تتزايد الانتقادات في السويد ضد اختبار الدم المعروف باسم PEth، الذي يستخدمه الأطباء لتحديد ما إذا كان الشخص يستهلك كميات عالية من الكحول بشكل غير طبيعي، وهو ما قد يؤدي إلى سحب رخصة القيادة وذلك بحسب ما افادت به قناة TV4. من بين الحالات التي أثارت الجدل، ما حدث مع سوزانا لينده التي كانت قد زارت مركزها الصحي في سوندسفال لإجراء فحص صحي روتيني، لكنها تفاجأت لاحقاً برسالة من مصلحة النقل السويدية تُفيد بسحب رخصتها. وقالت سوزانا: «أشعر بالإهانة لأن طبيبي أخذ هذا النوع من التحاليل سراً دون علمي... كما أنني لا أستهلك الكحول بالكميات التي أشاروا إليها، هذا غير صحيح إطلاقاً». وفقاً للعديد من الخبراء، فإن اختبار PEth يُستخدم لتقدير مستويات استهلاك الكحول على المدى الطويل، لكن لا يمكنه تقديم تحديد دقيق للكميات المستهلكة. كما تؤكد التوجيهات الصادرة عن هيئة الشؤون الاجتماعية أن هذا النوع من التحاليل لا يكفي وحده، بل يجب أن يرافقه حوار شخصي مع المريض لتقييم احتمالية وجود استهلاك مضر. الطبيب تور ستالهامار، المتخصص في الطب العام، وصف الوضع بأنه «انتهاك صارخ وخطير من الناحيتين الطبية والقانونية»، مطالباً بوقف استخدام هذه الطريقة بشكل فوري، قائلاً: «من حُرموا من رخصهم بسبب هذا الاختبار يجب أن تُعاد إليهم فوراً». تشير البيانات إلى أن عدد حالات سحب رخص القيادة لأسباب طبية، خاصة بسبب ارتفاع نتائج اختبارات PEth، قد ازداد بشكل كبير منذ عام 2020. رغم ذلك، تدافع مصلحة النقل السويدية عن استخدام الاختبار، حيث قال باتريك غروندتمان، المحقق في الهيئة: «هذا اختبار موصى به ويُستخدم بشكل روتيني في السويد»، مضيفاً أن قرار سحب الرخصة يُتخذ بناءً على تقييم فردي لكل حالة. ويُذكر أن الحد الفاصل في نتائج هذا التحليل هو 0.3، وهو ما يعادل استهلاك ما بين 28 إلى 42 كأساً من النبيذ أو 21 إلى 28 علبة من البيرة القوية أسبوعياً، وفقاً لتقديرات المصلحة. من جهتها، لجأت سوزانا إلى استشارة قانونية وقدّمت طعناً على القرار أمام محكمة الشؤون الإدارية، مؤكدة أن ما حدث أثر بشكل كبير على حياتها اليومية، وقالت: «هذا تسبب لي بمشاكل كبيرة، ولم أرتكب أي مخالفة».