غدير العنبكي الذي مرّ على وجوده سبعة أعوام في السويد محاولاً الحصول على حقّ اللجوء، تحدّث معنا عن تجربة علمته أنّ هناك دوماً من يحاول استغلال حاجتك، وأنّك دوماً يجب أن تقف مع حقّك وإلّا اعتاد من يحاول سلبك إيّاه على الأمر.من هو غدير؟غدير العنبكي من مواليد 1985، جاء إلى السويد من العراق هرباً من الاضطهاد على أيدي ميليشيا مسلحة تمكنت من قتل بعض أفراد عائلته. وصل إلى السويد في 2015. تمّ رفض طلباته للجوء عدّة مرات، ولكن برزت حقائق جديدة، واليوم لا يزال بانتظار البتّ في قضيته.أريد الحفاظ على حقييقول غدير بأنّه حاول عبر الرياضة والاحتكاك بالناس أن يقوم بشيء يسمح له بالانخراط في المجتمع السويدي.ولأنّ غدير يملك خبرة في الحلاقة، فقد بحث عن عمل في هذا المجال. من هنا بدأت المشكلة. فكما يقول: البعض يحاول استغلال وضع المهاجرين واللاجئين بحرمانهم من حقوقهم ومن أجورهم فقط لأنّهم مهاجرون ولا يدركون القوانين بشكل جيّد.غدير: تهجموا علي في المحلعمل غدير في محلّ حلاقة بعقد لمدّة 3 أشهر، ولكنّه ترك العمل بعد شهر. السبب كما يقول غدير هو تعرضه للإساءة بطرق شتّى. منها – وفقاً لما قاله: تعرضه للتهجم والتهديد داخل المحل من صاحبة المحل وزوجها، الأمر الذي دفعه للذهاب والتقدّم ببلاغين للشرطة، واحد من أجل الاعتداء، وآخر من أجل حقوقه المالية التي لم يحصل عليها.يرى غدير بأنّ السلطات مقصرة في حماية الذين يعملون في السوق السويدية وينتمون لأصول أجنبية، فهؤلاء وفقاً لغدير يشعرون بالضعف، خاصة عندما يظهر لهم أنّ أصحاب العمل غير مهتمين حتّى لو ذهبوا وتشكوا أمام السلطات.من الأشياء التي يذكرها غدير ويشعر بأنّها مجحفة بحقه، هو أنّ عليه أن يحضر مترجم في حال أراد رفع دعوى أمام المحكمة.يقول غدير: «كلّ ما أريده اليوم أن أحصل على "الأرقام الأربعة" كي أتمكن من العمل والتخلص من المساعدات».Marcus Ericsson/TTمستمر ولكنني لا أشعر بالأمانيقول غدير بأنّه لا يزال يبحث عن عمل، ولكن تواجهه مشكلة تكلفة توظيفه، فبالنسبة لأصحاب العمل غدير شخص لا يحصلون على دعم لتوظيفه من مكتب العمل، وهذا يقلل من فرصه عموماً.وفقاً لغدير فبعض أصحاب العمل أخبروه بشكل مباشر بأنّ استبعاده هو لعدم حصوله على مساعدة من مكتب العمل، وبأنّ هذا أوّل سؤال يتمّ توجيهه له.يحاول غدير كما يقول بأقصى ما يستطيع أن يدخل إلى المجتمع ويصبح جزءاً منه، ولكن دون مساعدات ودون دورات تأهيلية تسهل عليه الحصول على عمل، يبقى غير قادر على "الاندماج" بشكل كلي.حاول غدير من قبل الذهاب إلى ألمانيا والنرويج وترك السويد، لكنّه وجد بأنّ السويد هي الأفضل له للكثير من العوامل، أحدها أنّه كوّن خبرة فيما يحصل هنا.يشعر غدير بأنّه ينتمي للسويد، فبعد قرابة 8 أعوام فيها كوّن فيها أصدقاء، وشبكة اجتماعية، وصالة رياضة، يحمل غدير الحب للسويد. يقول بأنّها بلد فيها الكثير من الإيجابيات التي تستحق أن ندافع عنها.ينصح غدير الجميع بأن يطالبوا بحقهم، فالمسألة إضافة لكونها ذات طابع مادي، إلّا أنّها ذات بعد معنوي شديد الأهمية على أصحاب الحق. ويحثّ الناس على عدم الإصغاء لمحاولات ترهيبهم، وعليهم دوماً اتباع القانون والبقاء صبورين.أيضاً في “أكتر”تستصعبون إيجاد عمل؟ نصائح خبيرة قد تسهل الأمر