تُعد مدينة كيرونا، الواقعة في أقصى شمال السويد، المنطقة ذات أدنى معدل بطالة في البلاد، حيث بلغت نسبة العاطلين عن العمل 2.2% فقط خلال عام 2024. ويعزو المسؤولون هذا النجاح إلى سوق العمل القوي والجهود المبذولة لدمج العاطلين عن العمل لفترات طويلة والوافدين الجدد في وظائف دائمة. ألف وظيفة شاغرة في كيرونا رغم هذا المعدل المنخفض للبطالة، تواجه المدينة تحديًا كبيرًا يتمثل في نقص الأيدي العاملة، حيث يوجد حاليًا 600 وظيفة شاغرة مُعلنة عبر مكتب العمل، بالإضافة إلى 400 فرصة عمل أخرى متاحة عبر الشركات المحلية. في هذا الصدد، قال ماتس تافينيكو، رئيس بلدية كيرونا عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (S): "نواجه تحديًا في تأمين الكفاءات المطلوبة لتغطية احتياجات البلدية، إضافة إلى قطاعات الأعمال والمطاعم والمقاهي التي تعاني من نقص العمالة." اقرأ أيضاً: البطالة ترتفع في السويد وأكثر من نصف مليون شخص بلا عمل التنافس على العمالة يُعد قطاع التعدين ومشروع نقل مدينة كيرونا من أبرز العوامل التي خلقت هذا الطلب الكبير على الأيدي العاملة، مما أدى إلى منافسة بين الشركات لجذب الموظفين. أما الفئات القليلة التي لا تزال تواجه صعوبة في الحصول على وظيفة، فتتكون غالبًا من العاطلين عن العمل لفترات طويلة والوافدين الجدد. لكن بفضل خطط التدريب الفردية، مثل دورات تعلم اللغة السويدية وبرامج التدريب العملي داخل المؤسسات البلدية، تمكن 70% من اللاجئين الأوكرانيين في المدينة من تحقيق الاكتفاء الذاتي عبر العمل. الاندماج من خلال العمل.. قصة نجاح مهاجر من الكونغو من الأمثلة الناجحة على هذه المبادرات، قصة اللاجئ باروفي ساديكي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذي بدأ تعلم اللغة السويدية إلى جانب التدريب العملي في متجر إعادة التدوير التابع للبلدية. وعن هذه التجربة، قال ساديكي: "كنت أعمل وأدرس في الوقت ذاته، وكانت فرصة رائعة لي لتحسين لغتي السويدية." بعد اكتسابه المهارات اللازمة، حصل على وظيفة دائمة في قطاع رعاية المسنين، ويطمح الآن إلى إكمال دراسته ليصبح ممرضًا معتمدًا. وأضاف: "سوق العمل في كيرونا يوفر العديد من الفرص. آخر مرة تحققت فيها من مكتب العمل، وجدت أكثر من ست وظائف متاحة للممرضين." اقرأ أيضاً: هذه هي البلدية لديها أعلى معدل بطالة في السويد الحاجة إلى جذب مزيد من العمالة مع تزايد الطلب على الأيدي العاملة، تدعو بلدية كيرونا إلى تشجيع الهجرة الداخلية نحو الشمال لسد النقص في الوظائف الشاغرة. ويقترح ماتس تافينيكو إعادة تطبيق سياسة دعم الانتقال إلى المناطق التي تحتاج إلى عمالة، كما كان الحال في الثمانينيات خلال أزمة قطاع التعدين في المدينة. وأوضح: "في الماضي، كان رفض عرض عمل في أي منطقة من السويد يؤدي إلى فقدان إعانات البطالة. ولكن إذا وافقت على الانتقال، كنت تحصل على دعم يساعدك في بداية حياتك هناك. يمكننا إعادة تطبيق هذا النموذج اليوم لسد النقص في العمالة." بالإضافة إلى الدعوات لتقديم حوافز مالية للانتقال، يطالب المسؤولون الحكوميين بتوفير دعم أكبر لمشاريع الإسكان، لضمان توفر أماكن إقامة للعاملين الجدد الذين قد ينتقلون إلى كيرونا للعمل.