بدأت حالات تفشي مرض الحمى القلاعية في الظهور في كل من المجر وسلوفاكيا، ما دفع النمسا إلى إغلاق 24 معبراً حدودياً مع البلدين، فيما تؤكد السلطات البيطرية السويدية أنها تتابع الوضع عن كثب. وأعلنت السلطات المجرية مطلع مارس/آذار الجاري عن تسجيل أول حالة إصابة بالمرض منذ 50 عاماً، تبعتها بعد أسبوعين بلاغات جديدة من سلوفاكيا والمزيد من الحالات في المجر. ووفقاً لما أوردته شبكة "يورونيوز"، فقد تم إعدام آلاف الحيوانات بشكل طارئ في محاولة للحد من انتشار المرض. مرض نادر في أوروبا الحمى القلاعية مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات ذات الحوافر مثل الأبقار والخنازير والأغنام والماعز. ويُعد ظهوره نادراً في أوروبا، مما يزيد من خطورته عند انتشاره. وقالت مالين غرانت، الخبيرة في المعهد السويدي للصحة البيطرية (SVA)، إنهم يتابعون التطورات عن كثب، مضيفة أن تقييم المخاطر الأخير يُشير إلى أن احتمال وصول المرض إلى السويد لا يزال منخفضاً، لكن "الخطر لا يمكن تجاهله تماماً نظراً لطبيعة المرض شديدة العدوى". أسباب غير واضحة وأوضحت غرانت أن هناك العديد من التساؤلات غير المُجاب عنها بشأن كيفية وصول الفيروس إلى المجر وسلوفاكيا، مشيرة إلى وجود صلة بين الحالتين، لكنها أكدت أن طريقة انتقال المرض إلى الاتحاد الأوروبي لا تزال غير واضحة. وأضافت: «كلما زاد عدد المنشآت المصابة داخل الاتحاد الأوروبي، زادت مخاطر انتقال العدوى إلى السويد». تنسيق وتحضيرات في السويد ويعمل المعهد السويدي بالتعاون مع الجهات المعنية على وضع خطط استجابة في حال وصول المرض إلى البلاد، ويشمل ذلك التعاون مع الهيئات الأوروبية وعقد اجتماعات دورية لتبادل المعلومات مع المجر وسلوفاكيا حول المنشآت المصابة والإجراءات المتبعة. تحذيرات للمربين دعت غرانت مربّي الحيوانات في السويد إلى الانتباه لأي أعراض قد تدل على الإصابة، من بينها تقرحات وبثور في الفم أو على الحوافر أو الضرع، إضافة إلى الحمى أو توقف الأبقار عن الحلب. وأكدت على أهمية الإبلاغ الفوري في حال الاشتباه بوجود إصابة، مشيرة إلى أن اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة أمر بالغ الأهمية للحد من آثاره. وقالت: «عندما تتوقف الحيوانات عن إنتاج الحليب واللحوم، تحدث اضطرابات كبيرة في الإنتاج، وهذا يتسبب في تكاليف باهظة على المجتمع، إضافة إلى نفقات المكافحة المرتفعة». ما هي الحمى القلاعية؟ الحمى القلاعية مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات الحاملة للحوافر مثل الأبقار والخنازير والأغنام والماعز. ينتشر المرض بشكل أساسي في آسيا، وأفريقيا، والشرق الأوسط، وأمريكا الجنوبية. تتسبب العدوى في ظهور بثور مؤلمة وتقرحات في الفم والحوافر، بالإضافة إلى الحمى وفقدان الشهية، وتراجع إنتاج الحليب لدى الأبقار. أما لدى الأغنام والماعز، فتكون الأعراض غالباً غير واضحة، وقد تقتصر على العرج. ينتقل الفيروس بسهولة بين الحيوانات عن طريق الاتصال المباشر أو عبر مركبات النقل والأدوات والملابس الملوثة، كما يمكن أن تحتوي لحوم ومنتجات الحيوانات المصابة على الفيروس، مما يسمح بانتقاله لمسافات طويلة. ويُعد المرض من الأمراض التي يجب الإبلاغ عنها قانوناً، وعلى مربي الحيوانات الاتصال بالطبيب البيطري فوراً عند الاشتباه بالإصابة. وقد يؤدي تفشي المرض إلى خسائر اقتصادية كبيرة بسبب توقف الإنتاج، وتكاليف المكافحة، وفرض قيود على التصدير. المصدر: المعهد السويدي للصحة البيطرية (SVA)