في قضية مثيرة للجدل، شددت محكمة الاستئناف السويدية عقوبة الجراح باولو ماكياريني Paolo Macchiarini، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة سنتين وستة أشهر بتهمة الاعتداء الجسدي الخطير في ثلاث حالات. وقد تم تنفيذ هذه العمليات الجراحية في مستشفى كارولينسكا الجامعي في سولنا Solna خلال الفترة بين 2011 و2012، حيث خضع ثلاثة مرضى لجراحات تركيب القصبة الهوائية الاصطناعية، الأمر الذي أدى إلى تعرضهم جميعاً لمضاعفات شديدة وأدى في نهاية المطاف إلى وفاتهم.ووفقاً للمحكمة، لم تكن عمليات ماكياريني متوافقة مع "المعايير العلمية المعترف بها والخبرة المثبتة". الأمر الذي أعرب عنه المدعي العام ميكائيل بيورك بالقول: "ما كان أساسياً بالنسبة لنا هو الحصول على إجابة حول ما يمكن القيام به مع المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة في مجال الرعاية الصحية وأن ما فعله المدان كان أفعالاً جنائية".وعلى الرغم من الحالة الطارئة التي أصابت شابة من تركيا خلال الجراحة التحضيرية في مستشفى كارولينسكا، أكدت محكمة الاستئناف أن التدخل كان غير مبرر.وقد عبرت ماريا هولك، رئيسة المحكمة، عن رأي المحكمة قائلةً: "يجب أن يكون النطاق لتنفيذ التدخلات غير المثبتة على الناس في حالة الطوارئ، المخالف للقواعد الموجودة للرعاية الصحية والبحث، محدود جداً".كما كتبت محكمة الاستئناف في حكمها أن ماكياريني كان مدركاً للمخاطر، وعلى الرغم من أمله في نجاح الإجراءات، كان غير مبال بحياة مرضاه التي كانت على المحك. ولم يكن الأسلوب الذي تم تطبيقه قد استُخدم من قبل على الحيوانات أو البشر.المرضى الثلاثة ضحايا الجراح المتهمالمريض الأول رجل يبلغ من العمر 36 عاماً يعيش في أيسلندا، يعاني من نوع نادر من سرطان القصبة الهوائية، حيث تم استنفاد جميع خيارات العلاج المتاحة له. وخضع لجراحة زرع القصبة الهوائية الاصطناعية في صيف عام 2011، لكنه توفي في يناير/ كانون الثاني 2014. وأظهرت نتائج التشريح أن القصبة الهوائية البلاستيكية كانت قد تحللت تقريباً بالكامل وكانت محاطة بأنسجة ميتة وسوائل دائمة وفطريات.المريض الثاني كان رجلاً يبلغ من العمر 30 عاماً من الولايات المتحدة يعاني من سرطان القصبة الهوائية، وتم تقدير حالته العامة على أنها كانت جيدة في وقت تسجيله في المستشفى. خضع لجراحة زرع القصبة الهوائية الاصطناعية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011. وفي مارس/ آذار 2012 - بعد 16 أسبوعاً من الزراعة - توفي الرجل بشكل مفاجئ.وكانت المريضة الثالثة شابة من تركيا خضعت لجراحة زرع القصبة الهوائية الاصطناعية في صيف 2012. وتضررت قصبتها الهوائية في إحدى العمليات الجراحية. كانت حالتها مستقرة قبل الجراحة، لكنها واجهت مضاعفات شديدة بعد العملية. وفي السنوات التالية، خضعت السيدة لحوالي 200 عملية جراحية. تم رعايتها في وقت لاحق في الولايات المتحدة، حيث توفيت في عام 2017 عن عمر يناهز 26 عاماً.