أخبار السويد

عندما تتلاشى الإقامة.. صراع أحمد العلاوي للبقاء في السويد

عندما تتلاشى الإقامة.. صراع أحمد العلاوي للبقاء في السويد image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

المهاجر أحمد العلاوي

Foto: TT & خاص أكتر

في عالم تتداخل فيه الأحلام مع الواقع القاسي، تظهر قصة شخصية واحدة كشاهد على الإصرار والتصميم، ولكن أيضاً على مدى سهولة فقدان الحلم لأسباب لا يد للإنسان فيها. هذه هي قصّة أحمد العلاوي، الذي كان يعمل حتّى فترة ليست بالبعيدة كمسؤول إداري في شركة خدمات حفلات في يوتوبوري. لم يكن الوقت مناسباً على الإطلاق بالنسبة لأحمد، حيث واجه نبأ إعلان الشركة عن إفلاسها. اليوم، سنستكشف رحلته وتطلعاته والتحديات التي واجهها على طول الطريق.

فجأة دون عمل!

جاء أحمد من العراق إلى السويد قبل أكثر من عامين، وجلب معه في حقيبة سفره الكثير من الأحلام إلى السويد، وأهمّها الآمال بمستقبل أفضل. منحه تصريح العمل فرصة الحصول على وظيفة في مجال كان متحمساً له، والأهم أنّه منحه الأمل بالبقاء في السويد. 

يحمل أحمد شهادة جامعية في إدارة الأعمال، وكان يحلم باستخدام مهاراته ومعارفه للمساهمة في نمو الشركة التي يعمل بها، ولكنّه اليوم بات يبحث عن عمل دون مؤهلاته، فقط ليتمكن من البقاء في السويد.

كان القدر يخطط لأحمد بطريقة مختلفة عندما واجهت الشركة التي كان يعمل بها مشاكل مالية وأعلنت إفلاسها قبل بضعة أشهر. لم يكن يعلم شيئاً عن هذه الصعوبات، ويقول: «لم يخبرونا شيء عن الصعوبات المالية، والبعض في الشركة يتحدث عن عمليات احتيال وغيره، ولكن هذا لا يهم اليوم، وأنا أركّز اهتمامي على محاولة البقاء في السويد». 

هذا التبدل غير المتوقع أثار الشكوك حول مستقبله في السويد. ومع ذلك، يبقى أحمد عازمًا على عدم العودة إلى العراق، حيث يستمر عدم الاستقرار السياسي والتحديات الاقتصادية في إخافته من العودة. يقول: «لقد دفعت الكثير من الأموال وانتظرت سنيناً حتى تمكنت من مغادرة العراق، واليوم قد اضطرّ لفعل أيّ شيء حتى لا أعود».

أحمد العلاوي - خاص أكتر

أيّ عمل مهما كان المهم أن أبقى!

تحدّث أحمد أثناء لقائنا عن رغبته الشديدة في الحصول على وظيفة تتوافق مع مؤهلاته، ولكنّه لا يرى أملاً في ذلك. مضى على طلب تمديد إقامته لدى مصلحة الهجرة شهر، وعندما تصبح الفترة التي لم يجد فيها عملاً 3 أشهر، يصبح من حقّ مصلحة الهجرة إلغاء إقامته. 

رغم ذلك يحاول أن يبقي عزيمته مرتفعة وروحه مرحة، فهذا برأيه قد يعطيه المرونة ليبحث بنشاط عن فرص تبقيه في السويد، ليعود بعدها إلى الاستقرار والبحث عن عمل أفضل. يقول: «كانت خطتي أن أتابع الدراسة والتدريب في السويد، فهنا أرض الفرص وأنا أريد استخدامها».

قصة أحمد ليست فريدة، فكثير من حاملي تصاريح العمل في السويد يواجهون تحديات مشابهة تبقيهم في خوف من فقدان وظائفهم وإقاماتهم. هذا الخوف يجعل من أحلامهم في بناء حياة مزدهرة لأنفسهم وأسرهم تواجه عقبات غير متوقعة. من الضروري أن نعترف بأنّ هذه مشكلة يجب حلّها.

في ختام هذا المقال، دعونا نفكر في رحلة حاملي تصاريح العمل مثل أحمد العلاوي. يستحق إصرارهم وقوتهم وتطلعاتهم التقدير والدعم والتعاطف. فمصلحة الهجرة واضحة: إن لم تكن تعمل في المكان نفسه الذي تسجّلت فيه في السويد، ولم تجد عملاً آخر خلال 3 أشهر لتطلب تصريحاً جديداً، فعلى الأرجح سيتمّ إلغاء تصريحك بالعمل والإقامة.

تعتبر قصة أحمد تذكيرًا بأن وراء كل حاملٍ لتصريح العمل، هناك شخص يتوق للثبات وفرصة للتأثير الإيجابي. إنها مسؤوليتنا صانعي سياسات الهجرة في السويد أن يقوموا بإنشاء بيئة تتقبل إمكاناتهم وتسمح لهم بالازدهار.

 

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©