فريق سويدي يطوّر نموذج ذكاء صناعي لغوي

إذا احتاج ملك السويد المساعدة في صياغة خطابه السنوي بمناسبة الكريسماس، فما عليه إلا طلب ذلك من نموذج الذكاء الصناعي الذي يتيح ما يصل إلى 10 ملايين موضوع.

دفع الباحثون نموذج الذكاء الصناعي المسمى GPT-SW3 إلى صياغة إحدى الرسائل الملكية، كنوع من الاختبار، وقام بعمل جيد جداً وفقاً لرئيس بحث فهم اللغة الطبيعية في جمعية AI Sweden، ماغنوس سالغرين، الذي قال: "في وقت لاحق، زارنا وزير التحول الرقمي وطلب من النموذج أن يولّد نقاشات للمواقف السياسية، وتوصل إلى بعض النقاشات الذكية حقاً، وفهم بشكل بديهي كيفية دفع النموذج إلى إنشاء نص جيد".

وألهمت النجاحات المبكرة العمل على إصدار أكبر وأكثر قوة من النموذج اللغوي، آملين أن يستفيد منه المواطنين والشركات والوكالات الحكومية في الدول الاسكندنافية.

هذا ويحتوي الإصدار الحالي على 3.6 مليار معامل، ويعتبر ذكي بما يكفي للقيام ببعض الأشياء الرائعة باللغة السويدية، ويهدف فريق سالغرين إلى تدريب نموذج حديث مع 175 مليار معامل، يمكنه التعامل مع جميع أنواع المهام اللغوية في لغات الشمال مثل السويدية والدنماركية والنرويجية والأيسلندية.

يمكن أن يساعد النموذج شركة تجارية ناشئة في وصف المنتجات تلقائياً على موقعها الإلكتروني من خلال ذكر أسماء المنتجات فقط، كما يمكن للوكالات الحكومية استخدامه لتصنيف وتوجيه استفسارات المواطنين بسرعة، أو مساعدة الشركات على تلخيص التقارير بشكل سريع، حتى بالنسبة للمستشفيات من خلال نموذج مخصص لمساعدتها في تحسين رعاية المرضى، يقول سالغرين الحاصل على درجة دكتوراه في اللغويات الحاسوبية عام 2006: "إنه نموذج أساسي سنقدمه كخدمة لأي مهمة يريد الناس حلها".

في عالم يتحدث آلاف اللغات عبر ما يقرب 200 دولة، يُنظر إلى قدرة النموذج على أنها قوة استراتيجية وحجر أساسي للسيادة الرقمية، حيث تركز معظم الخدمات اللغوية اليوم على الصينية أو الإنكليزية، اللغتان الأكثر استخداماً في العالم، وتٌصنع هذه الخدمات عادةً في الصين أو الولايات المتحدة، وهي ليست مجانية، يقول سالغرين: "من المهم بالنسبة لنا أن نبني نماذج في السويد من أجل السويد"، مضيفاً: "نحن دولة صغيرة وفريق أساسي من ستة أشخاص، ومع ذلك يمكننا بناء مورد حديث مثل هذا ليستخدمه الناس"، ويساعدهم على ذلك امتلاك السويد حاسوب ذكاء صناعي خارق بسرعة 300 بيتافلوب في جامعة لينشوبينغ الذي درب نموذج GPT-SW3 الأولي باستخدام 16 عقدة من أصل 60 في النظام، ولكن من المتوقع استخدام جميع عقد النظام في النموذج التالي والذي يحتاج إلى برمجيات فائقة مثل NVIDIA NeMo Megatron.

ويشرح ماغنوس: "تتيح لنا البرمجيات توسيع نطاق تدريبنا على الحاسوب الفائق وكنا محظوظين بما يكفي للوصول إلى خبراء في فريق تطوير NeMo، كان من الصعب جداً الوصول إلى هذا الحد لولا NVIDIA".

ابتكر مهندسو NVIDIA وصفة تعتمد على NeMo وآلية جديدة تسمى p-tuning التي تعمل على تحسين النماذج الضخمة بسرعة، وهي مصممة للعمل مع أي لغة، ويذكر أن النموذج ضاعف دقته بعد تطبيق المهندسين لهذه التقنيات، كما أنها تتطلب بيانات أقل بعشر مرات، ما يفتح الباب أمام المستخدمين لضبط النموذج باستخدام مجموعة بيانات صغيرة نسبياً، قال سالغرين: "نأمل أن نلهم الكثير من رواد الأعمال في الصناعة والشركات الناشئة وعامة الناس باستخدام تقنيتنا لتطوير تطبيقاتهم وخدماتهم".

تظهر الاختبارات وعوداً كبيرة للتدريب على قدرات جديدة باستخدام بيانات انكليزية متاحة على نطاق واسع في نماذج مصممة لأي لغة تريدها، كما يستخدمون تقنيات p-tuning في وظائف استنتاجية تمكن النماذج من التعلم بسرعة.

وتشارك كبيرة مهندسي الحلول في شركة NVIDIA، زنوديا شاربي، الحماس مع فريق AI Sweden، قائلة: "لقد بدأنا للتو في تجربة أساليب جديدة وأفضل لمواجهة التحديات اللغوية الكبيرة، والمزيد قادم في المستقبل".