تعمل السلطات السويدية على وضع خطط استعداد للتعامل مع وفاة نصف مليون شخص في حال وقوع الحرب، حيث يتطلب الأمر توفير مواقع دفن للضحايا سواء في ساحات المعارك أو المدن. ووفقًا لما ذكره سفانتي بوري، رئيس إدارة شؤون المقابر في بلدية ستوكهولم: «إذا تعرضت العاصمة لنوع الهجوم الذي نشهده في أوكرانيا، فإن عددًا كبيرًا من الأشخاص سيلقون حتفهم». الاستعداد للحرب والكوارث في إطار تعزيز استعدادات السويد للحرب والأزمات، تم مؤخرًا توزيع كتيب «إذا وقعت الأزمة أو الحرب» على المنازل في البلاد. والآن تم الكشف عن أرقام تشير إلى عدد الوفيات التي تعتمد عليها الخطط الرسمية، بهدف وضع تدابير للتعامل مع الجثث سواء من الناحية الطقوسية أو العملية. وأوضح يان-أولوف أولسون، مسؤول في هيئة الحماية المدنية والطوارئ السويدية (MSB)، أن جزءًا من هذه الاستعدادات يشمل تخطيط الجهات المسؤولة عن دفن الموتى لتوفير مقابر جديدة، حيث تُبنى الخطط على افتراض وفاة ما يعادل 5% من السكان، أي حوالي نصف مليون شخص. تجهيز مواقع الدفن بحسب MSB والقوات المسلحة السويدية، تم تكليف الجهات المسؤولة عن دفن الموتى بالتخطيط لدفن هذا العدد الكبير في وقت قصير. ويؤكد أولسون أن دفن الجثث في توابيت سيكون الحل الأنسب في حالة نقص الكهرباء أو الغاز اللازمين لتشغيل محارق الجثث، مشيرًا إلى أن الدفن في التوابيت يحتاج إلى مساحة أكبر مقارنة بدفن الرماد. في يوتيبوري، يتطلب الأمر إيجاد عشرة هكتارات من الأراضي، أي ما يعادل 20 ملعب كرة قدم، لتوفير مساحة تكفي لجميع الجثث، وفقًا لتقرير إذاعة P4 يوتيبوري. التعامل مع الجنود والحلفاء تشمل خطط الدفن أيضًا التعامل مع قوات حلف الناتو الزائرة والجنود الأعداء الذين قد يسقطون في المعارك. ويهدف هذا الإجراء إلى ضمان نقل جثث القتلى إلى بلدانهم لاحقًا، بما يحترم تقاليدهم من خلال دفنهم في توابيت. وفي معظم أنحاء السويد، تُعد الكنيسة السويدية الجهة الرئيسية المسؤولة عن دفن الموتى، باستثناء ستوكهولم وترانوس حيث تتولى البلديات هذه المسؤولية. الاستعداد في ستوكهولم أكدت بلدية ستوكهولم توفر مساحات كافية في المقابر لاستيعاب الضحايا في حال اندلاع الحرب. وأوضح سفانتي بورغ أن الاستعدادات تشمل مواقع مثل مقبرة ستراند، ومقبرة يارفا، ومقبرة روكستا. وأشار بورغ إلى أن الهدف الأساسي للمدينة هو استمرار عمليات حرق الجثث حتى في ظل الظروف الصعبة، قائلًا: «نحرص على الحفاظ على قدرتنا ومواردنا الاحتياطية لضمان استمرار عمليات الحرق، حتى خلال الأزمات الشديدة». أرقام تثير القلق أعرب العديد من السويديين عن قلقهم إزاء هذه الأرقام والاستعدادات التي تعكس تصاعد الحديث عن الحرب والمآسي في النقاشات العامة. وتعليقًا على ذلك، قال بورغ: «الحديث عن الموت في مثل هذه الظروف يبدو مخيفًا، لكنه ضروري لتعزيز جاهزية مجتمعنا والاستعداد للتصرف في حال وصول الحرب إلى بلادنا».