تراجعت الأسهم الأمريكية يوم الجمعة بعد أن قدمت شركة فيدكس FedEx للمستثمرين إعلاناً صادماً قبل الأرباح حول حالة الاقتصاد العالمي، حيث أُغلق مؤشر ذا دوو The Dow بانخفاض بنسبة 140 نقطة أي 0.5%. كما انخفض مؤشر إس أند بي The S&P 500 بنسبة 0.7%، وهبط مؤشر ذا ناسداك كومبوزيت The Nasdaq Composite بنسبة 0.9%.في سياق ذلك، سجلت جميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة انخفاضاً خلال أسبوعها الرابع من بين الأسابيع الخمسة الماضية، حيث انخفض مؤشر ذا دوو The Dow بنسبة 4.1% خلال الأسبوع، وانخفض المؤشرين إس أند بي S&P 500 وناسداك Nasdaq بنسبة 5% و5.5% على التوالي.في هذا الصدد تراجعت أسهم فيديكس FedEx بنسبة 22% تقريباً بعد أن سحبت الشركة توجيهها للعام بأكمله في وقت متأخر من يوم الخميس، وحذرت من أن تباطؤ الاقتصاد سيؤدي إلى انخفاضها بمقدار 500 مليون دولار عن هدف إيراداتها. حيث أدى ضعف الاقتصاد العالمي، خاصةً في آسيا وأوروبا، إلى الإضرار بأعمال التوصيل السريع لشركة فيديكس FedEx. إضافةً إلى ذلك، قالت الشركة أن الطلب على الطرود تضاءل بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة لأقل من الربع. وخلال مقابلة يوم الخميس على قناة CNBC سُئل الرئيس التنفيذي لشركة فيديكس FedEx راج سوبرامانيام Raj Subramaniam عما إذا كان يعتقد أن التباطؤ في أعماله هو علامة على بداية ركود عالمي، حيث أجاب: «نعم أعتقد ذلك، فهذه الأرقام لا تبشر بالخير».الجدير بالذكر أن هذا يمثل أسوأ انخفاض في يوم واحد في تاريخ فيديكس FedEx متجاوزاً انخفاضاً بنسبة 16% في يوم انهيار سوق الأسهم عام 1987. ويعتقد بعض المحللين أن أمازون قد تكون مسؤولةً عن هذا الانخفاض، حيث كتب جاك أثرتون Jack Atherton من صحيفة JPMorgan: «أطلقت أمازون مؤخراً برنامج شحن مجاني للبائعين، وأسعار شحن مخفضة»"، وأضاف: «قامت أمازون بتكديس الأموال ضمن قدرتها اللوجستية على مدى السنوات القليلة الماضية، لدرجة أن لديها قدرةً زائدةً لتلبية احتياجاتها الخاصة، وهي متعطشة لمزيد من الحصة المستهدفة من خلال الـ FBA ويمكن أن يؤثر هذا على أداء فيديكس».في هذا السياق يبدأ موسم تقارير الربع الثالث الشهر المقبل، ويضاف إلى تحذير فيديكس النظرة المتوترة للمحللين بشأن توقعات الأرباح، حيث تراجعت تقديرات أرباح السهم للربع الثالث بأكثر من 5.5% منذ نهاية يونيو/ حزيران، ذلك وفقاً لبيانات فاكت سيت FactSet. ويعد هذا أكبر انخفاض للربع منذ الربع الثاني من عام 2020 (عندما أدى انتشار كوفيد-19 إلى دخول الولايات المتحدة في حالة ركود).يأتي إعلان فيديكس أيضاً في الوقت الذي يشعر فيه المستثمرون بالقلق من ضعف التوقعات الاقتصادية، حيث يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بقوة للسيطرة على التضخم، وأضافت القراءة الأولية لمؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان لشهر سبتمبر/ أيلول إلى مشاكل المستثمرين يوم الجمعة، حيث أشار إلى 59.5، وهو أعلى مستوى لها منذ أبريل/ نيسان، في حين أنها كانت أقل من تقديرات الاقتصاديين.إلى جانب ذلك، أظهر استطلاع سبتمبر/ أيلول أن المستجيبين لا يتوقعون أن تختفي الأسعار المرتفعة في أي وقت قريب، وقال المستهلكون إنهم يتوقعون أن يصل التضخم إلى 4.6% خلال الأشهر الـ 12 المقبلة و2.8% في غضون السنوات الخمس المقبلة. الأمر الذي يُعد خبراً سيئاً للمستثمرين، لأن التوقعات يمكن أن تكون تخمين قد يتحقق، فإذا توقع المستهلكون أن الأسعار ستظل مرتفعةً، فمن المحتمل أن ينفقوا أكثر ويطالبوا بأجور أعلى. في حين قد ترفع الشركات الأسعار لاستيعاب ارتفاع الطلب والأجور، وإذا كانت التوقعات أقل، فقد يكبحون الإنفاق ويطلبون زيادات أقل في الأجور.