة الغربان، لكنه يطالب بخفض أعدادها إلى مستوى «معقول». – نحن نعيش في قلب الجنة الطبيعية للطيور، ولكن لا بد من إعادة التوازن.