بينما تتحدث فنلندا بلغة القوة وتظهر حزمًا واضحًا، تبدو السويد عاجزة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة، بحسب ما يراه البروفيسور تورمود هيير، الخبير في الاستراتيجيات العسكرية، عند مقارنة استجابة البلدين لحوادث التخريب المشتبه بها التي طالت الكابلات البحرية في بحر البلطيق. يقول هيير: «إنه أمر يلفت الانتباه». استجابة سريعة من فنلندا في يوم عيد الميلاد، ظهرت شكوك حول تورط السفينة "إيغل إس" في تخريب عدة كابلات تحت الماء بين فنلندا وإستونيا. في اليوم التالي، قامت السلطات العسكرية والشرطة الفنلندية بالصعود على متن السفينة للتحقيق. أما في السويد، فقد استغرق الأمر شهرًا كاملًا قبل أن تتحرك السلطات وتصعد على متن السفينة الصينية "يي بينغ 3"، التي يشتبه أيضًا في تورطها بالتخريب. يشير هيير إلى هذا الفرق في الاستجابة، قائلاً: «إنه يعكس ثقافتين مختلفتين تمامًا في إدارة الأزمات». وفقًا لتورمود هيير، فإن فنلندا تتميز بسرعة ووضوح في طريقة تعاملها مع مثل هذه الأزمات، وهو ما يعتبر جزءًا من الثقافة الوطنية التي تهدف إلى كسب الاحترام وإبقاء الخصوم المحتملين على مسافة. ويضيف: «فنلندا تتحدث بلغة القوة، وهي اللغة الوحيدة التي يحترمها ويفهمها الروس». السويد تتجنب المواجهة على النقيض، يرى هيير أن السويد تتجنب المواجهة المباشرة وتتحصن خلف مبادئ القانون الليبرالي، حيث يتم التركيز على التحقيقات المتأنية بدلاً من التحرك السريع. ويشير إلى أن الشرطة السويدية لم تذكر اسم السفينة "يي بينغ 3" بشكل مباشر في البداية، معلقًا: «هذه طريقة مختلفة تمامًا لإدارة الأزمات، لكنها بطيئة للغاية». اختلاف الظروف وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمير ستينرغارد، التي انتقدت علنًا الصين بسبب منع المدعي العام السويدي من الصعود على متن السفينة، أوضحت أن السويد وفنلندا واجهتا ظروفًا مختلفة. وقالت: «نستطيع القول إن السلطات الفنلندية كانت أقرب جغرافيًا إلى موقع السفينة». وأضافت أن الاشتباه في تورط "يي بينغ 3" ظهر في وقت متأخر، وعندما طلبت السويد أن ترسو السفينة في ميناء سويدي، لم يتم الامتثال لذلك. التأثير التاريخي يرى تورمود هيير أن الفرق في الاستجابة يمكن تفسيره بالاختلافات التاريخية بين البلدين، حيث لم تشهد السويد حربًا منذ عام 1814، مما أثر على طريقة تعاملها مع الأزمات. واختتم بالقول: «خلال 200 عام، طورت السويد نهجًا يهدف إلى تجنب الاستفزازات غير الضرورية. من المتوقع أن يؤثر ذلك على التعاون الدفاعي بين الدول الإسكندنافية في السنوات القادمة».