في الوقت الذي يعتقد فيه الكثيرون أن شراء الدجاج السويدي يعني ضمان الأمان الأخلاقي والمعاملة الجيدة للطيور، تظهر الأمور أحياناً بشكل مختلف تماماً، حيث قام برنامج TV4 Nyheterna، الذي يكشف عن مشاكل غير معروفة حتى الآن في الشركات الرائدة في صناعة الأغذية، بعرض أفلام تم التقاطها بكاميرا خفية داخل مصنع شركة كرونفاغيل Kronfågel للأغذية، الذي يعد واحداً من أكبر منتجي الدجاج في السويد. تظهر الأفلام المعاناة غير الضرورية التي يتعرض لها الدجاج، حيث يتم تجميع الفراخ حديثة الفقس بشكل غير طبيعي. وما أثار الصدمة هو أن الفراخ كانت تهاجم وتأكل بعضها بعضاً وهي على قيد الحياة. كما يُظهر أحد المشاهد دجاجة تقضم بطن دجاجة أخرى.من جهته، أعرب نيكلاس لوندبيري Niklas Lundberg، من جمعية حماية الحيوانات السويدية على الأفلام، عن أسفه، مشيراً إلى ضرورة القيام بما يلزم عن طريق اتباع القوانين واللوائح. تجدر الإشارة إلى أنه تم تسجيل هذه الأفلام في مفرخة Swehatch في سكونه، الذي تملكه شركة كرونفاغيل بالكامل، والذي تبيض فيه حوالي نصف مليون دجاجة كل أسبوع، يتم بعد فترة الحضانة نقل الفراخ حديثة الفقس فيه إلى عملية الفرز، حيث يتم استبعاد الدجاج الذي لا يعتبر مناسباً للإنتاج، ويتم وضع المريض والمصاب والوافد متأخراً والمشوه منها جانباً، ليتم قتلها بغاز الإيثان. وفي هذا السياق، أوضحت الأستاذة في قسم تغذية ورعاية الحيوانات في جامعة الزراعة السويدية، هيلينا وال Helena Wall، أنه "يجب قتل الحيوانات المريضة والتي لا يوجد أمل في أن تتحسن، في أسرع وقت ممكن". لكن المثير في الأمر هو أن الأفلام تظهر أن الدجاج المصاب يستلقي لساعات قبل أن يتم قتله، وهذا يتعارض مع المعايير والإجراءات المعتمدة. يُذكر أنه تم تصوير هذه الأفلام بواسطة ناشط من منظمة التحالف من أجل حقوق الحيوان باستخدام كاميرا خفية. وقبل هذا الكشف، قام هذا الشخص بالتسلل والعمل داخل مفرخة الدجاج لتوثيق كيفية التعامل مع الدجاج.في هذا الإطار، أوضحت مالين جوستافسون Malin Gustafsson، المتحدثة باسم التحالف من أجل حقوق الحيوان، أنه يتم اتخاذ هذه الإجراءات لجعل مصير الحيوانات وما يتعرضون له مرئياً في المجتمع. مشيرة إلى أن مثل هذه الإجراءات لا يجب أن تحدث بسرية دون اتخاذ الإجراءات اللازمة. وفيما يتعلق بالأفلام المصوّرة، أوضح فريدريك سترومن Fredrik Strømmen، الرئيس التنفيذي لشركة كرونفاغيل، أن موظفي الشركة يضعون رفاهية الحيوان ضمن أهدافهم العليا. وأن الأفلام التي تم تصويرها لا تتوافق وإجراءاتهم على الإطلاق. من الناحية الأخرى، أشارت مالين جوستافسون إلى ضرورة تحمل كرونفاغيل مسؤوليتها عن ما تتعرض له الحيوانات بدلاً من تقديم أعذار غير مقنعة. فالأمر لا يتعلق بمجرد حادث واحد، بل بما اضطرت الحيوانات لتحمله بشكل روتيني خلال الفترة التي أظهرتها الكاميرات، والتي امتدت لعدة أيام.