توجه الناخبون في غرينلاند، اليوم الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات عامة يُنظر إليها على أنها لحظة تاريخية قد تضع الإقليم على طريق الاستقلال عن الدنمارك. تأتي هذه الانتخابات في ظل تصاعد الجدل حول مستقبل الجزيرة، لا سيما بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن رغبته في ضمها إلى الولايات المتحدة. منافسة سياسية على الاستقلال تشهد الانتخابات تنافسًا بين ستة أحزاب رئيسية، جميعها تؤيد الاستقلال عن الدنمارك، وإن كانت تختلف حول آليات وتوقيت تنفيذه. ويتصدر المشهد الحزبان الحاكمان، "إنويت أتاغاتيغيت" و"سيوموت"، إلى جانب حزب "ناليراق"، الذي اكتسب زخمًا قويًا في الفترة الأخيرة بعد تعهده بتسريع خطوات الانفصال عن الدنمارك في حال فوزه. ويعود جزء من تصاعد النقاش حول الاستقلال إلى تصريحات ترامب السابقة حول رغبته في شراء غرينلاند، بالإضافة إلى اتهامات متزايدة للدانمارك باستغلال الموارد المعدنية الغنية في الجزيرة دون منح سكانها الاستفادة الكاملة منها. اقرأ أيضاً: "سنحصل عليها بطريقة أو بأخرى".. تصريح ترامب يشعل الجدل حول غرينلاند رئيس الوزراء: نرفض أن نُعامل بازدراء في حديثه لهيئة الإذاعة العامة الدنماركية عشية الانتخابات، وصف رئيس وزراء غرينلاند، موتي بوروب إيجيدي، الانتخابات بأنها "مصيرية"، مؤكدًا أن أول خطوة سيتخذها في حال إعادة انتخابه هي توضيح الموقف الأميركي بأن غرينلاند ملك لشعبها، بغض النظر عن رغبة ترامب في السيطرة عليها. وأضاف إيجيدي: "نحن نستحق أن نُعامل باحترام، ولا أعتقد أن الرئيس الأميركي فعل ذلك منذ توليه منصبه." كما أشار إلى أنه لا يستبعد تشكيل تحالفات جديدة مع دول غربية لضمان أمن الجزيرة، واصفًا ترامب بأنه "رئيس لا يمكن التنبؤ بتصرفاته"، مما يثير شعورًا بعدم الأمان لدى السكان. اقرأ أيضاً: حملة ساخرة تدعو الدنمارك لشراء كاليفورنيا من ترامب أهمية استراتيجية متزايدة تُعد غرينلاند واحدة من أكبر الجزر في العالم، حيث تمتد على أكثر من مليوني كيلومتر مربع، لكنها ذات كثافة سكانية منخفضة، إذ لا يتجاوز عدد سكانها 57 ألف نسمة. ورغم ذلك، فإن موقعها الاستراتيجي في المنطقة القطبية الشمالية، إلى جانب امتلاكها موارد طبيعية هائلة، لا سيما المعادن النادرة المستخدمة في التكنولوجيا المتقدمة، جعلها محط أنظار القوى العالمية. وفي حين أعلنت الولايات المتحدة صراحة رغبتها في ضم الجزيرة، كثفت كل من الصين وروسيا نشاطاتهما العسكرية في المناطق المجاورة، مما زاد من أهمية غرينلاند على الخريطة الجيوسياسية العالمية. حكم ذاتي منذ عقود.. ولكن الاستقلال الكامل مؤجل منذ عام 1953، تُعد غرينلاند إقليمًا تابعًا للدنمارك، لكنها حصلت على الحكم الذاتي في عام 1979، ثم توسعت صلاحيات حكومتها المحلية في عام 2009، بما في ذلك الحق في إعلان الاستقلال الكامل عبر استفتاء شعبي. غير أن هذه الخطوة لم تُنفذ حتى الآن، بسبب المخاوف من التداعيات الاقتصادية التي قد تترتب على فقدان الدعم المالي الدنماركي، والذي يمثل عاملًا أساسيًا في الحفاظ على مستوى المعيشة في الجزيرة.