أعلنت الولايات المتحدة، يوم الأربعاء، فرض عقوبات مالية على الشبكة الإجرامية "Foxtrot" وزعيمها رافا ماجد، المعروف باسم "الثعلب الكردي"، وذلك في إطار جهود واشنطن لمكافحة الأنشطة الإجرامية العابرة للحدود والتدخلات الخارجية. ارتباط بالهجوم على السفارة الإسرائيلية في بيان صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية، أشير إلى أن العقوبات تأتي على خلفية تورط الشبكة الإجرامية في تنفيذ هجمات بتوجيه من إيران، حيث ذُكر الهجوم الذي استهدف السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم في يناير 2024، عندما تم إلقاء قنبلة يدوية على مقر السفارة، لكنها لم تنفجر. وأكد وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أن بلاده ستواصل محاسبة الجهات التي تعمل لصالح الأجندة الإيرانية الهادفة إلى زعزعة الاستقرار. "سنواصل العمل مع الحكومة الأمريكية وشركائنا الدوليين لمنع من يسعون إلى تعزيز أجندة إيران المارقة والمزعزعة للاستقرار"، جاء في بيان الوزارة. خبير أمني: العقوبات ستضرب الشبكة بقوة وصف الباحث في مجال الإرهاب، ماغنوس رانستورب، العقوبات الأمريكية بأنها "ضربة قوية" للشبكة الإجرامية، مشيرًا إلى أنها ستؤثر بشكل كبير على حرية حركة أعضائها وعلى قدراتهم المالية. "عندما تُفرض مثل هذه العقوبات، تكون لها آثار كبيرة. يمكن أن تؤدي إلى تقييد حرية الحركة، وفي بعض الحالات، قد تلجأ الولايات المتحدة إلى اعتقال المستهدفين خارج الاتحاد الأوروبي إذا تمكنت من تحديد مواقعهم"، قال رانستورب في حديثه لوسائل الإعلام السويدية. وأضاف أن العقوبات المالية من شأنها تجميد أصول الشبكة ومصادرة أي أموال مرتبطة بها، مشيرًا إلى أن المؤسسات المالية التي تتعامل مع هذه الجهات قد تواجه غرامات وعقوبات صارمة. "تجميد الأصول المالية هو خطوة رئيسية. أي بنك يسمح لهذه الشخصيات بالاحتفاظ بحسابات بنكية سيواجه عقوبات صارمة. وهذا سيؤثر بشكل مباشر على الشبكة، حيث سيحد من قدرتهم على نقل الأموال أو القيام بأنشطة مالية"، أوضح رانستورب. ترحيب سويدي بالعقوبات الأمريكية رحّب وزير العدل السويدي، غونار سترومر، بالقرار الأمريكي، معتبرًا أنه يمثل خطوة إيجابية لتعزيز جهود مكافحة الشبكات الإجرامية في السويد وخارجها. "نرحب بالإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة، والتي من شأنها تعطيل أنشطة الفاعلين الرئيسيين في هذه الشبكات ومنعهم من مواصلة أنشطتهم الإجرامية"، صرّح سترومر لشبكة TV4 Nyheterna. وأضاف أن هذه العقوبات قد تسهم في تعزيز التعاون الأمني بين السويد والولايات المتحدة في ملاحقة العناصر الإجرامية على المستويين المحلي والدولي. ماجد مطلوب دوليًا بتهم جرائم خطيرة يُذكر أن رافا ماجد، زعيم شبكة "Foxtrot"، مطلوب دوليًا منذ سنوات بسبب ضلوعه في جرائم خطيرة، تشمل القتل وتهريب المخدرات، حيث يُعتقد أنه غادر السويد منذ فترة طويلة واستقر في تركيا. ووفقًا لوكالة المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، فإن ماجد جُنّد من قبل إيران في أواخر عام 2023، حيث يُشتبه في تورط شبكته في تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية في السويد بتكليف من أجهزة استخبارات إيرانية. كما أكدت جهاز الأمن السويدي (سابو) والشرطة السويدية أن إيران تستغل الشبكات الإجرامية لتنفيذ أعمال عنف ضد دول أو جماعات أو شخصيات محددة في السويد، مشيرين إلى أن إسرائيل والمصالح اليهودية كانت على رأس الأهداف المحتملة.