فادي قربوش سوري الأصل جاء إلى السويد في عام 2018، وله تجربة فريدة فيها اضطرته أحياناً للنوم في السيارة دون مأوى. لكنّ دوام الحال من المحال، واليوم لا يكتفي فادي بالمستوى الذي وصل له من التقدّم، فهو يريد أن يتطوّر أكثر، ويرى بأنّ السويد مثلما عذبته في البداية، أعطته الفرصة ليحلم أكثر فأكثر. لنتعرّف إلى قصّة فادي.عاش فادي لمدّة عامين في بلجيكا قبل المجيء إلى السويد إلى يوتوبوري، ليصل هنا في 2018 ويبدأ رحلة العذاب والأمل. كان فادي متزوجاً أوّل وصوله، ولكنّه انفصل عن زوجته بعد فترة قصيرة في السويد. ثمّ عاد وتزوّج من جديد ولمّ شمل زوجته في بداية 2021.بدأ هنا حياته كما يقول: «ليس من الصفر بل من تحت الصفر» فاضطرّ للعمل في الأسود لفترة ليست بالقصيرة، واضطرّ لمدّة شهر للنوم في السيارة لعدم وجود مكان آخر يؤويه. انعكس هذا العذاب على صحّة فادي، لدرجة أنّه خسر 42 كيلوغرام بسبب الظروف التي مرّ بها.كانت حياة فادي صعبة ثمّ تحسنتعدم دوام الحال يحتاج إلى جهدكانت نهاية عام 2018 بمثابة الإنذار بنهاية عذابات فادي، فقد وجد سكناً مشتركاً مع فتاة من التشيلي، والتي أعطته بدورها رقم هاتف لفرصة عمل في مجال التنظيف.عندما ذهب إلى المقابلة كان يخشى من أنّ لغته الضعيفة قد تعيقه، فطلب من زميلته في السكن أن تحضّره بشكل كامل لأيّ سؤال يمكن أن يضطرّ للإجابة عليه.يقول فادي: «شعر المدير وصاحبة الشركة بأنني جاد في البحث عن عمل، فالمعروض كان براكتيك فقط، وقد وافقت على جميع الشروط التي ذكرها، التي فهمتها والتي لم أفهمها».بدأ فادي البراكتيك – الذي تحوّل فيما بعد إلى عمل جزئي ثمّ عقد دائم – بهمّة كبيرة، فقد أراد أن يثبت جدارته بأيّ وسيلة. كان العمل يبدأ الساعة 7 صباحاً، فكان فادي ينزرع هناك الساعة السادسة والنصف. يقول: «لم أفعل أكثر من أعمل بضمير وبجد، وقد قدّروا جهودي».تجربة فادي في العمل مع السويديين، رغم بدايته شديدة السوء في السويد، تفضي إلى أنّ السويديين شعب متفهم، ويمكنه تمييز الأشخاص الجديين في عملهم. يقول: «كلّما اجتهدتُ أكثر، كانوا يلاحظون ذلك... تربطني علاقات ممتازة مع العملاء الذين يستمرون بتذكيتي لإخلاصي للعمل، ويتوصل معي بعضهم حتّى اليوم».محال دوام الحال للذين يعملون بضمير فقطفادي قربوش لم ينته من الحلم ترقى فادي في عمله وأصبح اليوم «قائد مجموعة»، ولكنّه يستغرب من الأشخاص الذين يأتون إلى العمل بإهمال. يقول: «السويديين لا يعرفوننا، وليس لديهم سبب ليميزوا ضدنا. عندما يأتي شخص ليؤدي البراكتيك ويتأخر عن العمل، ويعمل بتثاقل، كيف يريد من أصحاب العمل أن يوظفوه بعدها؟ السويديون أشخاص ممتازون في تقدير تعب الذين يعملون لديهم... لا أعرف عن تجارب الآخرين، ولكن هذه هي تجربتي».يضيف: «المجتمع السويدي كغيره، فيه الصالح والسيء، وبعض السويديين "لدعهم" المهاجرون فباتوا يخافون، لكن بمجرّد دخولك إلى محيطهم، يصبح السويديون أفضل وأكثر انفتاحاً».السوسيال ليسوا بعبع وقد ساعدونيالسوسيال ساعدوا فادي في التعامل مع ابنهيتحدث فادي عن تجربته مع السوسيال فيقول: «ليسوا بعبع وقد ساعدوني في تعليمي كيفية التعامل مع ابني من زواجي الأول. وقد خضعت لدورة للآباء الجدد لديهم واستفدت منها بشكل ممتاز في تربيتي لأولادي الاثنين».يدرك كما يقول بأنّ البعض يواجهون مشاكل مع السوسيال بسبب الأطفال، ولكنّه يدرك أيضاً أنّ السوسيال ليسوا بالسوء الذي يحاول البعض تصويره، فيقول: «عندما اختلفت مع زوجتي كانوا متفهمين جداً ومتعاونين، واجتمعوا بي وعلموني كيف أحيّد ولدي عن مشاكلي مع أمّه».لم تنتهِ رحلة فادي بعد، فقد خفض عدد ساعات عمله اليوم، وسجّل في دورة لغة مكثفة. يقول فادي: «لم أتوقف عن كوني مجتهد، ولكن أريد لجهدي الآن أن يأخذني أبعد... وكما قلت للمدير عندما خفضت ساعات عملي: مكاني وخبرتي اليوم توصلني لأكون على طاولة مكانك، ولهذا أريد أن أتعلم أكثر، سواء اللغة أو أن أدرس أشياء أخرى تفيدني في عملي».ينهي فادي بالقول: «كلّ واحد فينا عليه أن يبذل جهده الأقصى، والله لن يضيّع جهده».تعديلبعد نشر المقابلة، قام البعض بالتعليق عليها بكلمات مسيئة بحق السيد فادي وحق زوجته السابقة، وقد قمنا في منصّة أكتر بمراقبة التعليقات المسيئة وإزالتها. ولكن يبدو أنّ البعض استمرّ بمضايقة السيد فادي ومحاولة تشويه سمعته وسمعة زوجته السابقة على غير منصتنا، لهذا تواصل معنا فادي من جديد وأرادنا أن ننشر التالي نقلاً عنه: “البعض لا عمل لهم إلا فضح الناس والتعدي عليهم، وقد حاول البعض تشويه سمعة زوجتي السابقة رغم أنّها لم تخطئ وهو ليس عملاً محترماً . لهذا أريد أن أقول لهؤلاء عيب عليكم والبيوت أسرار وأنا لم أتحدث بالسوء عن زوجتي السابقة أبداً، وأحبّ ابني الأول والثاني بالقدر ذاته وتحدثت عن تجربتي الشخصية”نتمنى أن يتوقف إزعاج السيد فادي.