أخبار السويد
عواصف مدمرة وفيضانات غير مسبوقة: نهر تورني في السويد يشهد كارثة نادرة
دعاء حسيّان
أخر تحديث
Aa
Foto Lisa Björk/TT
تعاني منطقة نهر تورني في السويد من فيضانات شديدة تعد الأسوأ منذ أكثر من 50 عاماً، حيث يعزى ذلك إلى مجموعة من العوامل المناخية والبيئية التي تتضمن ارتفاع درجات الحرارة، وهطول أمطار غزيرة، ونقص المساحات المتاحة لامتصاص المياه. هذا وتشير التقارير إلى أن تدفق النهر قد بلغ أعلى مستوى له منذ عقود، ويتوقع حدوث فيضانات ربيعية مماثلة بشكل أكثر تكراراً في المستقبل.

هذا وكانت قد أصدرت الهيئة السويدية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا SMHI تحذيراً من الفيضانات وسرعة تدفق المياه العالية جداً في الأنهار. ومن جهتهم، يشير الخبراء إلى أهمية امتصاص التربة للمياه لمنع حدوث الفيضانات، إذ يُمكن تجنب الفيضانات عندما تكون التربة قادرة على استيعاب الكميات الكبيرة من الأمطار، إلا أن تغير المناظر الطبيعية الناتج عن توسع البنية التحتية والطرق المعبدة والمباني، تقلل قدرة التربة على امتصاص المياه، ما يؤدي إلى زيادة الأضرار الناجمة عن الفيضانات.

ويُشير الخبراء أيضاً إلى أن الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة وارتفاع تدفق الأنهار تحدث بشكل أكثر تكراراً في الوقت الحالي. وتتعاقب هذه الأحداث المناخية القاسية مع فترات جفاف، الأمر الذي يشير إلى ضرورة التحضير لها واتخاذ إجراءات وقائية مثل إعداد خطط الإخلاء وتعديل قوانين البناء للحد من الأضرار وضمان سلامة المواطنين.

هذا ويقارن الخبراء الوضع في نهر تورني بالفيضانات الشديدة التي تجتاح حالياً منطقة إيميليا رومانيا في شمال إيطاليا، حيث تعاني المنطقة من فيضان مائي قوي يعتبر الأشد من نوعه خلال المئة عام الماضية. ويرجع ذلك جزئياً إلى طول فترة الجفاف التي تسبق الفيضانات، ما يقلل من قدرة التربة على استيعاب المياه ويزيد من حجم الفيضانات. وبناءً على ذلك، يشير الخبراء إلى أهمية تطوير استراتيجيات مماثلة للتعامل مع هذه الظواهر الطبيعية في منطقة نهر تورني.
وفي أحدث التحديثات، أفادت الهيئة السويدية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا أن تدفق الأنهار بدأ في الوصول إلى ذروته، وأن مستوى المياه أخذ بالانخفاض في بعض المناطق.