تواصل فريق "أكتر" مع السيّد علاء الفزاع، وهو الذي تقدّم بطلب للشرطة للحصول على ترخيص لإحراق العلم "الإسرائيلي" أمام السفارة "الإسرائيلية" في ستوكهولم رداً على إحراق المصحف، وكذلك مطالبة السويد بتسليح الفلسطينيين، لمحاولة فهم نواياه وأهدافه.من هو علاء الفزاع؟في البدء، جاء علاء الفزاع إلى السويد في عام 2013 كلاجئ سياسي من الأردن حيث قال: «كنتُ صحفياً ومعارضاً في الأردن وتعرضت للسجن والمضايقات هناك». وهو يعيش اليوم في ستوكهولم ويعمل في مجال مساعدة العاطلين عن العمل ضمن مشاريع مكتب العمل وبالتعاون معه.لماذا يريد حرق العلم "الإسرائيلي"؟يقول علاء بأنّه يريد الرد على إحراق المصحف بالقيام بعمل سياسي، ولهذا عندما سألته عن الرابط بين الأمرين أجاب: «حرق الكتب المقدسة هو إهانة للشعور الديني لمن يقدسون تلك الكتب، ونحن كمسلمين تضررنا من ذلك عدة مرات، سواء بالرسوم المسيئة للرسوم الكريم في الدنمارك وفرنسا وغيرها. هناك إدراك عميق بين مسلمي أوروبا أنّ المشكلة الحقيقية ليست فقط في حرق المصحف، ولكن كذلك في المعايير المزدوجة، وهذا ما دفع البعض لمحاولة تعرية تلك الازدواجية لإحراج الطبقة السياسية في السويد ودفعها إلى اتخاذ ما يلزم لمنع حرق المصحف في المستقبل، ومن الأمثلة على ذلك التقدم بترخيص لحرق التوراة أو علم المثليين. فكرت في تعرية الازدواجية بطريقة مختلفة وبممارسة لها بعد سياسي، كحرق العلم، وهي ممارسة ليست مجرمة في السويد، وتعتبر تعبيراً سياسياً عالمياً لا يمس الشعور الديني لأي شعب من الشعوب، ولكن موجه ضد دولة الاحتلال».يجب على السويد تسليح الفلسطينيين!في طلب الحصول على ترخيص الذي تقدّم به علاء، ذكر أيضاً بأنّه سيطالب السويد بتسليح الفلسطينيين كما تفعل عندما تسلح أوكرانيا! عندما سألته عن الأمر قال: «مطلب تسليح الفلسطينيين هو أهم نقطة في كشف الازدواجية، حيث قامت السويد بتزويد أوكرانيا بالسلاح، ومن المنطقي إذاً مطالبتها بتزويد دولة فلسطين، التي تعترف بها السويد، بالسلاح».تحدّث بعدها عن رأيه في ازدواجية المعايير في أماكن أخرى مثل استقبال «اللاجئين الأوكرانيين»، وقال: «لا أريد أن أفتح جبهات متعددة في وقت واحد ولكن الفكرة هي الضرب على وتر الازدواجية وتعريته»، فهو يرى بأنّ ذلك يرد ليس على حرق المصحف فقط، بل على الجذر الذي يتمثل برأيه في العنصرية والازدواجية.هل يكتفي علاء بهذا القدر أم لديه خطّة لجعل مطالبته أوسع؟ يقول: «لا أعلم حالياً كيف ستتطور الأمور، ولكن التركيز هو على مطلب التسليح وليس فقط على حرق العلم... الشعب الفلسطيني محتل، ومن واجب السويد الأخلاقي تزويد الفلسطينيين بالسلاح كما فعلت في أوكرانيا».تجاوز في الاشتباكلا يوافق علاء على إحراق الكتب المقدسة الأخرى كنوع من الرد، فهو يرى أنّ «إحراق التوراة يتجاوز الاشتباك مع المعتدي: إسرائيل، ويصيب مشاعر دينية لمجموعة بشرية، وهذا مخالف لتعالم ديننا، ومخالف للفطرة البشرية وللقوانين الدولية والمحلية. من الناحية الإعلامية يظهر هذا الفعل – حرق التوراة – المهاجرين بمظهر مشابه لمظهر بالودان، والذي يتلقى هجوماً شديداً من أطياق سويدية واسعة».على ردودنا أن تكون ذكيةطلب علاء إلى الشرطة السويدية لا يتوقع الفزاع أن ترفض الشرطة منحه التصريح، ولكن إن فعلت فهو سيحاول أن يوصل الأمر لمستويات صحافية أوسع – بما فيها الناطقة باللغة السويدية – حتى تبلغ رسالته وهدفها المواطن السويدي والمجتمع السويد ليظهر على حدّ قوله ازدواجية المعايير.في الختام يقول: «اليمين العنصري يهدف دائماً إلى استدراج المهاجرين إلى خانة الخطأ والإدانة، ولهذا ينبغي أن تكون ردود فعلنا محسوبة وذكية. أوروبا عموماً تتغير إلى الأسوأ، وهذا ملحوظ في السويد، والعنصرية تتصاعد، ولهذا ينبغي أن نكون حذرين جداً».