يثير تدخل إيلون ماسك، مالك منصة X ومدير شركة تسلا، في السياسة الأوروبية تساؤلات وقلقاً متزايداً، لا سيما مع دعمه الواضح لليمين المتطرف وتدخله في حملات انتخابية. دعم سياسي مثير للجدل منذ ديسمبر الماضي، بدأ ماسك بالتعبير عن آرائه السياسية بوضوح. فقد أبدى دعمه للناشط البريطاني المناهض للإسلام تومي روبنسون، واعتبر حزب البديل من أجل ألمانيا (AFD) اليميني المتطرف "الجهة الوحيدة القادرة على إنقاذ ألمانيا". كما وجه ماسك انتقادات لاذعة للحكومة البريطانية، متّهماً إياها بالتقصير في معالجة فضائح الانتهاكات الجنسية التي وقعت قبل حوالي 15 عاماً في مدن مثل روثرهام وروشديل وأولدهم. وفي خطوة غير مسبوقة، شارك ماسك في الحملة الانتخابية الألمانية استعداداً لانتخابات البوندستاغ في فبراير، حيث أجرى مقابلة مباشرة مع زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا أليس فايدل عبر منصة X. انتقادات أوروبية أثارت مواقف ماسك قلق العديد من السياسيين الأوروبيين، حيث اتهمه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بـ"التحريض على الكراهية". كما أبدى كل من المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قلقهما من تأثير ماسك على المشهد السياسي. قال ماكرون في تصريح سابق هذا الأسبوع: «من كان يعتقد قبل عشر سنوات أن مالك إحدى أكبر منصات التواصل الاجتماعي سيشارك في الانتخابات الألمانية؟». جدل قانوني حول تدخل ماسك تطالب بعض الأطراف في الاتحاد الأوروبي باستخدام التشريعات الرقمية مثل قانون الخدمات الرقمية (DSA) لحماية الديمقراطية. ومع ذلك، أوضح المتحدث باسم المفوضية الأوروبية توماس ريينيه أن القانون لا يمنع مالك منصة من التعبير عن آرائه أو بث مقابلات مباشرة. وأشار ريينيه إلى أن: «ماسك لديه الحق في التعبير عن آرائه الشخصية والسياسية داخل الاتحاد الأوروبي». يثير تدخل ماسك في السياسة الأوروبية تردداً في اتخاذ إجراءات صارمة ضده، نظراً لعلاقته الوثيقة بالرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب. رغم الاستفسارات المتكررة من الصحفيين، أبدت المفوضية الأوروبية تحفظاً في تصريحاتها حول الموضوع. يشير المحلل فيليبي مونيوز من شركة Jato Dynamics إلى أن تراجع مبيعات تسلا في أوروبا قد يدفع المستثمرين للضغط على ماسك لاتباع نهج أكثر تحفظاً. لكن مع ذلك، يبدو أن الرياح السياسية في أوروبا تتحرك لصالح ماسك، حيث يرى المراقبون أنه يستخدم نفس الاستراتيجية التي نجحت له في الولايات المتحدة بدعم ترامب. ماسك واليمين المتطرف عند تولي دونالد ترامب الرئاسة، وُعد ماسك بدور في "تحديث الجهاز الإداري للدولة". في أوروبا، واصل ماسك انتقاداته لحكومات مثل حكومة أولاف شولتس في ألمانيا وكير ستارمر في بريطانيا، مع دعمه العلني لحزب البديل من أجل ألمانيا استعداداً للانتخابات المقبلة.